كعادة النظم الاستبدادية والقمعية التي لا تحقق تقدما ولا نهضة علمية، وفي خلط واضح للسياسة بالتعليم في زمن الانقلاب، لم يكتف السيسي بتعديل المناهج الدراسية نحو تأميم عقول الطلاب تحت البيادة العسكرية، بادخال محمود بانجو كأحد صناع ثورة المصريين، في ما يعرف بمسرحية 30 يونيو..بل جاء امتحان التاريخ للثانوية العامة، الذي اداه طلاب القسم الأدبي، رغم صعوبته، متضمنا سؤالا ابتزازيا للطلاب، لو اجابوه بما يريده الممتحن، لخانوا الامانة وخالفوا مبادئهم ومعتقداتهم، وموقفهم –الكثير منهم- ولو اجابوه بما يرونه وفق معتقدات أغلبيتهم لرسبوا في الاجابة بل وقد يحولون الى النيابة بتهم معلبة من عينة، قلب نظام الحكم، ومعارضة الانقلاب العسكري...وغيرها! جاء نص السؤال الأخير في الورقة الامتحانية بمادة التاريخ،: «اكتب في الموضوع التالي.. ماذا لو لم يلق السيسي خطاب23 يونيو 2013"؟ وهو الخطاب الذي تم الإعلان خلاله رسميا عن الانقلاب العسكري الذي أدخل البلاد في دوامة الفوضى وعدم الشرعية.
زاعمًا أن المسؤولية الوطنية للقوات المسلحة "تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر إلى نفق مظلم من الصراع والاقتتال الداخلي".
وعبر أحد الطلاب عن الأمر، "السؤال سياسي جدا إيه علاقة الامتحان بالسياسية، وهجاوب أقول إيه، هو يا اسقط يا اروح في داهية؟!!!"
فيما شكى طلاب القسم الأدبي من صعوبة امتحان التاريخ ، مؤكدين أن الامتحان طويل ويحتوي على عدد كبير من المقارنات. ودون احمد عماد على الأمر بقوله "امتحان التاريخ جاي ف مستوي السلطان العثماني".
فيما غرد آخر قائلا: "امتحان التاريخ مجاش في مستوي الطالب المتوسط ولا الطالب المجتهد .. الامتحان جه في مستوي طالب ..... من مستوي مؤلف الكتاب ..".
وكانت صفحات التغشيش ، سربت، اليوم ، أسئلة امتحاني الفيزياء والتاريخ ، اللتين يؤديهما طلاب الثانوية العامة قبيل بدء اللجان الامتحانية ، التي انطلقت في التاسعة صباحا، بتوقيت القاهرة.
ونشرت صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، إحدى صفحات تسريب الامتحانات عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، صورة لامتحان مادة الفيزياء ، تضمن نسخة كاملة لأوراق امتحان البوكليت للمادة، التي يؤديها طلاب القسم العلمي، ثم قام بنشر أسئلة مادة التاريخ التي يؤديها طلاب القسم الأدبي.
فيما قال الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام ورئيس عام امتحانات الثانوية العامة، إنه تم إرسال الأسئلة المتداولة لمادة الفيزياء والتاريخ لطلاب الثانوية العامة إلى الجهات المختصة للتأكد من صحة الامتحان المتداول.
ثم عاد حجازي ليؤكد أن غرفة عمليات الثانوية العامة توصلت إلى اللجنة التى تم تصوير ورقة أسئلة امتحان الفيزياء منها بعد بدء اللجنة وأرسله لمواقع الغش. مشيرا إلى أن الامتحان خرج من إحدى لجان مدينة المنصورة بالدقهلية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الطالب.
وتمكن فريق مكافحة الغش بغرفة عمليات امتحانات الثانوية العامة من التوصل إلى مدرس مسئول عن إرسال إجابات امتحان مادة التاريخ للطلاب، من خلال مشاركته في بعض الجروبات، على مواقع التواصل الاجتماعى.
ويجري تحديد هوية الطالب واللجنة التى خرج منها امتحان التاريخ بعد بدء الامتحانات، بحسب بيان صادر عن وزار التعليم .
وأدى نحو 593 ألف طالب وطالبة امتحان الفيزياء والتاريخ فى اليوم الرابع للامتحانات ضمن الأسبوع الثانى لها، موزعين على 1642 لجنة سير.
وكان امتحان اللغة الانجليزية، أثار جدلا واسعا ، لصعوبته، وتعدد شكاوى الطلاب منه، وتهديدهم بالتظاهر، أمام وزارة التربية والتعليم، الأسبوع الماضي، ما دفع الوزارة لاعلان إجراء تقييم للامتحان، واعادة توزيع الدرجات، واعتبار اجابتين صحيحتين في إحدى أسئلة فقرة القطعة، التي شكا من صعوبتها الطلاب.
وبعد تصحيح العينة العشوائية أعلنت التربية والتعليم أن نسبة النجاح في اللغة الانجليزية، وصلت إلى 79% وأن 50 طالبا على مستوى الجمهورية حصلوا على الدرجات النهائية، وسط استغراب من الطلاب وأولياء الأمور من تصريحات الوزارة.
كما شهد امتحان اللغة العربية بعض المصاعب، ما اضطر الوزارة من اعتبار اجابتين صحيحتان بفقرة النحو، بعد شكاوى الطلاب واكتشاف واضعي الامتحان امكانية الاجابة على بعض الأسئلة باجابات متعددة صحيحة.