* أشرف بدر الدين: مزايدات رخيصة لتيارات تحاول هدم الوطن * خيرى عمر: قوى الثورة المضادة تسعى لإشعال الموقف * محمد مصطفى: على جميع الأطراف تحمل مسئولياتها تجاه مصر على الرغم من أن حادث قطار البدرشين الذى أودى بحياة 19 مجندا وعشرات الجرحى قد أدمى قلوب جميع أفراد الشعب المصرى وخيمت الأحزان على ربوع الوطن جراء هذا الحادث الأليم، إلا أن بعض التيارات السياسية الليبرالية والشخصيات التى تطلق على نفسها النخبة تستغل هذا الأمر للمتاجرة بدماء الشهداء والمصابين، أملا فى تحقيق أى مكاسب سياسية أو انتخابية إضافة إلى تصفية حساباتهم مع قوى التيار الاسلامى فى ظل ظروف عصيبة يمر بها الوطن. وكتب حمدين صباحى -مؤسس التيار الشعبى- على صفحته على فيس بوك: "أوقفوا عمل قطارات الموت، أعلنوا علينا خطة تطويرها وأجل محدد لإنجازها، اجعلوا سلامة المصريين من أولويات الحكومة بدلاً من الانشغال بسياسة التمكين". وعلق الدكتور محمد البرادعى -رئيس حزب الدستور- على الحادث قائلاً: "مأساة مصر ليست فى انتماء من يحكم، وإنما فى غياب القدرة على إدارة البلاد، مفاصل الدولة تتآكل، والفشل يزداد، والشعب هو الضحية، ومصر تركع كل يوم". وادعى الدكتور محمد أبو الغار -رئيس الحزب المصرى الديمقراطى- أن حكومة الإخوان قامت بتغيير وزير النقل، وعينت بدلا منه وزيراً إخوانياً، ولم ولن ينصلح شىء، لأن كل مؤهلات الوزراء الإخوان، أنهم "إخوان وعندهم ذقن"، إلا أن كفاءتهم معدومة، وأضاف أن الإخوان يتم تمكينهم فى مفاصل الدولة بالكامل، وهو ما سوف يؤدى لانهيار الدولة فى وقت أسرع مما كنا نتوقع. وزعم حزب التحالف الشعبى الإشتراكى أن حادث "البدرشين" يؤكد على تبنى "الإخوان" سياسات نظام مبارك نفسها والاستخفاف بأرواح فقراء هذا الوطن، محملا الرئيس والحكومة المسئولية الكاملة عن هذه الحوادث، وقال: "بدلا من أن يهتم الرئيس وجماعته بتشكيل حكومة من أهل الخبرة والكفاءة، انشغل بالاستعانة بأهل الثقة من أجل العمل على إحكام سيطرة "الإخوان" على مفاصل الدولة، والإبقاء على دولة الفساد والإهمال، ووأد الثورة، واتباع نفس السياسات الاقتصادية المنحازة للمستثمرين ورجال الأعمال على حساب حياة وحقوق الملايين من أبناء الشعب المصرى". وقال حسين عبد الغنى -المتحدث باسم ما تسمى بجبهة الإنقاذ الوطنى" إنه يجرى الحشد ليوم 25 يناير المقبل بشكل موسع خلال الفترة المقبلة، بزعم استكمال واسترداد الثورة التى سرقت، فضلًا عن القصاص لشهدائنا، مضيفًا: "هذا يوم فاصل فى تاريخ الثورة التى بدأت فى 25 يناير قبل الماضى ولم تنته، مدعيا أن الشعب سيشارك فى 25 يناير المقبل، من أجل "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، التى لم تتحقق حتى الآن منذ عامين. من جانبه قال عبد الجواد أبو كب -رئيس الاتحاد العربى للصحفيين الشبان- على حسابه عبر حسابه على "تويتر": "عار على النخبة أن تسارع مع كل حادث إلى استخدامه سياسيا، فالمعارضة تحاول إلصاق كل التهم ب"مرسى" وكأن والده صانع القطارات (مع مسئوليته بالطبع عن الكارثة وعشرات الكوارث الأخرى)، وينشط البرادعى (كالعادة) ومعه (هتيفة تويتر) وهاتك يا أكليشهات "مصر تركع كل يوم واحترس مصر ترجع إلى الخلف"، وتتفنن جبهة الإنقاذ فى سرد الكوارث بمنطق "الغازية لازم تنزل"، وفى المقابل يتعامل النظام بمنطق الملائكة التى لا تخطئ وأن المسئولية تقع على أى أحد بعيدا عن الحكومة والرئيس". وتساءل: "هل سيتحول الأمر كالعادة لمعركة سياسية ومزاد تعويضات من أجل الانتخابات؟، عار عليكم إذا فعلتم، وعار علينا إذا تركناكم تستغلون آلام بسطاء الوطن". فى البداية أوضح المهندس أشرف بدر الدين -عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشورى- أن ما تقوم به بعض القوى السياسية ومن يسمون بالنخبة من الهجوم الشرس وغير المبرر على الرئيس مرسى وحكومة هشام قنديل أمر ليس بجديد على هؤلاء، واصفًا إياه بأنه نوع من المزايدة السياسية الرخيصة والمتوقعة من هذه القوى التى لا تقدم أى شيء مفيدًا للوطن لكنها تقوم بالنقد والهدم والهجوم الشرس بشكل دائم ومتعمد. وأكد أن هذه القوى لو أنها تريد مصلحة وطنهم وشعبهم- كما يزعمون- لبادروا بطرح حلول للمشكلات التى تواجهنا، لكننا لم نجد منهم أى مبادرة إيجابية تسهم فى حل أى مشكلة، لأنهم يسعون للهدم لا البناء والخراب لا العمار. وحول تحميل البعض للرئيس والحكومة المسئولية الكاملة لأى حادث يقع فى مصر –رغم قصر الفترة التى تولوا فيها مهامهم- قال بدر الدين:" هذا أمر غير منطقى وغير مقبول، فكيف نحملهم فسادا استشرى على مدى أكثر من 30 عاما مما أدى لتغلغله فى كل مؤسسات الدولة، وبالتالى فنحن نجنى الحصاد المر لسياسات الحزب الوطنى المنحل على مدار عقود من الفشل والإهمال والفساد والإفساد فى كافة مرافق الدولة، خاصة أن إصلاح تلك المرافق يحتاج لوقت واستثمارات كبيرة". وأضاف بدر الدين أن بعض قوى المعارضة ليست حريصة على إعطاء الرئيس والحكومة أى فرصة للعمل والنجاح أو إنجاز الاستحقاقات الوطنية، بل على العكس تماما يسعون للتعطيل والعرقلة ووقف مسيرة أى عمل من خلال تصريحات ومواقف هدامة وسلبية تماما، وبعيدة كل البعد عن الممارسة الديمقراطية والسياسية. وتابع: "هناك محاولات مستمرة من هذه التيارات لتعويق المسيرة والتقدم نحو المستقبل، ويقومون بمحاولات لضرب الأمل والإنتاج فى مقتل، لكن كل تلك المحاولات وغيها ستبوء بالفشل، فالشعب المصرى أدرك حقيقية أهداف تلك القوى التى يعمل بعضها لصالح قوى إقليمية وأجنبية وجهات خارجية، ولذلك بعضها يتاجر بمصالح الوطن العليا من أجل مزايدات سياسية". وشدّد بدر الدين على أن تلك القوى المعارضة التى يعلو صوتها الآن ضجيجا واعتراضا لم يسمع أحدا لها صوتا خلال عهد النظام البائد، وخاصة حينما توفى أكثر من 600 مواطن فى حادث قطار الصعيد، و1200 مواطن فى حادث عبارة السلام 98، وخلال الكثير من المآسى والكوارث، وقال: "أين كان هؤلاء، لكن حاليا فى جو الديمقراطية الحقيقية والحرية التى يمارسها الشعب، نجد البعض يتاجر بحادث يمكن أن يحدث فى أى دولة فى العالم، فما بالنا بحادث نتيجة فساد وتقصير وفشل حكومى منذ عقود، لكن بعض القوى لديها رغبة فى إسقاط التجربة الإسلامية بوجه عام ووضع كل العراقيل وإشاعة الفوضى فى البلاد ووقف عجلة الإنتاج ومنع زيادة الاستثمارات الأجنبية". أما الدكتور خيرى عمر -الباحث السياسى- فيرى أنه يجب أن تكون هناك موضوعية فى قراءة الأحداث السياسية أو غيرها ومعرفة أبعادها، وبالنظر للبنية الأساسية للدولة المصرية نجد أنها ضعيفة جدًا ومهترئة، وبالتالى تكثر الأخطاء التى تنتج عن سوء الإدارة، وهو ما يعتبر إرثا من النظام البائد، وإصلاحه يحتاج المزيد من الوقت والجهد. وأشار إلى أننا نقر بأن هناك مسئولية وواجب على الحكومة الحالية، إلا أن هناك أيضًا مسئولية وواجبا على كافة الأطراف الأخرى من خلال المساعدة وتقديم يد العون وطرح المبادرات الإيجابية للعبور لبر الأمان، مضيفًا بأن انتخابات مجلس النواب حينما تمر بسلام ونزاهة سيخرج الوطن من مشاكله ويدخل مرحلة جديدة للعمل. وانتقد عمر استغلال البعض لحادث قطار البدرشين فى الحشد لمظاهرات 25 يناير قائلا:" ليس هكذا تكون السياسة أو الديمقراطية، ففلسفة الاختلاف فى الرأى لها أصول وقواعد ينبغى احترامها، والحشد ل 25 يناير بهذه الطريقة سيؤدى لخسائر كافة الأطراف". من جهته قال محمد مصطفى -المنسق العام لاتحاد ثوار مصر- إن استغلال بعض القوى والشخصيات لحادث قطار البدرشين الأليم سياسيا وانتخابيا يأتى اتساقا مع الطريق الذى تنتهجه بعض قوى المعارضة للثورة المضادة، حيث إنه لا يفوتون أى حادث يصاب به الوطن وخاصة كل ما يمس حالة المواطن لغرض سياسى رخيص لإجهاض الثورة، واتضح ذلك جليا فى استغلالهم حادث قطار أسيوط والبدرشين، فهذا الاستغلال يكون بأبشع السبل. وأوضح أن مرافق الدولة فى حالة يرثى لها بسبب سياسات النظام السابق، والتى سمحت للفساد بالانتشار فى مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن هذه المزايدات تعد إفلاسا سياسيا، فالذى يعترض عليه أن يراعى الظروف التى تمر بها البلاد، وأن من فى الحكم اليوم لم يمض عليهم سوى بضعة شهور قليلة وهذا لا يعنى شيئا فى عمر الأنظمة على الإطلاق. وأشار مصطفى إلى أن الشعب يفرز جيدًا من يعمل لصالح الوطن ومن يسعى لهدمه مستغلا الظروف التى يمر به، مؤكدًا أن هذه المواقف تحاول تصدير فكرة أنه ليس هناك أمل فيمن يحكمون وأنهم السبب فى كل شىء سلبى، وادّعوا أن مصر مقبلة على إفلاس اقتصادى وثورة جياع، لكن الفرصة ستفوت عليهم ومن يهدفون لنشر الفوضى والخراب، ودعا القوى السياسية لتجاوز الخلافات السياسية والتعاون لإعادة بناء مصر، فنحن فى حاجة ماسة إلى العمل والإنجاز وليس فى حاجة إلى الصراعات والانقسامات.