وصل فؤاد عزيز غالي المواطن المسيحي المصري إلي تولي أعلي المناصب في فترة مهمة من تاريخ مصر.. فصعد سلم التميز من بدايته كقائد لفصيلة وفرقة وجيش ميداني، ومروراً برئاسة إحدي هيئات القوات المسلحة ثم مساعد وزير الدفاع، وصولاً إلي توليه منصب محافظ جنوبسيناء. بدأ فؤاد عزيز غالي حياته العسكرية بأن شارك في حرب 1948 وفي التصدي لعدوان 1956 وذهب إلي العمل بالوحدات القتالية في سوريا ضمن أوائل القادة العسكريين الذين ذهبوا إلي هناك في الفترة من 1958 إلي 1961 وكان ضمن أوائل القادة الذين ذهبوا إلي اليمن سنة 1962 لمساندة نظام الحكم الجمهوري. تولي فؤاد عزيز غالي رئاسة أركان إحدي فرق المشاة سنة 1969 ثم تولي قيادة الفرقة 18 مشاة التي قامت بتحرير مدينة القنطرة شرق في 8 أكتوبر سنة 1973 وبعد انتهاء فترة حرب أكتوبر.. تم تعيين اللواء فؤاد عزيز غالي قائداً للجيش الميداني الثاني في 12 ديسمبر سنة 1973 وفي نهاية عام 1977 عين مساعداً لوزير الدفاع ورئيساً لهيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة.. وفي سنة 1980 قام الرئيس الراحل أنور السادات بتعيينه محافظاً لجنوبسيناء حتي نهاية سنة 1982 وهي الفترة التي شهدت الانسحاب الإسرائيلي من سيناء. قام فؤاد عزيز غالي خلال توليه منصب محافظ جنوبسيناء بدور كبير في بناء وتشكيل ملامح المحافظة الجديدة من خلال إعداد وتنفيذ خطة شاملة اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً لتنمية المحافظة التي شهدت كل هذا التطور بعد ذلك إلي أن وصلت الآن بعد الجهود التراكمية للمحافظين من بعد فؤاد عزيز غالي لأن تصبح في صدارة حركة السياحة المصرية. يعود الفضل في تسجيل تلك المعلومات إلي كتاب (الفريق فؤاد عزيز غالي.. بطل الحرب والتنمية) الذي كتبه اللواء د.جمال مظلوم، الذي صدر مؤخراً مع مجلة الإذاعة والتليفزيون تحت رعاية مشروع القراءة للجميع والمجلس القومي للشباب.. وأنقل هنا ملاحظة مهمة كتبها د. جمال مظلوم.. يقول فيها إنه قد خدم تحت القيادة المباشرة للفريق فؤاد عزيز غالي عام 1977 وكان وقتها قائداً للجيش الميداني الثاني بمعسكر الجلاء عند مدخل مدينة الإسماعيلية.. وأنه يقر أنه مهما قيل عنه من إنجازات وصفات متميزة.. فالحقيقة أكثر بكثير مما كتب، وتعجز الألفاظ والكتابة عن إيفائه حقه في الجهد والوفاء والولاء والوطنية وفي حبه لمصر ولإعلاء اسمها عالياً خفاقاً. كان اختيار فؤاد عزيز غالي المواطن القبطي المصري كواحد من قادة الفرق الرئيسية بالجيش المصري هو دلالة واضحة علي أنه لا تأثير لاختلاف الديانة علي وحدة القوات المسلحة والشعب المصري.. وهو النماذج التي نفتقد الترويج لها حالياً. بالمناسبة، الفريق فؤاد عزيز غالي هو مواطن مصري من أبناء هذا الوطن.. ولم يقل أحد إنه ضيف علي مصر؛ بل تم تكريمه كبطل مصري قبل أي شيء آخر.