* محاولات مستمرة لإعادة عقارب الساعة للوراء * اجتماعات سرية بالداخل والخارج لإسقاط النظام الشرعى * رجال المخلوع يتنقلون بين لندن والخليج لإجهاض الثورة * خبراء: مصر استعادت ريادتها للمنطقة بقيادة رئيسها المنتخب * قوى عالمية ترى فى مصر الثورة تهديدا لمصالحها * عمرو فاروق: يجب فضح هذه المخططات أمام الرأى العام * محمد مصطفى: نجاح مصر فى غزة أشعر إسرائيل بالقلق * عادل سليمان: قوى ظلامية تعطل التحول للديمقراطية * عزب مصطفى: قائدشرطةدبىتفرغللهجومعلىثورة مصر * مجدى قرقر: خلفان مدفوع من رجال ورموز النظام البائد لم يتوقف رجال النظام البائد والحزب الوطنى المنحل أو ما يطلق عليهم "الفلول" يوما عن محاولات تخريب ثورة الشعب المصرى والإجهاز عليه من أجل إعادة عقارب الساعة للوراء، وإعادة إنتاج نظام المخلوع مبارك ولو بصورة مختلفة، ظهر ذلك جليا خلال العامين الماضيين بأكثر من شكل فيما عرف بالثورة المضادة. ظن المصريون أنه بنجاح ثورة 25 يناير أن النظام الذى جثَم على صدورهم طوال 30 عاما وثاروا عليه وقهروه لم يعد له وجود، لكن الأيام يوما بعد الآخر تثبت أن هناك دولة مترامية الأطراف تعمل فى الخفاء بالداخل والخارج لهدف واحد هو الحفاظ على قواعد اللعبة القديمة ذاتها التى كانت قائمة طوال سنوات حكم المخلوع. وهذا ما وضح جليا من خلال الاجتماعات السرية المتعددة التى جرى عقدها طوال الأشهر الماضية وكشفت عنها جهات أمنية ومخابراتية، أبرزها الاجتماع الذى عقد فى فندق "سفير" بالدقى وأشرَفَ عليه عبد الرحيم الغول القيادى السابق بالحزب الوطنى المنحل، كما جرى عقد اجتماعات عدة أخرى بمكتب أحد المحامين المشهورين المتهم فى موقعة الجمل، وكذلك عُقد اجتماع شهير مؤخرا فى العاصمة البريطانية لندن جمع عددا كبيرا من كبار رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطنى المنحل، الذين يملكون وسائل إعلام وفضائيات تبث سمومها لتضليل الرأى العام، وكل ذلك من أجل هدف واحد هو إشاعة الفوضى وإسقاط حكم الرئيس محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب، الذى نجح خلال الفترة الماضية فى توجيه ضربات عدة قاصمة للدولة العميقة عبر أكثر من خطوة. وجاءت التصريحات التى أدلى بها المهندس خيرت الشاطر -نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- كاشفة لكل ذلك؛ حيث أكد أن هناك 3 تنظيمات للفلول تخطط لإسقاط شرعية الرئيس ويتم إدارتها من 3 أماكن؛ الأول داخل مصر والثانى من إحدى دول الخليج والثالث من لندن. والفلول ليسوا مجموعة من أصحاب المصالح فقط ولكنهم تنظيم كبير تمتد أجنحته فى الداخل والخارج، والهدف واحد هو إفشال مصر الثورة التى استطاعت خلال أشهر قليلة بقيادة الرئيس مرسى أن تلعب دورا كبيرا فى تغيير وجه المنطقة بأكملها. ولم تقتصر تحركات فلول النظام البائد على تحريض المواطنين للقيام بأعمال عنف وتخريب داخل الشارع، بل امتدت إلى الأقطار الإقليمية والدولية لتنفيذ مخططها لإحراق مصر، فضلا عن تصريحات ضاحى خلفان -قائد شرطة دبى- الذى دائما ما يخرج علينا بتصريحات عنترية ضد النظام القائم والتيار الإسلامى خاصة جماعة الإخوان المسلمين. التنسيق الكبير بين أقوال خلفان فى الخليج وهجمات الفلول فى الداخل خلال الأشهر الماضية، التى اشتدت فى الأيام الأخيرة دليلٌ واضح على التنسيق الكبير بين أجنحة التنظيم الدولى للفلول. من جانبهم، وصف خبراء سياسيون أن مصر الثورة أصبحت قوية خاصة بعد انتخاب أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخها، حيث شكلت قوة إقليمية وعربية واستعادت ريادتها للمنطقة من خلال موقفها تجاه قضية غزة، وكلمتها أمام الأممالمتحدة، ومشاركتها فى قمة دول عدم الانحياز بإيران، موضحين أنه لهذه الأسباب استشعرت بعض القوى الدولية وجود خطر كبير على تحقيق مصالحها فى المنطقة، ما دعاها للاتصال بالفلول من أجل زعزعة الاستقرار فى مصر. فى البداية، أوضح المهندس عمرو فاروق –المتحدث الرسمى باسم حزب الوسط– أن فلول النظام البائد قاموا بالتحالف مع بعض قوى المعارضة السياسية والقوى الإقليمية والدولية من أجل تحقيق مصالحها، موضحا أن هذه القوى لديها رغبة شديدة فى عدم تحقيق الاستقرار داخل مصر. وأشار إلى أن القوى العالمية والإقليمية استشعرت خطرا على مصالحها فى المنطقة بعد عودة مصر لدورها الريادى فى المنطقة العربية والإسلامية وقيامها بدور فعال حيال القضايا العربية والإسلامية خاصة موقفها الأخير من العدوان على غزة، مؤكدا أن الدافع الرئيسى لهذه التحركات هو إسقاط الشرعية عن الرئيس مرسى. وطالب فاروق بضرورة العمل على فضح هذه المخططات أمام الرأى العام وجموع الشعب من أجل إعطاء مصداقية وثقل للنظام القائم، لافتا فى الوقت ذاته إلى ضرورة فضح كل من يتحرك ضد الثورة بالداخل والخارج ويعمل على إجهاضها. وقال: إن المصالح الداخلية لفلول النظام البائد تلاقت مع مصالح القوى الإقليمية والدولية، التى لا تريد أن ترى مصر الجديدة بعد الثورة، مضيفا أن هذه المخططات تعمل على هدم مصر، وإن الوقت الراهن الذى تمر به مصر خلال الفترة الحالية يتطلب من الجميع التوافق على مائدة الحوار للخروج من المأزق الراهن. من جانبه، وصف محمد مصطفى –المنسق العام لاتحاد ثوار مصر–المحاولات التى تقوم بها جهات محلية من الفلول وبعض القوى الأخرى إضافة لقوى إقليمية ودولية لزعزعة الاستقرار فى مصر، باتت واضحة فى ظل استمرار التحديات التى تتصاعد كل يوم أمام مسيرة الدولة وبناء مؤسساتها وبدء طريق النهضة. وقال مصطفى: إن مصر بقيادة رئيسها المنتخب الدكتور محمد مرسى بدأت تتبوأ مكانتها إقليميا ودوليا، مشيرا إلى أنه حينما تستعيد مصر قوتها وريادتها فى المنطقة، هذا يعنى أن المشروع الصهيونى المدعوم بمساندة أمريكا والقوى الاستعمارية سيقضى عليها تماما، وهذا بالطبع لا يعجب إسرائيل أو أمريكا، مضيفا أن مصر بعد انتخاب مرسى بدأت تأخذ مكانتها فى الأممالمتحدة، وأصبح صوتها مسموعا، مؤكدا أن القوى العالمية استشعرت وجود خطر وتهديد لمصالحها من استقرار مصر. وأوضح أن عودة مصر للمشاركة فى قمة دول عدم الانحياز وقيادتها بعد الغياب عنها لأكثر من 30عاما أعطى مؤشرا قويا للقوى العالمية أن مصر الثورة قادرة على حل جميع القضايا العربية والإسلامية، بالإضافة إلى قيام مصر بإحداث حالة توازن للقوى مع إيران فى المنطقة فيما يخص السيطرة على منطقة الخليج، وهو ما استقبلته هذه القوى بمزيد من القلق لاستشعارها بتهديد مصالحها، لافتا إلى أن موقف مصر من الأحداث الأخيرة فى غزة ونجاحها فى قيادة الهدنة عزّز من موقف القوى الرافضة لعودة مصر لدورها الحقيقى والطبيعى. وأشار مصطفى إلى أن تلك الأسباب السابقة أصبحت قوية من أجل اتخاذ هذه القوى قرارا سريا لإيقاف مسيرة التقدم فى مصر من خلال إحداث حالة من الفوضى فى الشارع المصرى، باستغلال القيادات النخبوية والسياسية وبمساعدة أنصار النظام السابق، لافتا إلى أن هناك مؤامرات استخباراتية تُحاك ضد مصر للنيل منها. وطالب مصطفى من مؤسسة الرئاسة أن تخاطب الشعب المصرى وتفضح هذه المحاولات الخسيسة حتى يلتف الشعب حول السلطة الشرعية للبلاد من أجل تحقيق أهداف الثورة، موضحا أن التفاف السلطة حول الشعب يجب أن يكون من خلال توفير حياة كريمة لهم وتعزيز الأمن فى الشارع. أما الدكتور عادل سليمان –مدير المركز الدولى للدراسات الإستراتيجية- فيرى أن الحالة التى تعيشها مصر الآن هى حالة حرجة ولحظة حاسمة فى تاريخ مصر الثورة، حيث إنها مرحلة التحول الديمقراطى التى تبدأ بالاستفتاء على الدستور وتنتهى بإجراء الانتخابات البرلمانية الجديدة. وأوضح سليمان أن هذه المرحلة إذا عبرتها مصر بسلام ستستقر أوضاع مصر لتبدأ فى دورها الريادى للمنطقة العربية والإسلامية، مؤكدا أن مصر دائما ما تقود عمليات التغيير الجوهرى فى المنطقة، لافتا فى الوقت ذاته أن هناك كثيرا من القوى العالمية والإقليمية وأخرى داخلية تسعى لإفشال هذه المحاولات. وأشار إلى أن القوى المضادة لعملية إحداث التحول الديمقراطى فى مصر تتحالف وتتكاتف من أجل وقف أى تقدم أو بناء لمصر، لافتا إلى أن الاستفتاء على الدستور هو الذى فجّر الأوضاع التى تشهدها مصر حاليا؛ لعلم هذه القوى بتأثيره فى استقرار الحياة السياسية وانتقالها إلى مرحلة التحول الديمقراطى. وأوضح سليمان أن المواجهة تتحدد فى إصرار وصمود وثبات النظام القائم والإسراع مُضيا نحو الطريق الديمقراطى، مطالبا الرئيس مرسى بتمكين الشعب المصرى للتعبير عن رأيه فيما يجرى من خلال الاستفتاء على الدستور، لافتا إلى أن الرئيس هو صاحب السلطة الشرعية فى مصر حاليا والمستمدة من الشعب. وحول تصريحات ضاحى خلفان -قائد شرطة دبى- حول وصفه للرئيس بأنه ليس لديه شىء ليقدمه للشعب المصرى والشأن الداخلى المصرى، قال عزب مصطفى – عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة–: إنها تصريحات غير مسئولة، وتعبر عن أنه مدفوع للإدلاء بهذه التصريحات، مشيرا إلى أن المتآمرين على مصر وعلى الإخوان المسلمين كثيرون فى ظل أجواء ما بعد الثورة. وأشار عزب إلى أن هذه التصريحات من شأنها أن تعمل على وجود توتر بين مصر والإمارات، لافتا إلى أن تصريحات خلفان التى تناولت الوضع والشأن الداخلى المصرى غير موافق عليها من القيادات الرسمية لدولة الإمارات، وطالب بضرورة اتخاذ الأجهزة الرسمية فى الإمارات إجراءات واضحة للرد على هذه التصريحات. وأضاف أن هذه التصريحات غير موضوعية، وأنها تتزامن مع وجود مجهولين فى الداخل يسعون إلى عدم استكمال مؤسسات الدولة وعدم الاستقرار، مشددا على أن حزب الحرية والعدالة لا يلقى بالا لمثل هذه التصريحات، ويرد عليها بتجاهلها والعمل على الأرض فى الشارع السياسى، متمنيا أن تتكاتف الأيدى المخلصة داخل المجتمع من أجل المصلحة العليا للدولة. فى الإطار نفسه، قال الدكتور مجدى قرقر –القيادى بحزب العمل–: إن هذه التصريحات فكاهية وكوميدية أكثر منها جدية وتثير الضحك، مبديا سعادته بمثل هذه التصريحات فى ظل وجود التحديات والأجواء التى تواجه المجتمع. وأوضح أن تصريحات خلفان يبدو منها وكأنه مصرى يعيش ويعاصر التطورات الداخلية فى مصر، وكأنه خبير يعلم بجميع أوضاع مصر وضواحيها، وتحدى خلفان الذى يتظاهر بأنه يتوجع لآلام مصر والمصريين أن يعرف أحياء القاهرة وأسماء محافظات الجمهورية، أو تاريخ مصر القديم أو الحديث. وأشار قرقر إلى أن تصريحات خلفان يبدو منها أنه يتعمق فى الوضع الداخلى المصرى من خلال أحد فلول النظام البائد، وقال: إنه يتوهم أنه يقوم بدور بطولى لمواجهة الإسلاميين بشكل عام والإخوان بشكل خاص فى إطار العداء المستهدف منه لشخص الرئيس مرسى. وأضاف أن مثل هذه التصريحات ليست جديدة من خلفان الذى استمر فى إطلاق تصريحات مثيرة للضحك، ولا يمكن أن نأخذها مأخذ الجد، متوقعا أن تقوم وزارة الخارجية المصرية بمخاطبة نظيرتها الإماراتية من خلال تقديم عتاب صريح على مثل هذه التصريحات، فى ظل العلاقة القوية بين مصر والإمارات. وقال قرقر: إن العلاقات بين الدولة المصرية ونظيرتها الإماراتية وطيدة على جميع المستويات الشعبية والرسمية والحكومية، مؤكدا أن تصريحات خلفان لن تؤثر ولن تعكر صفو العلاقات الطيبة بين البلدين والشعبين. من ناحيته، أوضح الدكتور أحمد مطر –رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية– أن تاريخ العلاقات بين مصر والإمارات ناصع، خاصة العلاقات الرسمية التى وصفها بالمتميزة، مشيرا إلى أن علاقات الشعبين متفردة فى المنطقة العربية والخليجية، فى ظل الحب والود بينهما. وأوضح أن الشيخ زايد أوصى بمصر خيرا وشعبها، وطالب بالحفاظ على مستوى العلاقات الجيدة بين مصر والإمارات، داعيا إلى ضرورة العمل من قبل القيادات الرسمية بين البلدين لتوطيد هذا الاتجاه والبعد عن أى أسباب لإحداث توتر. وتوقع مطر أن تشهد الفترة المقبلة تفعيلا ايجابيا بين البلدين يضمن استمرار العلاقات الطيبة بينهما، والعمل على مواجهة أى تصريحات تضر بهذه العلاقات، لافتا إلى أن الإمارات لن تستطيع الاستغناء عن مصر كدولة محورية فى المنطقة، ولا تستطيع مصر الاستغناء عن الإمارات، فى ظل وجود أهمية كبيرة للدولتين فى قلب المنطقتين العربية والخليجية.