أحمد حلمى وبشرى يمثلان على صفحات كتاب.. والمؤلف: واجهت احتكار المنتجين "الحاجة أم الاختراع" ثلاث كلمات دفعت شريف عبد الهادى لتخطى عقبات نجاحه بعد أن استمر بعد تخرجه يحارب فى شتى الطرق ليوصل سيناريوهاته لمنتج، ممثل، مخرج وباءت كل محاولاته بالفشل لاعتماد معظم الوسط الفنى نظام المصالح والشللية، فكر شريف وهو شاب فى العشرينيات خريج كلية الآداب قسم إعلام شعبة صحافة، أن يقفز على أى عقبة قد تحد من مشروعه فابتكر كتاب "الفيلم المقروء" وهو مصطلح مبتكر يعتمد على المزج بين شكل الرواية والسيناريو، فيستخدم السرد القصصى للرواية وفى الوقت نفسه يحافظ على سرعة الإيقاع السينمائى مستخدما حديث أبطال العمل باللغة العامية التى نتحدث بها فى حياتنا العادية، مع توزيع الأدوار على الفنانين والنجوم (بما يشبه التتر السينمائى) فى أول صفحات الكتاب. حيث توضح الصفحات الأولى للفيلم المقروء "كوابيس سعيدة" بطولة أحمد حلمى وبشرى شرحا ورسما مفصلا لشخصيات الفيلم مع ترشيحات المؤلف للفنانين القائمين بالعمل، حتى يتخيل القارئ أحداث العمل وطريقة أداء وكلام كل شخصية، إلى جانب وجود صور (انفعالية) داخل صفحات العمل حتى يندمج القارئ مع الأحداث ويستشعر المشهد. وعن هذه التجربة السينمائية يقول شريف: "للأسف الوسط السينمائى يعتمد غالبه على الأعمال الساذجة التى لا يجد فيها المشاهد أفكارا تتناسب مع المجتمع العربى واتسمت بالسطحية أو سرقة الأفكار بعد تمصريها وفى الوقت ذاته لدينا مواهب تمتلك أفكارا جديدة قادرة على تجديد دماء السينما المصرية". ويضيف شريف عبد الهادى: من أسباب تدهور السينما ليس اعتمادها على أفكار مستنسخة فقط، وإنما تكاسل المنتجين عن إنتاج أعمال وأفكار شابة تحتاج لميزانيات مكلفة، بخلاف المشكلات الحاصلة بين الممثلين أنفسهم من تدخلهم فى محتوى العمل، فيسعون لحذف أو إضافة مشاهد محددة، وكذلك خلافاتهم على ترتيب أسماء الأبطال على التتر أو الأفيش، بينما لا نجد كل تلك المشكلات فى الفيلم المقروء. لم يجد شريف وأمثاله مجالا لعرض أعمالهم على المنتجين، وكأن ثورة 25 يناير التى قام بها الشباب لم تتسع لشباب مبتكر ومبدع مثله، لكنه مؤخرا وجد من دار النشر داعما ومؤيدا له، بل تسعى الدار لتكون "كوابيس سعيدة" أول باكورة لسلسلة من السيناريوهات الشابة التى لاقت ترحيبا ودعما من الجمهور والفنانين كالفنانة بشرى (بطلة كوابيس سعيدة) التى رحبت بالفكرة ودعمت شريف بموافقتها على الترشيح للفيلم، بل شاركته فى حفل توقيع الكتاب كذلك الحال مع الفنان أحمد حلمى (البطل) الذى أبدى ترحيبا وتشجيعا لشريف حال ترشيحه لبطولة الفيلم المقروء. يقول شريف: "نجحت بفضل الله فى ابتكار فكرة الفيلم المقروء ولا أسعى لاحتكارها مطلقا، بل أتمنى أن يكون هناك مجال لإعطاء فرص للشباب وكتاب السيناريو أن يعرضوا سيناريوهاتهم للقراء ويخرجوها من أدراجهم للنور حتى يقتلوا الإحباط الذى يصيبهم بعد كل محاولة نجاح".