في هجوم مضاد من قبل إعلام العسكر على الغضب الحقوقي والإنساني الذي يلاحق نظام السيسي المجرم؛ لجرائمه بإعدام الشباب في كفر الشيخوسيناء، تناول الإعلامي الانقلابي عمرو أديب الموضوع بشكل مخالف للواقع والحقيقة، في محاولة لامتصاص غضب المصريين المكتوم والمكبوت والمعلن إزاء جرائم النظام، بالتركيز على حادث استاد كفر الشيخ، والذي اعترف آخرون به، ولم يأخذ القاضي العسكري به في رفضه للطعن المقدم على حكم الإعدام. وكذلك حاول أديب- في حلقته مساء الأربعاء من برنامجه "كل يوم"- سرد كل أحداث العنف التي وقعت في سيناء وفي غيرها، وهي طريقة غير مباشرة لإدانة المعدومين الأبرياء، شعبيًّا وإنسانيًّا. وإلى هنا يبدو أن الأمور تسير طبيعية ومتوقعة من إعلام الانقلاب، إلا أن ما يصدم العقل والمشاعر، حديث المحامي مختار نوح، المنشق عن الإخوان سابقا، عن واقعة إعدام شباب كفر الشيخ، ووصفه الجريمة بأن الإخوان المسلمين استهدفوا إعدام هؤلاء الشباب كي يستغلوا الحدث إعلاميًّا، متهكمًا من الأدلة التي تثبت براءة هؤلاء الشباب، مشيرا إلى التقرير الذي قدمه أحد المعدومين بأنه تواجد في مقر عمله بمدرسته أثناء واقعة تفجير استاد كفر الشيخ. ورغم أن المحامين قدموا كل الدلائل للقاضي العسكري إلا أنه لم يأخذ بها، واكتفى بتحريات الأمن واعترافات انتزعت من المعدومين تحت التعذيب، وفي ظل الإخفاء لهم. وموقف مختار نوح الذي ينطلق من خصومة مع الإخوان، وبمقارنته بموقف الحقوقية الليبرالية منى سيف، التي وقفت بجانب أسر المعدومين بمشرحة كوم الدكة بالإسكندرية، تتضح معاني الإنسانية التي فقدها مختار نوح. ولكن عزائي، كمشاهد، حينما أدرت القناة بعيدًا عن مختار نوح إلى "قناة الشرق"، وجدت الشيخ عصام تليمة يتحدث مع الإعلامي معتز مطر، عن عاقري ناقة صالح وعذاب الله لهم، رغم أن القاتل فرد واحد فقط "أشقاهم"، إلا أن العذاب عمَّ الجميع، من رضي بالفعل، ومن سكت عن النطق بالحق، ومن شاهد دون أن يتحرك..."، وهو ما ينطبق على مختار نوح وكثير من المصريين الذين يشاهدون جرائم السيسي دون أن يكون لهم موقف. صمت الليبراليين والعلمانيين واليساريين وفى ظل صمتٍ مخزٍ من دعاة الحرية من العلمانيين والليبراليين، نفّذ السيسي حكم الإعدام على أربعة مواطنين في هزلية "استاد كفر الشيخ"، و15 مواطنا آخرين فى هزلية أحداث سيناء، ليكون بذلك قد أعدم 19 شخصا على الأقل خلال أسبوع واحد فقط، في سابقة لم تشهدها مصر في تاريخها الحديث. يذكر أن محاكمة المواطنين الأربعة الذين تم إعدامهم في هزلية "استاد كفر الشيخ"، قد شابتها العديد من الانتهاكات، إضافة إلى أن المحاكمة أمام محكمة عسكرية، على الرغم من أن محامي المتهمين تقدم بأدلة جديدة تحدد مرتكبي الجريمة الحقيقيين، إلا أن القضاء العسكري رفض التحقيق في الأدلة والاعترافات الجديدة الموثقة ورفض طلب وقف التنفيذ. وبحسب مراقبين، فإن الإعدام هو السلاح الأخير الذي يشهره السيسي ونظامه في وجه الشعب؛ لتثبيت أركان حكمه على أشلاء ودماء المصريين"، وسط صمت حقوقي تجاه هذه الأحكام التي تكشف قمعية وخسة النظام الانقلابي، وتعري العلمانيين والليبراليين الذين طالما تشدقوا بحقوق الإنسان. ومنذ انقلاب السيسي على شرعية وإرادة الشعب المصري، لجأ للرعب كوسيلة لتثبيت انقلابه غير المستقر إلا بالدماء التي تهدر بغير حق، وهي عند الله أكبر وأعظم جرمًا من هدم الكعبة طوبة وراء أخرى.