عقب انتهاء فعاليات مليونية "للثورة شعب يحميها" والتى دعا إليها عدد من القوى السياسية وفلول الحزب الوطنى المنحل لإسقاط الإعلان الدستورى، نشبت عدة اشتباكات متفرقة بين البلطجية داخل ميدان التحرير. وكان أول تلك الاشتباكات فى الصينية الرئيسية بوسط الميدان؛ حيث قام أحد البلطجية بالتحرش بإحدى الفتيات بالقرب من إحدى الخيام، وتجمع مئات الشباب على الفتاة لإنقاذها، واستمرت الاشتباكات بين البلطجية قرابة النصف ساعة وأصيب شابان بإصابات بالرأس نتيجة استخدام الشوم، كما قام أحد بائعى الشاى بإلقاء المياه الساخنة على المتظاهرين، وأصيبت الفتاة بعدة كدمات فى الوجه. واستغل بدو سيناء اعتصام المئات فى ميدان التحرير وعقب انتهاء المليونية جاء عدد منهم إلى الميدان، وأثناء نصب خيمتهم وقعت اشتباكات بينهم وبين المعتصمين فى الميدان بسبب اعتقادهم أنهم من جماعة الإخوان المسلمين، واستمرت المناوشات حتى تأكدوا أنهم من بدو سيناء. الغريب فى الأمر أن ثوار الميدان لم يعارضوا وجود الفلول بينهم والذين نجسوا أطهر ميادين الثورة، ولكنهم اعتبروا بين يوم وليلة أنهم متفقون معهم فى عدم إزاحة الفساد. وغادرت جميع القيادات الحزبية الميدان عقب انتهاء فعاليات التظاهرة وبقي شباب الأحزاب والقوى السياسية. وتحول ميدان التحرير فى منتصف الليل إلى مقهى كبير، وذلك عقب انتهاء فعاليات المليونية، والتى توقفت المنصة الرئيسية فيها فى الساعة العاشرة مساء؛ حيث أستغل الباعة الجائلون الفوضى داخل ميدان التحرير، وتم دخول عدد كبير من العربات المحملة بالكراسى إلى ميدان التحرير، وتم ملء جزء كبير من الميدان وقضى المتظاهرون ليلتهم عليها ولكن برودة الجو أجبرتهم فيما بعد على دخول الخيام. "الحرية والعدالة" التقت أحد بائعي الخيام داخل ميدان التحرير ويدعى عم جمال، والذى أكد أن سعر الخيمة الواحدة يصل إلى 1500 جنيه، بالإضافة إلى 300 جنيه رمال يتم فرشها أسفل الخيمة، مشيرا إلى أنه باع خلال اليومين الماضيين أكثر من 70 خمية. واعتبر عم جمال أن الإضرابات السياسية موسما بالنسبة له؛ حيث يأتى إلى ميدان التحرير لبيع الخيام ونصبها، الغريب أن عم جمال يدعم الرئيس مرسى فى قراراته ولكنه أكد أنه جاء إلى ميدان التحرير ليبحث عن لقمة عيشه، وتمنى أن يعود ميدان التحرير كما كان سابقا وليس ميدان يملؤه الفلول وأصحاب المصالح. الطريف أن هناك لافتة بميدان التحرير تطالب بإسقاط الإعلان الدستورى من أجل إعادة محاكمة قتلة الثوار، ولم تأخذ فى الاعتبار أن هدف الإعلان الدستوري بالأساس هو إعادة محاكمة قتلة الثوار والانتصار لشباب ومصابي الثورة.