أشاد جمال أسعد عبد الملاك، المفكر القبطي، بخطاب الرئيس محمد مرسي في احتفالات نصر أكتوبر، معتبرا أن الخطاب يمثل نقلة جيدة ومطمئنة في المستقبل. وقال أسعد في تصريح خاص "لجريدة الحرية والعدالة": "ذكر الرئيس مرسي في خطابه أن الاعتداء على الأقباط هو اعتداء شخصي عليه، وتذكره للواء فؤاد غالي وذكره في الخطاب هو منهج عظيم ولا نقاش في ذلك". وتابع أسعد قائلا: "لكنني أتمنى أن يترجم الكلام عمليا، وألا يبقى كلاما نظريا؛ لأننا لا نحتاج لا لكلام ولا لقوانين تنظم العلاقة مع الأقباط، لكننا نحتاج إلى إرداة حقيقية يفهمها الجميع، فمشاكل الأقباط هي مشاكل مصريين، ولا تفرقة في المجتمع بين مسلم ومسيحي". وأضاف قائلا: "جماعة الإخوان المسلمين شريكة، وتتحمل مسئولية في الفترة القادمة في مساعدة الرئيس في حل مشاكل الأقباط؛ وذلك لأن النظام السابق كان لديه مشكلة في التواصل المجتمعي مع الشعب؛ لأنه كان فاقدا للمصداقية، والجماعة التي تتمتع الآن بمصداقية لدي الشعب وتستطيع التواصل معه والوقوف على مشاكله وآلامه هي جماعة الإخوان، لذا هي أمامها مسئولية كبيرة في الفترة القادمة". وكان الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية في لفتة جميلة منه، قد ذكر اللواء فؤاد عزيز غالي قائد الجيش الميداني الثاني في حرب أكتوبر، وكيف أنه قاد الجيش للانتصار وهو قبطي. ولد اللواء فؤاد عزيز غالي في العاشر من ديسمبر عام 1927، بمدينه المنيا لأسره قبطية تنتمي للطبقه الوسطي، وأمضى غالي فترة طفولته في مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية؛ نظرا لأن والده كان مديرا لبنك التسليف الزراعي، وتلقى تعليمه الابتدائي من مدرسة قويسنا الابتدائية، وحصل على شهادة الثانوية من مدرسة "المساعي المشكورة" بشبين الكوم، وتخرج من الكلية الحربية عام1946. لعب فؤاد عزيز غالي دورا بارزا في حرب أكتوبر، فقد قام بتحرير مدينة القنطرة، ودمر أقوى حصون خط بارليف، وتقدم بقواته شرقا، مقدما أروع نماذج البطولة والتضحية والوطنية، معتمدا على جنوده وقدرته على بث روح الوطنية في نفوسهم. كان للفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي، دور كبير في تحقيق نصر أكتوبر المجيد، فبعد تحرير مدينة القنطرة، والسيطرة علة كل مواقع العدو الإسرائيلي، قامت الفرقة 18 مشاة بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة إلى بورسعيد. وبذكاء وعبقريه فؤاد عزيز غالي، تم التصدي لكل هجمات القوات الإسرائيلية في منطقة شمال القناة، وتقدم بجنوده وسيطر على أقوى مواقع العدو في سيناء، وظل محافظا على تقدمه وانتصاراته التي أربكت حسابات القوات الإسرائيلية شمال القناة. وفي أثناء الثغرة وحصار الجيش الثالث الميداني، كان رأي بعض القادة سحب القوات غرب القناة، لكن فؤاد عزيز غالي رفض الانسحاب, وظل متحصنا بقواته في المواقع التي حررها، وكان الرئيس السادات يتصل يوميا بالعميد غالي للاطمئنان علة قواته، والإشادة بموقفه وقدرات جنوده في الحفاظ على الانتصار، وتقديم نموذج مثالي في الصمود والتحدي. كانت علاقى العميد فؤاد عزيز غالي بجنوده مضربا للأمثال، كما كانت السر الحقيقي في كل الانتصارات التي تحققت، فقد كان قريبا من جنوده في الفرقة 18 مشاة محبوبا منهم، نموذجا للوحدة الوطنية التي تجسدت في أروع صورها، ونظرا لدوره الكبير في تحقيق نصر أكتوبر المجيد فقد رقي لرتبه اللواء، كما عين في 12/12 /1973 قائدا للجيش الثاني الميداني، ليصبح أول قبطي يصل لمنصب قائد جيش ميداني، وتقديرا لمكانته العسكرية وقدراته التنظيمية الفائقة عين محافظا لجنوب سيناء في 16/ 5/ 1980 ليلعب دورا كبيرا في الدفاع عن سيناء ويضع خطط تنميتها، كما كرمه الرئيس الراحل أنور السادات بترقيته إلي رتبة الفريق، وكان دائما يقول: إنه لا يوجد موقف من الدولة ضد الأقباط، والدليل وصولي لمنصب قائد الجيش الثاني الميداني، وتعييني محافظا. وفي 8/1/ 2000 رحل القائد الذي سيظل أحد رموز الوطنية والعسكرية المصرية، وستبقى ذكراه شاهدة على وحدة هذا الوطن وعظمة نسيجه من مسلمين وأقباط. بقى أن نشير إلى الكلمة التى وجهها إليه المشير أحمد إسماعيل قبيل الحرب حين قال له: مكتوب على جبهتك "القنطرة" ولن أدعك حتى تحررها". وفى سياق متصل أعلنت طائفة الأقباط الأدفنتست السبتيين تأييدها لمسيرة الإصلاح التى يقوم بها الرئيس محمد مرسى، وذلك فى تعقيبها على خطاب الرئيس الذى ألقاه، أمس، بإستاد القاهرة بمناسبة ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، وأعربت الطائفة فى بيان لها، أمس الأحد، عن فخرها بالرئيس مرسى كرئيس للبلاد ورئيس لكل المصريين.