علق الدكتور ناصر البنهاوى، الخبير الاقتصادي، على أزمة اقتحام سلطات الانقلاب لجزيرة الوراق تمهيدا لإخراجهم بالقوة، كاشفا أن قيمة أراضي الوراق تزيد عن 200 مليار جنيه ويمكن أن يتضاعف السعر إذا كان المشترى أجنبيا وينوي تخصيص الأرض لمشاريع سياحية. الأمر الذي يكشف نية قائد الانقلاب عبدالفتاح السسي في طرد الأهالي للاستفادة من الجزيرة وتخصيصها للمستثمرين الأجانب لتحصيل مئات المليارات من الجنيهات، خاصة أن السيسي قد أفصح عن نيته صراحة خلال مؤتمر الإسماعيلية حينما تكلم عن التعديات التي تقع على النيل وأمر بإزالتها فورا. وكشف البنهاوي في تصريحات خاصة، اليوم الثلاثاء، أن قيمة الأرض على أساس 30 ألف جنيه للمتر المربع، معربا عن دهشته من تدهور الوضع الاقتصادي في مصر وتضاعف الدين العام وارتفاع الأسعار رغم حصول نظام السيسي على أكثر من 100 مليار دولار من دول الخليج، إضافة إلى ثمن جزر "تيران وصنافير" والوراق وعائدات ضخمة التصالح مع رموز نظام مبارك وابتزاز رجال الأعمال للتبرع لصندوق "تحيا مصر"، إضافة إلى بيع وتخصيص أراضى الدولة والاستيلاء على أموال الإخوان والجمعيات الخيرية، ناهيك عن عمولاته من تجارة السلاح. وحذر البنهاوي أهالى الوراق من الاستجابة لمناورة السيسي، موضحا أن انسحاب السيسي هو انسحاب تكتيكي، حيث إنه يهدف إلى إعطاء رسالة للإماراتيين مفادها أن عملية نزع الجزيرة من الأهالي صعبة ومكلفة حتى يأخذ ثمن الجزيرة مرة أخرى أو يضاعف الثمن. وأوضح البنهاوى أن السيسي استخدم السلوب نفسه في عملية التنازل عن "تيران وصنافير" حينما ابتز الحكومة السعودية إلى أقصى مدى. واستبعد البنهاوى أن يوافق برلمان السيسي على انتزاع الجزيرة من أصحابها دون رشاوى مباشرة لأعضاء البرلمان، موضحا أن كل عضو في البرلمان حصل على 3 تأشيرات مجانية للحج مقابل التصويت على التنازل عن "تيران وصنافير" على عكس الوضع في حالة جزيرة الوراق. وأضاف البنهاوى أن أراضي الدولة التي نهبها العسكر أو ضيعوها في العشرين سنة الماضية تكفى لتعمير إفريقيا كلها وليس مصر فقط. وقال إنه وفقا لبعض التقارير بلغت مساحة أراضى الدولة المنهوبة إلى ما يقرب من 16 مليون فدان (حوالي 67 ألف كيلو متر مربع) أي ما يقارب من مساحة خمس دول عربية مجتمعة وهى فلسطين التاريخية، والكويت، وقطر، ولبنان، والبحرين. وكشف البنهاوي أن الأموال التي سيحصل عليها السيسى من الدول الداعمة له ومن صندوق "تحيا مصر" وبيع أراضي الدولة (أو تحصيل فروق أسعار بسبب تغيير نشاط هذه الأراضى) والتصالح مع نظام مبارك لا نعرف عنها أي شيء ولا تدخل ميزانية الدولة الرسمية، "لذلك فإن عزم السيسي استعادة هذه الأراضي والتصرف فيها أو إعادة بيعها لواضعي اليد يعتبر أكبر عملية نهب مسلح لأراضي مصر في التاريخ". وختم البنهاى تصريحه بقوله "ربنا يستر.. فأمريكا لم تحصل على نصيبها من مصر بعد".