قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال صلى الله عليه وسلم: إن المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتى وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته؛ فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح فى النار". هذا الحديث الشريف يعكس بشكل واضح الواقع الذى نعيشه الآن.. فقد أطلقت جبهة الإنقاذ الوطنى "المفلسة" ومعها عدد من السياسيين والإعلاميين "المفلسين" حملة منظمة للتشكيك فى اقتصادنا المصرى، ومن ثم تطفيش الاستثمارات وهز الثقة فى السوق المصرية وإسقاط الدولة ومعها النظام الحالى والرئيس. وما أريد أن أقوله هنا: إن مصر من الدول التى تمتلك مقدرات وإمكانيات هائلة، ولكن مشكلتنا دائما كانت مع الفساد الذى يهدر هذه الثروات والإمكانيات وعدم وجود إدارة على كفاءة عالية تستثمر الإمكانيات البشرية والمادية التى نتمتع بها. فصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما وصف المفلس بأنه من اعتدى على حقوق غيره، وليس من لا درهم له ولا دينار. فالرخاء والتقدم يمكن أن نصنعهما إذا كانت لدينا الإرادة؛ ولكن هناك البعض الذى ادعى أن مصر على وشك الإفلاس هم المفلسون، كما أكد الرئيس فى خطابه أمام مجلس الشورى فى جلسة تاريخية انتقلت تخلى فيها مرسى بحكم دستور الثورة الذى أقره الشعب المصرى عن السلطة التشريعية لأول مرة منذ توليه منصب الرئاسة. فهؤلاء المفلسون ليس لهم وظيفة إلا السب والشتيمة والكذب والتضليل والدعوى إلى القتل وسفك الدماء، وأخيرا التخويف من انهيار الاقتصاد المصرى والإفلاس. أشار الرئيس إلى أرقام مهمة؛ منها زيادة عائدات القناة بمقدار مليارى دولار فى خلال 5 شهور فقط، وزيادة عدد السائحين، بالإضافة إلى أرقام أخرى تعكس توفر السيولة، ومنها زيادة ودائع البنوك إلى 1300 مليار جنيه. مشاريع كثيرة تنتظر مصر سوف تؤدى إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية التى ستنعكس إيجابا على الشارع المصرى من تحسن فى مستوى المعيشة والخدمات التى ستقدم للناس. ولكن المطلوب من الرئيس هو إحداث تعديلات وزارية جيدة من أجل دفع الاقتصاد والملفات الحياتية للمصريين، بالإضافة إلى الاستعانة بأهل الخبرة بدلا من أهل الثقة الذين ثبت فشلهم، واستكمال الحوار الوطنى، ولم الشمل لتهيئة المناخ السياسى والاستقرار لتدوير عجلة الإنتاج. ولكن فى كل الأحوال هناك حالة من التفاؤل عكسها خطاب الرئيس الأخير، وهناك فارق كبير بين من يريد أن يدفع باقتصاد الوطن للدوران لتحقيق أهداف الثورة من عيش وعدالة اجتماعية، والذين ينعقون كالبوم ويبشرون بالإفلاس.. فمصر لن تفلس بل هم المفلسون.