تحية إلى أرواح الشهداء فى كل ميادين الحرية على امتداد أرض مصر، تحية إلى البنائين الجدد شباب مصر الذين استشهدوا لتحيا مصر، والذين ثاروا فهدموا الفساد، ثم هدءوا لبناء الأمجاد. نعم نريد أن يكون لنا دستور يرسم وينظم حياتنا، نريد أن يكون لكل حزب من الأحزاب دور فى الحياة السياسية حتى تنشط وتدور عجلة الإنتاج وفق رؤى وبدائل محددة تصنعها الدولة. ولا بد من المشاركة الفاعلة الإيجابية والانشغال بتشكيل مجلس للنواب يمثل جميع الأطياف الفاعلة فى الدولة، ذلك أن الدستور يحقق تكافؤ الفرص، ولا بد لكل حزب من الاعتماد على جهوده الذاتية والجهود التطوعية فى الإنفاق الرشيد وليس على جهات خارجية أو داخلية لها أجندات خاصة. نريد الحوار ثم الحوار الإيجابى والفاعل والوطنى بقطع النظر عن نوع الحزب أو الأيديولوجية أو المعتقد، فنحن جميعا مصريون، نريد من عقلاء الأمة مبادرات لم شمل الأسرة المصرية والحوار والنقاش وتبادل وجهات النظر حول قانون تنظيم انتخابات مجلس النواب الجديد وحول الأوضاع الاقتصادية باعتبارها مهاما وطنية، نريد أفكارا ورؤى وطنية خالصة لوجه الله ثم الوطن، نريد رجالا ونساء أكفاء قادرين على التسريع بإنجاز تلك المهام الوطنية فى إطار نظام ديمقراطى فيه المعارضة القوية قبل الموالاة. نريدها معارضة وقد تخلصت من الفكر القديم حتى تستوعب وتتحلى بفكر ديمقراطى معارض ومسئول وأن يكون لها رؤية وآليات وبدائل وخيارات، وأن يكون حديثها شفافا نظيفا لا حديثا سياسيا مغلوطا. إن الدولة قيادة وشعبا تؤمن بفكر ديمقراطى قواعده واضحة المعالم، صادقة وشفافة يسعى للخطو دوما إلى الأمام من أجل الأفضل لكل أبناء مصر. إنه لا أحد فى مصر العظيمة ينكر تطبيق الشريعة الإسلامية؛ من حيث حرية الاعتقاد وحرية التفكير وحرية العمل وحرية التنقل، وفيها قيم المواطنة، النساء شقائق الرجال، لا تمييز على أساس الجنس أو العقيدة أو الأيديولوجيات. نعم نعيش فى مصر أزهى عصور الحريات، والحوار الحقيقى القائم على دولة القانون، فلماذا التخلى والإصرار على رفض الحوار؟ ولماذا تلمس أسلوب الشائعات والنقض لا النقد؟ ولمصلحة منْ؟ إن القول بعدم التوافق على كل ما جاء فى دستور مصر الجديد أمر يمكن تداركه وتعديله بالتوافق فى مجلس النواب القادم، خاصة أن رئيس الدولة قد تعهد أمام الشعب بذلك، فلماذا سلوك إضاعة الوقت وثقافة إضاعة الفرص؟ إنه سعى غير مسئول وغير وطنى وغير ديمقراطى، هو تشتيت للجهود المصرية الوطنية المخلصة الخالصة، هو مؤشر على افتقاد المعارضة لرؤية إستراتيجية واضحة، أو مطالب محددة تحقق مساحة التقاء بين كل الأطراف. إنها الفوضى التى تقودنا إلى تدهور فى الاقتصاد المصرى الذى يمس حاجات الطبقات الفقيرة وقطاعات عريضة من شعب مصر، إنها الفوضى التى تعرقل الخطو الجاد والدءوب نحو الديمقراطية وإكمال دولة المؤسسات، إنه انحراف بقواعد اللعبة الديمقراطية وترويج فكر مغلوط يعكس مراهقة سياسية وتزييف لوعى الجماهير ورطانة جوفاء لا طائل من ورائها. إن مهمة التوافق شركة بين القيادة السياسية والمعارضة الحزبية، والاستقواء بالخارج أمر يرفضه القانون. نحن نريد أن نفكر بقلوبنا ونشعر ونحس بعقولنا، ولا بد أن يستمع كل منا للآخر، نريد أن نؤمن بأن الخير والأمل والتفاؤل جزء من تكوين الإنسان المصرى، وأن نثق فى الله ونثق فى قيادتنا الحكيمة التى جاءت بإرادة شعبية حرة ونزيهة، وأن يكون هدفنا واحدا، وحلمنا واحدا، ووسائلنا وآلياتنا متنوعة متعددة. نريد أن يسكن شعاع الحب فى قلب الجميع، حب الله، وحب الوطن، وحب الأخ لا الآخر، حتى تمتلئ حياتنا بالسلام وبالمحبة والاستقرار، والمحبة فقط هى الطريق إلى الوئام والمستقبل الآمن. اللهم احفظ مصر، اللهم بارك بلادى بارك الله فى شعب مصر النبيل وبارك الله فى قيادة مصر الحكيمة، حتى تكون مصر جنة تزرع الحب وتحصد الخير والسلام.