وصف برنامج "مراقبنكم" لشبكة مراقبون بلا حدود التابعة لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان خطاب الرئيس محمد مرسى في إستاد القاهرة بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصب رئيس الجمهورية والذى تواكب مع مرور 39 عاما على نصر أكتوبر، بأنه خطاب مصارحة للمواطن المصرى بكل شفافية، واستخدم الرئيس عبارات قوية مباشرة خلاله. وأكدت الدراسة التحليلية الوصفية، التى قام بها البرنامج لمضون ومحتوى وشكل وطريقة الإلقاء والمناخ المصاحب لخطاب الرئيس الذى امتد لنحو ساعتين، أن الخطاب حمل مزيجا من القضايا الجماهيرية والسياسة والاقتصادية، دون التطرق بإسهاب بنفس الدرجة لنصر أكتوبر، وأن خطاب الرئيس يمثل بداية حقيقية وخطوة واحدة على طريق طويل من المصارحة والشفافية مع الشعب. واعتبرت الدراسة أن الخطاب جعل الرئيس أقرب للمواطن البسيط وأثبت أن معركته مع الفساد لاتزال باقية، وأن فاتورة استرداد أموال الشعب تعتمد على جهد منه، ودور رئيس من الحكومة وتحتاج لوقت ومفاوضات شاقة، وتمثل تحديا كبيرا لنجاحه فى تحقيق أهداف برنامجه الانتخابى. وقالت: إن الرئيس مرسى بهذا الخطاب يزيد من رصيده الشعبى لحرصه على تناول أدق التفاصيل فى القضايا الجماهيرية التى تمس متطلبات الحياة اليومية للمواطن، فضلا عن التزامه الشديد بأدب الخطاب السياسى فى عدم تجريح الخصوم والمنتقدين والمنافسين السياسيين ووسائل الإعلام التى تتخذ موقفها صريحا فى عدم تأييده، وتحليه بدماثة الخلق وعدم التهكم فى الرد على الانتقادات له، مما يساهم فى حالة استمرارها فى القبول والرضا الشعبى التدريجي وارتفاع رصيده. وأضافت أن الرئيس تمسك، خلال خطابه، باستخدام عبارات أنه يعمل مع الشعب وتكرارها بطرق مختلفة، وأنه ليس له حقوق وإنما عليه واجبات، مما يجعله دوما فى مصاف خادم الشعب وليس مفضلا عليه وهو إحساس يتوق الشعب المصرى إليه منذ الثورة وإلى ممارسة حقه الدستورى كمصدر للسلطات فى التغيير واختيار حكامه. وأكدت الدراسة التحليلية أن مصر لم تدخل حتى الآن مرحلة الرئيس الزعيم الفرد، لأن الفارق كبير بين صناعة الرئيس وبين صناعة الديكتاتور، وتوجد خطوات متعددة لعزله عن الشعب ومنعه من الاقتراب من القوى السياسية والمجتمعية والفكرية والثقافية والقيادات الطبيعية، وتقييد مستوى الدائرة المحيطة به من الحزب الوحيد المنتمى إليه والمستفيدين من النظام والكتل السياسية المتحالفة معه، وهو مالم يحدث بهذه الدرجة حتى الآن، رغم تعدد شكاوى قصر دخول عدد كبير من الحاضرين للخطاب بإستاد القاهرة على أنصار حزب الحرية والعدالة، وقلة عدد لقاءات الرئيس بالقوى السياسية والحزبية والرموز الوطنية، مما يحتاج إلى معالجة سريعة من الرئيس ومؤسسة الرئاسة، على حد تعبير الدراسة. واستنتجت أن خطاب الرئيس مرسى جاء موفقا فى سرده للتفاصيل المرتبطة بالقضايا العامة والتى حملت ردودا على نسبة ليست قليلة من التساؤلات التى تتردد لدى الرأى العام. وأضافت أن مرسي حرص على استخدام كلمات قاطعة ومحددة فى بعض قضايا تعبر عن مواقفه، ومنها الإعلان عن تحمله مسئولية حماية الأسر القبطية برفح، ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة فى الداخل، وحقوق شهداء الثورة، بينما نجح لحد كبير فى تأكيد عزمه على ترسيخ طريقة تداول السلطة، وعودة الرئيس لمنزله بعد انتهاء ولايته وتركه لكافة مظاهر العمل الرئاسى. وأشارت إلى أن خطاب الرئيس محمد مرسى رصد ملامح متعددة لتأكيده على نزاهته من خلال رفضه الحصول على أيه بدلات من سفره للخارج، وقلة بدلات الانتقال التى يحصل عليها أى مرافق له فى السفر للخارج والتى لا تزيد عن 75 دولار فى اليوم، وعدم استفادتهم المادية من وجودهم ضمن الفريق الرئاسى، و كلها عوامل تساهم فى مستوى رصيده الجماهيرى النسبى بين المواطنين.