كتب أحمدي بنهاوي ورانيا قناوي: في خطوة لم يشهدها المسلمون من حاكم أو مسئول عربي، قرر المطرب والكاتب والملحن الأيرلندي Bob Geldof التنازل عن جائزة "حرية مدينة دبلن"، احتجاجًا على حصول زعيمة ميانمار، أونغ سان سو شي، على الجائزة نفسها سابقا. وقال: المطرب الأيرلندي الذي فاجأ العالم بتنازله عن الجائزة، "سأكون مُنافقًا إذا تقاسمت شرف الحصول على الجائزة مع شخصية أصبحت في أفضل الأحوال متواطئة مع القتل وخادمة لجرائم الإبادة الجماعية". وأضاف -خلال بيان رسمي بعد علمه بالحصول على الجائزة- أن "ارتباط اسمها بمدينتنا يجلب لنا جميعًا العار، ولا ينبغي أن نكون متورطين في ذلك، حتى بشكل افتراضي.. فقد كرّمناها وهي الآن تلاحقنا بالعار". وتابع: "باختصار، لا أتمنى أن أكون مُرتبطًا بأي طريقة بشخصية متورّطة في الوقت الراهن بالتطهير العرقي الجماعي بحق شعب الروهينجا شمال غرب بورما"، واصفا زعيمة ميانمار بأنها واحدة من أكبر من ارتكبوا جرائم التطهير العرقي بكوكبنا. وكان غيلدوف قال سابقا إنه وزوجته مستعدان لاستقبال 3 عائلات لاجئة (سوريين)على الفور في كينت، وعائلة رابعة في شقتهم بلندن، وأن يظلوا هناك إلى أن يؤمنوا مستقبلاً لهم. وأكد أن رد فعل رجال السياسة على أزمة اللاجئين انحطاط مثير للغثيان، كما سبق له أن قاد حملات فنية لمحاصرة الفقر والأمراض في إفريقيا. وتابع: "أنا راعٍ مؤسس لمنظمة Aegis Trust، التي تعنى بمنع الإبادة الجماعية والدراسات، دشن مؤسسو هذه المنظمة متحف الهولوكوست الوطني في المملكة المتّحدة وحافظوا عليه، لقد تحدّثت في اليوم الوطني لإحياء ذكرى الهولوكوست في وستمنستر عندما كنت هناك. وتجولت بين أناسٍ اُستُهدِفوا طائفياً بالتطهير العرقي". وأكمل أنه "في اللحظة التي يتم تجريدها فيها من جائزة حريّة دبلن، ربما يرى المجلس أنه من الملائم إعادتها لي وهو ما أعتز به. وإذا لم يحدث ذلك، فليكن ما يكون". ومنذ أن انطلقت الجائزة الشرفية لأوّل مرّة في عام 1876، مُنحت لنحو 82 شخصية بينهم نيلسون مانديلا، وبيل كلينتون، وللرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما. تمنح الجائزة لأولئك الذين تقدموا بإسهامات لمدينة دبلن أو لأيرلندا. وانتقدت فرقة U2 لموسيقى الروك، والتي نال مغنّيها الأساسي بونو الجائزة الشرفيّة نفسها، الزعيمة البالغة من العمر 72 عاماً في بيان مطول على موقع الفرقة الإلكتروني خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكتبوا أن "العنف والإرهاب الذي يستهدف شعب الروهينجا فظائع مروّعة ويجب أن تتوقف. وصمت أونغ سان سو شي بدأ يبدو مثل الموافقة". ومن المقرر أن يتم تجريد زعيمة ميانمار من جائزة الحرية بمدينة أوكسفورد خلال الأسابيع المقبلة، بعدما صوّت مجلس المدينة بالإجماع على تأييد اقتراح حزبي باعتبار أنه "لم يعد ملائماَ" لها أن تحوز التكريم. وسيعقد المجلس اجتماعاً لتأكيد هذه الخطوة في 27 نوفمبر. وأزالت جامعة أوكسفورد بالفعل صورتها من أشهر الشخصيات التي درست فيها الشهر الماضي، حيث أزالت كلية سانت هيو صورتها من مدخلها الرئيسي فور بدء العام الدراسي، وقالت الكلية في بيان إن "الكلية تلقّت لوحة جديدة كهدية في مطلع الشهر الجاري وسيتم عرضها حالياً، وفي الوقت نفسه تم تخزين لوحة أونغ سان سو شي".