في ظل حالة من الشد والجذب على الساحة السياسية يأتي الاستفتاء على أول دستور يضعه الشعب المصري بواسطة جمعية تأسيسية منتخبة، والانتهاء بصفة شبة نهائية من حالة الثورة إلى حالة الدولة، لذا حاولت "الحرية والعدالة" استطلاع رأي شريحة مهمة من شرائح وفئات المجتمع، وهي طالبات جامعة دمنهور لنتعرف من قريب على آرائهن وكيف يرون الدستور الجديد وما هي الشروط الواجب توافرها في الدستور من وجهة نظرهن. قالت نرمين الديب – طالبة بكلية الآداب – "لم أقرأ الدستور كاملاً بعد، ولا بد أن أعرف ماذا تعني كل مواده فهذا حقي"، وعن ما تتمناه في دستور البلاد قالت "أريد دستورا يحقق العدالة الاجتماعية ويُلبي حاجات الشعب، وأقصد بالشعب كل فئات وطوائف المجتمع، والحالة الوحيدة التي أرفض فيها هذا الدستور إذا وجدت به ما يثير القلق والريبة". وأشارت نرمين إلى أهمية أن يتحد الشعب ولا ينساق وراء الشائعات فلابد أن يقرأ بنفسه، كما وصفت من يعلن رفضه للاستفتاء ويدعو لذلك أنّهم يعملون لمصلحتهم الشخصية فقط. وأوضحت جهاد النجار – كلية الآداب – أنّها قرأت بعض المواد ولم تر ما يدعوها للشك والقلق وقالت "بالعكس هناك مواد رائعة وتعجبت ممن يثيرون الشبهات حول الدستور كزواج الفتاة في سن مبكرة وغيرها، وأقول لهم لا يوجد مادة بالدستور تحتوي على هذا النص، وحتى إن كانت لا يوجد ما يجبرني على فعل ذلك". وأكّدت جهاد أنه لا يوجد دستور يرضي جميع الأطراف بنسبة 100%، لذلك إذا وافقت على الدستور بنسبة 80% سوف أصوت بنعم، وأضافت أننا نحلم بدستور للبلاد يتبعه تشريع ينظم الأمن ويرعى حقوق الأفراد وينتشر معه الأمن والأمان ويتزايد الاستثمار. وأضافت جهاد "أما من يتكلمون على أن الفصيل الإسلامي هو الذي تشكّلت منه الجمعية التأسيسية وهم من وضعوا الدستور، أقول لهم "أين كنتم ولماذا انسحبتم؟ وإن كنت أرى أنهم ممثلون للشعب بأكمله وليس حرية وعدالة فقط أو سلف"، وأقول لمن يتهكم على الأميين ويطرح فكرة حجبهم من الاستفتاء" هؤلاء هم أبي وأمي الذين كافحوا طيلة حياتهم لتتحسن الظروف فهل يكون جزاؤهم المنع من الاستفتاء والتطاول عليهم بأنّهم يتقاضون الأموال والزيت والسكر ونتهمهم بالجهل بصراحة هذا نكران للجميل. وأكدت جهاد أنّ الاستفتاء على الدستور أهم من اختيار الرئيس لأنه يرسم مستقبل البلاد أما الرئيس من الممكن أن يحكم أربع سنوات أو يترشح لفترة أخرى فقط، لذلك أدعو الجميع إلى قراءة الدستور والتفكير وأخذ القرار وأن نقول رأينا يوم السبت سواء بنعم أم لا، ولا ننساق وراء إعلام مضلل أو شخصية سياسية أياً كانت. واتفقت كلٌ من آية محمود وهبة الله صبحي - كلية التجارة - على أنه لابد من قراءة الدستور أولاً ثم تكوين الرأي حتى لو كانت الموافقة على مواد الدستور بالنسبة لي بنسبة 70% فهي نسبة كافية، واستنكرت هبة الله ما حدث من رفض دعوة الحوار الوطني الموجه من الرئيس للقوى السياسية وتعجبت من دعوتهم للعصيان المدني ووصفته بأنّه شيء خارج عن حدود الأدب، وقالت آية محمود إنّ هؤلاء لا يريدون الاستقرار لمصر ويسعون في خرابها ويعملون لمصلحتهم الشخصية، لذلك نجدهم شغلوا أنفسهم بالهدم لا البناء. وتقول أسماء شرشر – أمين اتحاد الطلاب بكلية الآداب "أنا مؤيدة لمشروع الدستور لأنّه ببساطة رائع ومعبر جداً عن الروح التي نزلنا نطالب بها في الثورة فبداية عندما أجد مادة (5) في الدستور، تقول أنّ السيادة للشعب وأن يتضمن أسس العدالة الاجتماعية التي طالبنا بها أيضاً في المواد (14 و16 و19 ) وخصوصًا مادة 27 التي أعتبرها من أهم إنجازات دستور الثورة". وأضافت أسماء "أيضاً باب الحقوق الشخصية يُعيد لنا الأمل في بناء مصر الثورة بعد ما عانيناه من الظلم والاضطهاد، فنجد أنّ كرامة المصري هي أساس موادها وخصوصاً مادة 35 و36 و39 التي تُعد مواد الكرامة الإنسانية التي كانت مُهدرة فيما مضى". كما قالت أمينة اتحاد كلية الآداب أنّ الدستور طمأن غير المسلمين على حريتهم في الاعتقاد في مادة ( 3 و43 ) ووازنت بين حرية الإعلام والحرية الشخصية في المواد (47 و 48 و 49)، وتابعت "وإجمالاً فكل مواد الدستور عندما تقرأها تجد بين سطورها أملا وإشراقا وحلم مصر ، مصر التغيير والثورة". وعن يوم الاستفتاء قالت أسماء "سأذهب يوم السبت لاستكمال المسيرة ولكي أرد الدّين لمن استشهدوا في سبيل هذه اللحظة ليجعلوا للمصري صوتا ورأيا مسموعا في بلده، وأقول إن حرية التعبير مكفولة لكل الأطراف، وأرى أنّ نهضة مصر تبدأ بخروج الدستور للنور والذي يضمن لنا الخروج من المأزق الحالي الذي هو المحك الرئيس لنجاح الثورة". وأخيراً وجهت أسماء رسالة إلى زميلاتها وزملائها بالجامعة وبمصر ككل قائلة "بمشاركتك في الاستفتاء ترسم غداً أفضل لأجيال قادمة من حقها أن تمنحها هذا الحق كما منحنا الشهداء، بفضل من الله، حق فرحة هذه اللحظة الفارقة في تاريخ مصر".