في هندسة جديدة للسياسة المصرية، في إطار السياسة الإقليمية التي تقوم على بناء تحالفاتها امريكا واسرائيل في الشرق الأوسط الأمريكاني الجديد.. بدت خطوتان مترابطان في السياسة الخارجية للانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي. اتفقت دولة الاحتلال الإسرائيلي مع قائد الانقلاب "عبد الفتاح السيسي" عَلَى إعادة فتح سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة، بعد إغلاقها لمدة 9 أشهر.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم "الثلاثاء"، إن "وفدا إسرائيليا زار مصر قبل أيام، واتفق على وضع ترتيبات أمنية جديدة، تسمح بإعادة فتح السفارة في القاهرة".
وكان الكيان الصهيوني استدعى سفيره وطاقم السفارة في شهر ديسمبر الماضي، كإجراء أمني وقائي؛ حيث تم الإخلاء، وظلت السفارة فارغة منذ ذلك الحين، وهذه هي أطول فترة تكون فيه السفارة فارغة منذ توقيع معاهدة السلام الإسرائيلية-المصرية قبل نحو 40 عاما.
يشار إلى أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تنامت بشكل كبير على أصعدة مختلفة منذ انقلاب "عبد الفتاح السيسي" على الرئيس "محمد مرسي" في الثالث من يوليو 2013.
وفي سياق التطور الاستراتيجي، الذي تخضع مصر فيه لتوجهات الامارات والسعودية الجديدة، لنزع مشروع المقاومة من المنطقة العربية، بالعمل المضاد ضد قطر وتركيا، فمن المنتظر أن يقوم زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر بزيارة إلى القاهرة، والتي من المقرر أن تتم في غضون أيام، بترتيب سعودي بوساطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبرعاية إماراتية.
وكشفت مصادر دبلوماسية، اليوم، أن زيارة الصدر المرتقبة جاءت بدعوة مصرية رسمية، لكن لم يتم تحديد موعد للزيارة حتى الآن. مرجحًا أنها ستتم بعد ختام زيارته إلى دولة الإمارات التي يقوم بها حاليًا، ومن المقرر أن يلتقي عبد الفتاح السيسي خلالها، بعد عودته من جولة إفريقية بدأها أمس وتستمر أربعة أيام، يزور خلالها كلا من تنزانيا، ورواندا، والجابون، وتشاد. مصر في خدمة السعودية
وبجسب مراقبين، فإن زيارة الصدر تأت بترتيب سعودي من أجل تعميق الضغوط الخليجية على قطر، بجانب تصعيد الضغوط الدبلوماسية على إيران من جهة أخرى..
وكان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان قد استقبل الصدر ، الأحد ، في قصر الشاطئ بالعاصمة الإماراتية، وناقش معه عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
كما التقى الصدر في زيارته رجل الدين الداعية العراقي السني أحمد الكبيسي الذي يقيم في الإمارات منذ عدة سنوات، وبحث معه أوضاع العراق.
ووصل الصدر إلى أبوظبي في وقت سابق الأحد في إطار زيارة رسمية تلبية لدعوة وجهتها له الحكومة الإماراتية، وقال المكتب الإعلامي للصدر في بيان إن "الحكومة الإماراتية أرسلت طائرة خاصة لنقل الصدر ذهابا وإيابا".
وفي سياق متصل قال وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أمس الاثنين، إن نائب العاهل السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يقود تحركا خليجيا "لبناء جسور" مع العراق.
وهو ما يرجعه محللون ، لمواجهة التمدد الإيراني في النطقة في العراق وسوريا ولبنان واليمن...
وجاءت زيارة الصدر للإمارات بعد أقل من أسبوعين على زيارة رسمية أجراها إلى السعودية، التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك في تحوّل لافت للعلاقات بين أحد الأطراف الشيعية العراقية والدول الخليجية.
وكانت المملكة العربية السعودية قد وافقت على دفع مبلغ إضافي قدره 10 ملايين دولار إلى بغداد للمساعدة في إعادة إعمار العراق، بعد اجتماع عقده رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، مطلع الشهر الجاري في مقابل فتح سفارة سعودية في النجف.
وحسب بيان صادر عن مكتب الزعيم العراقي مقتدى الصدر، فإنه التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الاثنين، حيث بحثا تحسين العلاقات عبر فتح قنصلية سعودية جديدة في مدينة النجف.
الرز الخليجي للسيسي
ولعل أبرز ما يكمن وراء الزيارة للقيادي الشيعي هو الرز الذي ستقدمه السعودية والامارات للسيسي قبل العام 2018 لتمرير مسرحيته الهزلية المسماة انتخابات الرئاسة...والتي يسعى السيسي لتجاوزها عبر ضخ اموال لمقربيه وشراء ذمم وولاءات قيادات أمنية وعسكرية للاصطفاف بجانبه ، بعد سلسلة متواصلة من الفشل على كافة الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية...
وتأتي التقارب الشيعي المصري في ظل حالة من الخرس من الاذرع الاعلامية، التي ما زال الجميع يتذكر أدائها ، في أيام الرئيس مرسي، الذي تداولت مجرد أنباء عن ترحيب رسمي بفتح السياحة الايرانية الى مصر، والسماح لسفن ايرانية تمر بقناة السويس.