أكد مفتى السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن الحج عبادة فريدة تجمع ملايين البشر، وهذا التجمع فيه روح الإيمان العظيم وفيه اجتماع الأمة وائتلافها، وفيه تظهر أخلاقها وقيمها قيم التسامح والإخاء والعدل والأخوة والمحبة والقناعة والبساطة، كما أنه من الحج نستلهم منه المراجعات السلوكية فى كثير من القيم والأخلاق، وأن الحج جهاد ولا بد فى الجهاد من مشقة وترك الترف. وحث مفتى السعودية خلال خطبة عرفة من مسجد نمرة الحجاج على الإخلاص فى العمل، وأن يتبعوا السنة النبوية المطهرة، وأن يكثروا من ذكر الله ومن الدعاء، وأن يتجنبوا ما ينقض الحج والرفث والجدل والفسق إلى جانب السكينة والرفق والشفقة بإخوانهم الحجاج، خاصة فى مواطن الازدحام، وأثناء الطواف وعند رمى الجمار، وعند أبواب المسجد الحرام، وأن يستشعروا عظم العبادة وحجم الموقف، مؤكدا أن فى مناسك الحج تربية على إفراد الله بالعبادة والسؤال والطلب مع التوكل عليه، وحذر مفتي السعودية من أن يحول الحج إلى ما يتنافى مع مقاصده فلا دعوة إلا إلى الله وحده ولا شعار إلا شعار التوحيد والسنة. ودعا مفتى السعودية المسلمين حكامًا ومحكومين إلى تقوى الله عز وجل ومراقبته فى السر والعلن، مشيرًا إلى أن سماحة الإسلام أن الله بعث نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، بشيرا ونذيرًا برسالته إلى جميع الخلق، ليخرج الناس من ظلمات الكفر والضلال إلى نور التوحيد والإيمان، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم والرشاد، ومن عبادة النفس والشيطان إلى عبادة الملك الديان، ومن النزوات الشهوانية إلى سمو الأخلاق الإسلامية، ومن طغيان العقل والهوى إلى ضفاف الشرع ووحى السماء، ومن التعلق بالدنيا الفانية إلى التعلق بالدار الباقية فى النعيم بالدرجات العلى. وبين أن الله عز وجل شرع دين الإسلام ليكون منهج حياة للبشرية ليسير الخلق وفق أحكامه وتعليماته، فلا شأن من شئون الدنيا إلا وللإسلام فيه حكم وبيان.