قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن ما حدث في مقر المركز العام للجماعة، لا يعنينا بقدر ما يحدث في مصر، التي هي أغلي وأعز علينا من كل شئ، ولكنه جزء مما يحدث في البلاد، مشيرا إلي أن الحق يوجب علينا أن نقف في وجه الباطل وان نواجه أي شئ، دفاعا عن الشرعية والقانون والدستور وعن شعب مصر. وأضاف في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده علي ركام المركز العام الذي حطمه البلطجية : عشنا عمرنا نضحي بأرواحنا من أجل حقوق مصر وحقوق شعبه، وبالتالي سنظل علي هذا العهد، ونسأل الله أن يجنب مصرنا من كل سوء . وأوضح أن المشهد الذي يحدث في الشارع الآن، ليس الذي يعبر عن مصر، فقد عشنا فيها في مودة ووئام، حتى ونحن تحت الظلم والقهر، وقد تبنت الإخوان الحوار وسيلة مع كل المخالفين والمعارضين، ولكن ما يحدث الآن هو فساد واستبداد وإجرام. وتابع بديع: ما يحدث ليست خلاف في الرأي وليست معارضة، وإنما هي جرائم، فالشهداء ثمانية كلهم من الإخوان المسلمين، داعيا الله ان يصبر أهليهم، لأنهم ما خرجوا إلا دفاعا عن مصر وشرعيتها ، داعيا كل القوى السياسية أن تتبرأ من القتلة والمخربين. وأوضح أنهم حملوا وزارة الداخلية مسئولية المبني، وأبلغوها أن المعلومات التي لدينا تؤكد وجود محاولات للاعتداء علي المركز العام، خاصة انه سبق لبعض البلطجية أن عاينوا المبني قبل الاعتداء بيوم واحد. وطالب د. بديع وزير الداخلية بتفسير لما حدث، كما طالب النائب العام ونيابة شرق القاهرة أن تبدي أمرا مقنعا من قرار الإفراج عن المتهمين في أحداث الاتحادية. واكد أن 28 مقرا في المحافظات بخلاف المركز العام قد تم الاعتداء عليهم، بالاضافة للاعتداء علي مقر جريدة (الحرية والعدالة)، متسائلا: أين المتشدقين بحرية الصحافة والرأي والتعبير من محاولات إحراق الجريدة، والتعدي عليها، وأين هم من مصابينا وشهدائنا الذين لم يذكروهم في الإعلام . وكشف د. بديع أن د. محمود عزت نائب المرشد العام له ولدان مصابان في أحداث الاتحادية، كما أن ممدوح الحسيني مسئول الإخوان في التجمع الخامس سقط نجله شهيدا في نفس الأحداث، وهو ما يؤكد أن القيادات تتصدر المشهد وستظل ندافع حتى يتحقق الاستقرار. ووجه رسالة إلي كل المخالفين في الرأي والمعارضين للإخوان قائلا: المنافسة السياسية تقتضي الاحتكام إلي الشعب والصناديق طبقا للآليات الديموقراطية، والتنافس السياسي لا يعرف إجرام ولا قتل ولا ظلم ولا قلب حقائق، فمن حق أي فرد أن يتظاهر ويعبر عن رأيه . وأوضح د. بديع أن بعض المتصدرين لمشهد المعارضة عندما طلب مليون توقيع، جمع له الإخوان المسلمين وحدهم 800 ألف، وأن آخر ممن يتصدر المشهد المعارض ايضا عندما طلب دعم الجماعة في البرلمان، أخلت لجماعة له المقعد. وتساءل: هل يمكن أنه كلما اعتلي أحد الموقف، ننزل إلي الشارع لإسقاطه، ولكن المعقول تبعا لآليات الديموقراطية أن من يريد اسقاط أحد أن يذهب إلي الانتخابات والصندوق ويقول رأيه . وقال د. محمود حسين ،الأمين العام للجماعة : انه لا علاقة بين ذهاب الجماعة إلي محيط الاتحادية وبين انسحاب الأمن سواء الداخلية أو الحرس الجمهوري، واكد أن المعارضين انسحبوا من هناك قبل ان يصل الإخوان، فمن الساعة الثانية ظهرا وحتى السادسة والنصف مساء لم يكن هناك معارضين في محيط الاتحادية، والخيام التي كانت موجودة فارغة. وتابع: المعارضين والبلطجية الذين جاءوا بعد السادسة والنصف جاءوا من الخلف، وكانوا مسلحين، وهنا افتعل بعض الصحفيين أزمة مع د. حسين إلا انه واجههم قائلا: هناك من يشوه الحقائق، الذين قتلوا من الإخوان 8 فضلا عن 1843 مصاب جميعهم من الإخوان، ومن غير المعقول أن تقول وسائل إعلام أن الإخوان ليس لديهم قتلى، وان المصابين لم يكونوا من الجماعة، مشيرا إلي ان هناك إصابات في الأطراف الأخرى ولكن ليس بالقدر التي أصيب بها الإخوان. وشدد علي ان الإخوان ذهبوا إلي الاتحادية سلميين، وحدثت مناوشات واشتباكات، ولكن هناك فارق من أن يصاب 213 من الإخوان باعيرة نارية، ويتم القبض علي المعارضين وهم يحملون المسدسات. وأضاف: لم يعتقل واحد من الإخوان، ولم يشاهد أحد من الإخوان ومعه مسدس أو بندقية. وقال د. حسين أنهم قادرون علي حماية مقراتهم دون طلب من الأمن، ولكن ليس هذا السبيل الذي يجب ان يكون في دولة مؤسسات، وشدد علي ان الاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة غير مقبول.