بعدما وصلتهم النتائج شبه النهائية للاستفتاء على الدستور المصرى وتصويت أغلبية المصريين ب"نعم".. ماذا كان رد فعل الصهاينة؟!. وزير الحرب الإسرائيلى الأسبق بن إليعازر قال: "إن إجازة المصريين الاستفتاء بنعم وعلى الرغم من أنه يبدو كشأن مصرى داخلى، إلا أنه يحمل دلالات بالغة الخطورة بالنسبة لنا". ومعلق الشئون العربية فى الإذاعة العبرية، قال معلقا عن إقرار الشعب المصرى للدستور الجديد: "من المفارقة أن هذا تطور سيئ لنا وللغرب ولإيران"!!. زعيم حركة شاس الصهيونية المتطرفة (يشاى) دعا الرئيس الأمريكى أوباما لمعاقبة مرسى بدعوى "أنه يقمع الأقباط"، مع أن حركته الصهيونية رفضت من قبل الحوار مع الفاتيكان ووصفت بابا روما بأنه "كافر وخنزير"!. ومركز (هرتسليا) -أهم مراكز البحث فى إسرائيل- قال: "إن على الغرب التحرك الآن بعدما ظهرت قوة الإسلاميين السياسيين لدعم الطرق الصوفية من أجل قطع الطريق على الإخوان المسلمين". قبل هذا كشف مراسل الإذاعة العبرية فى واشنطن النقاب عن أن السفير (الإسرائيلى) هناك، مايكل أورون يلعب دورا مركزيا فى المبادرة التى يعكف عليها قادة المنظمات اليهودية الأمريكية وأعضاء فى الكونجرس لدعوة أمريكا وكندا ودول أوروبا لفرض مقاطعة على مرسى، وعدم استقباله أو مبعوثيه!!. وقبل هذا أيضا قال سيلفان شالوم، نائب نتنياهو للقناة (الإسرائيلية) الثانية: "لقد اتضح لنا أن منطلقات الحكم لدى مرسى أيديولوجية وخطيرة لأمننا القومى"، فى حين قال رونى دانئيل، معلق الشئون العسكرية فى القناة (الإسرائيلية) الثانية: "إن قيادة الجيش الصهيونى تعتبر أن عدم استقرار حكم مرسى هدفا إستراتيجيا يقلص المخاطر الإستراتيجية على إسرائيل". وكشف التليفزيون الإسرائيلى النقاب عن أن الملياردير اليهودى الأمريكى شيلدون أدلسون، صديق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، يجرى اتصالات وعقد لقاءات مع نشطاء أقباط فى الولاياتالمتحدة لشن حملة دعائية "لنزع الشرعية الدولية" عن الرئيس محمد مرسى عبر استخدام وسائل الإعلام الأمريكية وإقناع أعضاء الكونجرس الأمريكى بسنّ تشريعات جديدة تحظر تقديم مساعدات لمصر، بزعم أن الدستور المصرى يمس حقوق الأقباط والمرأة!!. وأكد مراسل التلفزيون الصهيونى أنه لا يساوره شك بأن تحرك (أدلسون) يأتى بالتنسيق الكامل مع ديوان نتنياهو، الذى شعر بغيظ وحنق شديد بسبب موقف مرسى فى الحرب الأخيرة على قطاع غزة. "يديعوت أحرنوت" استغلت الحدث للاقتراب من الرئيس محمد مرسى لمعرفة سر استمرار شعبيته بالرغم من الحملة الإعلامية ضده، ونشرت تقريرا عن علاقة الرئيس مرسى بأبنائه وزوجته وأنماط أكله أقرّت فيه بأنه "نمط جديد من الزعماء العرب"، حسب ما جاء فى عنوان التقرير، وركز التقرير على مدى تماسك العائلة وإعجاب أفرادها بالدكتور مرسى وحرصهم على إنجاحه،ونقلت قول أحد أبناء مرسى أن والده يقطن فى شقة مستأجرة، وأن "ملامح وجه أبى جادة لكن قلبه حنون، ويمارس الرياضة". القصة ليست قصة دستور أو انتخابات رئاسية أو غيرها، ولكنها قصة عداء صهيونى، ورعب من انقلاب المعادلات الإستراتيجية فى مصر والمنطقة العربية، لأنه متى ما عادت مصر –منطلقة من مبادئ حضارتها الإسلامية– للعالم، فسوف يكون هذا معناه نهاية العربدة الصهيونية والأمريكية فى المنطقة وانتهاء مصالحهم. القصة أن حكام مصر السابقين كانوا "كنزا إستراتيجيا" للصهاينة والغرب.. أما الرئيس مرسى (ابن الثورة) فهم يعتبرونه "كنزا إستراتيجيا" حقيقيا لبلده مصر. محمد جمال عرفة