الاجتماع الذى عقده أصحاب الفضائيات الخاصة مؤخرا بزعامة نجيب ساويرس وبحضور السيد البدوى وأحمد بهجت ومحمد الأمين وغيرهم لتهييج الرأى العام ضد قرار تعيين عبد المجيد محمود النائب العام سفير مصر فى الفاتيكان يكشف بكل وضوح أن هناك حملة مدروسة وخطة ممنهجة تتزعمها فضائيات الفلول لوقف محاكمة قتلة الثوار والتغاضى عن ناهبى ثروات مصر!. فهذه القنوات التى يمتلكها ويدعمها ويقف خلفها رجال أعمال ينتمون للنظام السابق، وفلول الحزب الوطنى المنحل، تستخدم الأدوات الناعمة للدولة العميقة لمهاجمة الرئيس المنتخب والحيلولة دون نجاحه واستكماله أهداف الثورة. لقد وجد أصحاب هذه الفضائيات فى الإعلاميين العلمانيين والناصريين واليساريين ضالتهم فى تنفيذ خطة الانقلاب الناعم لدرجة أننا نرى تشابها يصل إلى مرحلة التطابق فى برامج هذه القنوات، نفس الضيوف والأفكار، نفس الأكاذيب والموضوعات والمعالجات، والهدف واضح فى جميع الفضائيات وهو الإثارة والبلبلة، وإثارة المخاوف والذعر وعدم اليقين والشكوك، وإثارة الفرقة والتناحر. إنها حرب إعلامية عبر الفضائيات، ضد السلطة المنتخبة من الشعب تهدف إلى الفرقة وتكريسها بين رفقاء الثورة بالهجوم على الإخوان المسلمين والإسلاميين، وعلى مؤسسة الرئاسة والحكومة، يستخدمون المكر السيئ لا للكيد للإسلاميين فقط ولكن للكيد لمصر الجديدة الساعية إلى النهضة التى هى الخطر الأكبر على من اعتادوا نهب ثروات وطنهم، ونذكرهم بقوله تعالى: (وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بِأَهْلِهِ). ما أحوجنا نحن الإعلاميين الذين نفخر بالانتماء للتيار الإسلامى الواسع للتوحد لنكون يدا واحدة ضد محاولات هؤلاء الذين يريدون حرق الإسلاميين إعلاميا بدجل غير مسبوق وإمكانيات مادية غير مسبوقة تدعمهم أجهزة مخابرات وعمليات غسيل أموال قذرة. الأمر يحتاج إلى مواجهة هؤلاء الذين أنشئوا قنوات إعلامية من أجل مناهضة وعرقلة الثورة، وأن نواجههم بمنظومة القانون، وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى، لأنهم قائمون على التضليل والخداع. ولذلك لا بد من أن يتجه الإسلاميون فى المرحلة الحالية بكافة تنوعهم للاستثمار على نطاق واسع فى الإعلام، بل يعتبرون أن الإعلام أصبح فرض عين على كل رجل أعمال إسلامى قادر حتى نستطيع مواجهة إعلام الفلول الذى لا يرقب فى مؤمن إلًّا ولا ذمة، إنهم يحرقون الأرض تحت أقدام الإسلاميين فى محاولة لسحب البساط من تحت أرجلهم فى الانتخابات البرلمانية القادمة. ولقد أصبح واجبا على الفضائيات والصحف المحسوبة على الإسلاميين أن تتوحد فى مواجهة إعلام الفلول، فقنوات مصر 25 والناس والرحمة والحافظ وغيرها من القنوات الإسلامية يمكنها أن تنتج برامج وأفلاما تسجيلية تكشف فيها المخططات التى تحاك ضد مصر والتيار الإسلامى وصحف "الحرية والعدالة" و"النور" و"المصريون" يمكنها أن تتفق على نشر موضوعات مشتركة بالمستندات لكشف رجال الأعمال وتوابعهم من الإعلاميين العلمانيين واليساريين والناصريين وملفاتهم التى لا تسر الناظرين. كما يجب على الإسلاميين إنشاء منابر إعلامية وقنوات فضائية تواجه حرب الفلول، فالإعلام آلة جبارة لا بد من مواجهتها بنفس السلاح. أما الرئيس محمد مرسى فعليه أن يتخذ كافة الإجراءات السريعة لتطهير الإعلام، وذلك من خلال وضع حزمة من القوانين التى تواجه تزييف الحقائق وبث الإشاعات التى يقوم بها هذا الإعلام. وفتح ملفات أصحاب وسائل الإعلام، خاصة الفضائيات الخاصة ومحاسبتهم بالقانون". فالفضائيات الخاصة وصحف الفلول هى الوجه الآخر لطبقة رجال الأعمال غير الوطنيين، الذين اعتقدوا أن مصر مزرعة لهم ولأسرهم ولذلك لا يقبلون ولا يتصورون أن تولد مصر جديدة تحرمهم من احتكار مقدرات هذا الوطن.