أكد الرئيس محمد مرسي أن العالم لا يحترم إلا من يعتمد على نفسه، ويستغل إمكاناته لتنمية نفسه. وقال فى كلمته أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي اليوم الأحد: إن مصر وتركيا تلتقيان على أهداف واحدة، وبآمال مشتركة وفى عصر وزمن يحتاج إلى العدل، ويحتاج إلى السلام، فرسالة البلدين المشتركة بين الشعبين العريقين هي رسالة إلى كل شعوب الأرض.. هي رسالة السلام والاستقرار القائم على العدل والاستقرار لكل أهل الأرض. أضاف مرسي: الشعب المصري وقد اشتاق منذ زمن طويل للحرية والعدل والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لكل ذلك قام بثورته المباركة السلمية 25 يناير 2011م، مشيرًا إلى أن عبد الله جول رئيس تركيا هو أول رئيس فى هذا العالم يزور مصر ليهنئ الشعب المصري، وبعد الثورة بأيام قلائل ليهنئ أبناءها بنجاح ثورتهم، وليعلن من القاهرة وقوف تركيا شعبا وقيادة إلى جانب الشعب المصري. وتابع مرسي: إن من الأهداف المشتركة للبلدين الحرية التي تناضل من أجلها كل الشعوب، وأن تكون الشعوب والأمم هي مصدر السلطة، والديمقراطية والعدل الذى يقوم عليه الملك، والسلام الذى تطمئن به النفوس، ويهدأ العالم وتتوقف الحروب، وتحقيق النهضة والتنمية والعدالة الاجتماعية، وأن نعيش مع هذا العالم بقوة، وأن نفتح أبوابنا واسعة كي تحتضن الشعوب بعضها بعضا، وأن يتداول بين الناس حب الأوطان الذى لا يتعارض مع أن تعيش الشعوب باحترام وتعاون متبادل، ودعم ومعاونة الشعوب التي تتحرك وتثور لتنال حرياتها، ولتزيح حكامها الذين يحكمونها بالحديد والنار والديكتاتورية، وتطرق للشعوب التي تتوق إلى الاستقرار والحرية والعدل والنهضة كشعب فلسطين وشعب سوريا، وطالب بالوقوف معا ضد الظلم والتمييز وكل محاولات السيطرة على إرادة الناس أو على الحكومات أو الدول من أي قوة كانت فى شرق أو غرب. وشدد مرسي على أن الهدف الأسمى والأكبر أن يتحرر الناس أفرادا وشعوبا ودولا وحكومات، وأن يعيش الجميع فى العالم باستقلال تام ومحبة وتعارف فى الخير دونما عدوان من أحد على أحد، مستدلا بقوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وقال مرسي: الآن نخطو خطوات جادة لاستكمال مسيرة الانتقال الديمقراطي الشامل، والقضاء على الفساد، ووضع الخطوات الأولى نحو تنمية حقيقية كي تكتمل الصورة، مؤكدا أن مصر تسعى وبكل قوة إلى الاستقرار والأمن والإنتاج، وأن المصريين يضحون جميعا من أجل وطنهم، وينهضون بكل قوة ليعيدوا مجدًا ويؤسسوا حضارة حقيقية على أرض مصر. وفي شأن العلاقات الخارجية مع شعوب ودول العالم أوضح مرسي أن مصر تحرص على وجود علاقات متميزة قوية فاعلة مع الجميع تحمل رسالة سلام واضحة، وتريد الخير للجميع، ولا تتدخل فى شئون أحد، ولا تسمح لأحد أن يتدخل فى شئونها. وعند التطرق للقضية الفلسطينية أكد مرسي أن موقف مصر من القضية الفلسطينية أنها تحمل القضية مع الشعب الفلسطيني كما كانت، وستظل على ذلك، وتدعم بقوة القرار الفلسطيني الذي يتخذونه بإرادتهم دعما تاما فيما يتخذونه من قرارات، ولا يمكن أن تقصر في مد يد العون لأهل غزة الجيران الأشقاء ولأهل الضفة الغربية، وبل أيضا لكل الفلسطينيين فى كل مكان. وأضاف مرسي: أن المعابر والحدود مفتوحة لكي نقوم بدورنا بل وبواجبنا تجاه أشقائنا في غزة، فمصر تتطلع إلى قيام الدولة الفلسطينية بإرادة الفلسطينيين وعاصمتها القدس الشريف، داعيا العالم أن يدعم الفلسطينيين كي يعيشوا أحرار كباقي أبناء الأرض جميعا، ويعيشوا آمنين على أنفسهم وأبنائهم ونسائهم. وفي الشأن السوري وصف مرسي ما يحدث هناك بمأساة القرن؛ حيث تراق الدماء، ويُعتدى على النساء والعرض، ويقوم النظام بقتل أبنائه وشعبه. وقال مرسي: "لن نرتاح حتى يتوقف الدم ويختار الشعب السوري قيادته، وتزول هذه القيادة الظالمة لشعبها والتي تريق دمه.. لا بد أن ينال الشعب السوري حقه كاملا، ويتحقق له ما يريد.. نؤيده ونؤازره ضد الظالم الذي يقتله، وسوف ينال الشعب حقه قريبا وما ذلك على الله بعزيز. ووجه مرسي كلامه للحضور قائلا: إن عالمنا العربي والربيع العربي للثورات ما زال يحتاج إليكم وإلى دعمكم؛ للوقوف بعد الثورات والانتقال بالسلطة إلى الاستقرار. واختتم مرسي كلمته قائلا: مصر تتوق لتعاون مصري تركي يقدم نموذجا للعالم كيف تكون العلاقة بين الشعوب والدول.