دارت اشتباكات متقطعة بين الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، في الحي السياسي بصنعاء، وهي الاشتباكات المستمرة لليوم الثاني على التوالي بين الطرفين منذ حصار الحوثيين لمنزل طارق محمد صالح، نجل شقيق علي عبد الله صالح، وحصار وزير خارجية الانقلاب في اليمن. وقال شهود عيان، إن شوارع صنعاء تعيش في عزلة، بعد عودة الحواجز إلى شوارع الجزائر والحي السياسي والسبعين وحدة، وإغلاق الشوارع، وتبادل إطلاق النار من وقت لآخر بين قوات صالح والحوثي، مؤكدين وجود قلق شديد يسود العاصمة صنعاء؛ نتيجة التوتر والحشود العسكرية المتبادلة بين الحليفين. وحاول الحوثيون، قبل قليل، الدخول إلى منزل طارق محمد صالح، واعترضتهم نجلة محمد صالح بقوة عسكرية، وقُتل 3 من الحوثيين على باب المنزل. بالمقابل.. قالت قوات الحرس الخاص التابعة لصالح، إن قبائل طوق صنعاء أعلنت عن استعدادها الكامل للمواجهة المسلحة مع مليشيات الحوثي الإرهابية، والدفاع عن اليمن أرضا وإنسانا، وكشفت القبائل عن أسماء بطونها ومنها قبائل بني مطر وقبائل خولان وهمدان وسنحان والحيمتين ونهم وأرحب، وأبدت القبائل استعدادها لقطع الطرق أمام المليشيات الحوثية التي أقلقت أمن وسلامة اليمن. ورأى المحلل السياسي اليمني عباس الضالعي، أن "علي صالح جبان، ولن يواجه الحوثي عسكريا، وأن كل الحروب التي خاضها علي صالح في السبعينات والثمانينات والتسعينات والعقد الأول من الألفية الحالية، كانت بقيادة الفريق علي محسن الأحمر، وهو نائب رئيس الجمهورية الحالي". مساومة التحالف وفتحت الأحداث التي شهدتها صنعاء، شهية التحالف وحكومة هادي من جديد، مؤملين أن تتفجر الأوضاع بين حزب صالح وجماعة الحوثي. ولأول مرة، أظهرت السعودية انحيازًا رسميا لحزب صالح ضد الحوثيين، على خلاف المرات السابقة التي كان يقتصر فيها على الدعم الإعلامي. فالسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، كتب تغريدة بموقع تويتر، قائلا: إن "مهاجمة جامع الصالح في العاصمة اليمنية الذي يصلي فيه أهل الإيمان، يعد استمرارًا لعربدة هذه المليشيات الإيرانية في اليمن". وأعلنت حكومة هادي عن أنها جزء مما حدث اليوم في العاصمة صنعاء، وقالت إن حزب المؤتمر هو الأقرب إلى "الشرعية"، داعية إلى الالتحام مع المؤتمر في حال تفجر الوضع مع الحوثيين في صنعاء. جاء ذلك على لسان نجيب غلاب، وكيل وزارة الإعلام بحكومة هادي، في مداخلة تلفزيونية على شاشة قناة العربية. خلفيات الخلاف وسيطرت قوات تابعة للحوثيين، أمس الأربعاء، على جامع الصالح في العاصمة صنعاء، بعد مواجهات مسلحة قصيرة مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. واتَّهم حزب صالح حلفاءه الحوثيين باختراق التهدئة التي ترعاها لجنة وساطة، ومهاجمة منزل العميد طارق محمد عبد الله صالح في العاصمة صنعاء، اليوم الخميس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وجرح مثلهم. كان البرلمان الأوروبي قد صادق على قرار يوصي بحظر بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية، التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بانتهاك حقوق الإنسان الدولية في اليمن. وصوت لصالح القرار 539 نائبا، وضده 13 نائبا، فيما امتنع 81 عن التصويت. ويدعو القرار إلى إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى اليمن، وإيجاد حل سياسي للمشكلة اليمنية عبر تقليل التوتر والاشتباكات في البلاد. وتضمن القرار دعوة الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، الاتحاد إلى التحرك من أجل وضع استراتيجية تجاه اليمن وعلى نحو عاجل. وأشارت موغريني إلى أن دولا في الاتحاد الأوروبي، استمرت ببيع السلاح للمملكة العربية السعودية بعد بدء الصراع في اليمن. ويشهد اليمن، منذ نحو ثلاثة أعوام، حربا بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" والقوات الموالية للرئيس المعزول علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير. ومنذ مارس/ آذار 2015، تقود السعودية في اليمن تحالفا عسكريا ضد مسلحي "الحوثي" وقوات صالح، والذين يسيطرون بقوة السلاح على عدد من المحافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر/ أيلول 2014. وخلَّفت الحرب أوضاعًا إنسانية مأساوية وظروفًا معيشية صعبة في عموم البلاد.