جاءت تعليقات بعض المنتمين للمعارضة "الشكلية"، وعدد من أعضاء جبهة "الإنقاذ النهرى"، على التعديل الوزارى الأخير مثيرة للضحك والسخرية. فجأة أصبح وزير الداخلية المنتهى تكليفه أحمد جمال الدين "بطلا قوميا"، و"رمزا من رموز الثورة"، و"حصن الدولة المدنية"، بعد أن كان نفس الوزير هو هو بشحمه ولحمه دليلا على "بطش مرسى" و"فلولية قنديل"، و"تجبر الإخوان" الذين يحركون وزير الداخلية من المقطم ب"الريموت كونترول"! لضعاف الذاكرة، نذّكر أن شريحة ليست بالقليلة من المعارضة كانت تنادى بإقالة وزير الداخلية، بدعوى أنه قريب د. عبد الأحد جمال الدين أحد أكبر أقطاب الحزب الوطنى المنحل، وطافت مسيرات تطالب بإقالته بل محاكمته بعد استشهاد "جيكا"، ودعا ثوار إلى إقالة الوزير الذى لم يحقق الأمن ولم يستطع هيكلة الداخلية، كما قالوا فى كل الفضائيات والفعاليات والمؤتمرات. فجأة، خرجت أمس تعليقات "فى الاتجاه المعاكس" من نفس الأصوات تقريبا، ترى أن إقالة وزير الداخلية جاءت بأوامر من الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذى "غضب" من تحدى الوزير له فى موقعة "قسم الدقى" –بزعمهم- وأن الشيخ أصدر توجيهاته بطرد الوزير من "جنة الحكومة"! دون سابق إنذار، تحول "جمال الدين" إلى "القلعة الأخيرة" التى وقفت فى وجه "أخونة الدولة"، ودفع ثمن "دوره الوطنى" برفض تأمين مقار الإخوان، والقبض على المعتدين على مقر حزب الوفد "بالشماريخ وبمب العيد"! لا تتوقف كثيرا عند مدى اتساق هؤلاء مع أنفسهم، أو طبيعة الحديث الذى يدور بين الواحد منهم مع نفسه أمام المرآة، أو فداحة التغييرات الفسيولوجية التى يمكن أن يتعرضوا له جراء تغيير مواقفهم 180 درجة من نفس القضية، وتجاه نفس الشخص، بين عشية وضحاها، وهى الأعراض التى يحددها الأطباء فى احمرار الوجه، واستطالة الأنف، و"حكة" جلدية شاملة! ردود أفعال هذه الفئة من المعارضة التى تنادى بمطلب ثم ترفض تحقيقه، وهجماتهم المرتدة السريعة المتسرعة تجاه حكومة هشام قنديل يذكرنى بالنكتة الشهيرة "إيه الطاقية البايخة اللى انت لابسها دى"! النكتة لمن لا يعرفها أن الثعلب أراد "استقصاد" القرد، فكان كلما رآه نهره، قائلا: "إيه الطاقية البايخة دى؟" ثم ينهال عليه ضربا، وبعد تكرار الموقف مرات عدة اشتكى القرد لملِك الغابة من هذا الاضطهاد غير المبرر، فاستدعى الأسد إلى عرينه الثعلب "المفترى"، فقال الأخير: "أيوه أنا بكره القرد، ودى تلاكيك بصراحة" فنصحه الأسد الخبير: "لا تقل له "إيه الطاقية البايخة دى".. ابحث له عن مبرر مقنع.. قل له: هات لى تفاحة.. لو جابها حمراء اضربه وقل: أريد تفاحا أخضر، والعكس بالعكس"! خرج الثعلب مسرورا من لقاء ملك الغابة سعيدا بالحيلة الجديدة، وبمجرد أن التقى القرد أمره أن يأتى له بتفاحة؟ فسأله القرد: "عايزها حمراء ولا خضراء؟!" فضربه الثعلب بقلة حيلة صارخا: "إيه الطاقية البايخة اللى انت لابسها دى"! وقانا الله شر ثعالب السياسة.. والمعارضة "الهايفة"!