سلطت ردود الأفعال العربية سواء الرسمية أو الشعبية الضوء على التغيير الذى تعيشه المنطقة منذ هبوب رياح الربيع العربى نهاية 2010، وأطاحت بالأنظمة الديكتاتورية التى كانت جاثمة على صدور الشعوب لعقود طويلة وكانت كنوزا إستراتيجية للعدو الصهيونى فى الدول العربية على التصعيد الإسرائيلى الحالى والتى أعقبت استشهاد أحمد الجعبرى -قائد عمليات كتائب عز الدين القسام- الجناح العسكرى لحركة حماس. فخلال عملية "الرصاص المصبوب" على القطاع نهاية 2008 وبداية 2009، كان صوت الشعوب العربية الرافض للعدوان هو الأعلى على الإطلاق، مقابل صمت رسمى اكتفى فقط بالشجب والإدانة، ومساعدة المحتل فى حربه ضد القطاع، مثلما كانت الحال خلال نظام مبارك بمصر الذى ساعد بمحاصرة 1.5 مليون فلسطينى فى القطاع، لكن بعد الثورات تغيرت الأحوال وأصبحت الأنظمة والشعوب تتسابق للتعبير عن تضامنها مع أهالى القطاع المحاصر منذ 2007. ففى مصر، قال الرئيس محمد مرسى إن الهجمات الإسرائيلية على غزة غير مقبولة، وسوف تقود لتقويض الاستقرار فى المنطقة، مؤكدا: "إننا نتواصل مع قطاع غزة بأكمله ومع الفلسطينيين، ونقف معهم حتى نمنع هذا العدوان عليهم، فنحن لا نقبل بأى حال من الأحوال استمرار هذا العدوان والتهديد المستمر لقطاع غزة". شعبيا خرجت مظاهرات عارمة عقب صلاة الجمعة تنديدا ورفضا للعدوان على غزة، وطالبت بردع المحتل. التظاهر السلمى أما تونس -التى انتقلت منها شرارة الربيع العربى إلى بقية الدول العربية وكانت نادرا ما تهتم بالقضية الفلسطينية سابقا- دانت مؤسسة الرئاسة التصعيد الخطير الذى تعتمده إسرائيل فى القطاع بقصفها للمدنيين واستهداف رموز الكفاح الفلسطينى"، داعية العالم إلى إيلاء الوضع فى غزة وبقية الأراضى الفلسطينيةالمحتلة الأهمية التى يستحق، مشيرا إلى أن الاعتداءات غير المبررة التى ترتكبها إسرائيل والتى تضع كل المنطقة مجددًا على شفا انفجار آخر. وأضافت إن تونس كانت وما زالت مساندة لكفاح الشعب الفلسطينى من أجل نيل حقوقه المشروعة، داعية المجتمع الدولى لمعاقبة هؤلاء القتلة على جرائمهم وعزلهم دوليا. شعبيا، عمت الأراضى التونسية تظاهرات سلمية بعد صلاة الجمعة، لمساندة الشعب الفلسطينى، وجعل الجمعة 16 نوفمبر يوما لنصرة فلسطين عبر التظاهر السلمى"، وحملت القوى الدولية مسئولية "وقف العدوان على غزة ولجم الاحتلال". وفى طرابلس، دانت ليبيا الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ووصفتها بالإجرامية، وأوضحت الخارجية إن الأعمال التى تقترفها إسرائيل بحق الفلسطينيين "لا تعبر إلا عن طبيعة الكيان الصهيونى العدوانية والتوسعية والإرهابية، وأن هذه الأعمال تستحق كل الاستنكار والإدانة من كل شعوب الأرض وجميع دول العالم ومنظماته الدولية والحقوقية". أما فى اليمن، فقد دانت مؤسسة الرئاسة العدوان الإسرائيلى على غزة واعتبرته جريمة لا بد من محاسبة المسئولين عنها، كما دان "المجلس الوطنى لقوى الثورة اليمنية" بشدة الاعتداء الصهيونى الغاشم على قطاع غزة والذى أدى إلى مقتل عدد من الفلسطينيين بينهم القيادى فى حركة حماس أحمد الجعبرى، وناشد المجلس المجتمع الدولى الوقوف فى وجه الهمجية والوحشية الصهيونية، وطالب بتوفير الحماية للفلسطينيين. وجهان لعملة واحدة سوريا الثورة، دان مجلس القبائل السورية، وعضو المجلس الوطنى، الهجوم الإسرائيلى على غزة، وطالب المجتمع الدولى بضرورة التدخل لوقفه. وقال "إسماعيل الخالدى" -الناطق باسم المجلس- إن العمليات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع تهدف للفت الأنظار عما يجرى فى سوريا، والإجرام الذى يتعرض له الشعب السورى على يد قوات نظام بشار الأسد، معتبرا أن النظامين السورى والإسرائيلى وجهان لعملة واحدة، يهدف كل منهما لتفتيت الوحدة العربية والإسلامية، وسفك دماء الشعوب. وفى بيروت، اعتبر رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى أن "العدوان الإسرائيلى على غزة يشكل فصلا جديدا من مسلسل الإجرام الإسرائيلى وانتهاكا صارخا للقانون الدولى لكنه لن يزيد الشعب الفلسطينى إلا إصرارا على التمسك بحقه فى أرضه وكرامته". وقال ميقاتى "إننا ندين الوحشية الإسرائيلية فى التعرّض لأبناء الشعب الفلسطينى وتدمير مقومات صموده ونضع ما حصل برسم المجتمع الدولى ونطالبه بالضغط على إسرائيل للإذعان للقرارات الدولية والكف عن تجاوزاتها بحق الشعب الفلسطينى".