رغم حملة البروباجندا المستمرة حول شبكة الطرق، التي ينفق عليها رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي عشرات وربما مئات المليارات، إلا أن مصر لا تزال تتصدر الترتيب العالمي في حوادث الطرق بأكثر من 25 ألف ضحية سنويا بين قتيل ومصاب، إضافة إلى تلف أكثر من 19 ألف سيارة وعربة، حيث يقدر خبراء قيمة الخسائر ب30 مليار جنيه سنويا. وفي العام الماضي، ارتفعت معدلات حوادث الطرق بنسبة 20%، خلال النصف الأول منه، نتج عنها وفاة 2636 شخصا، وإصابة 8865، وفى يونيو وحده وقع 1237 حادثا. أرقام مفزعة ولا تزال مصر تتصدر قائمة الدول التى ترتفع فيها معدلات حوادث الطرق، حيث كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن ارتفاع عدد حوادث السيارات، العام الماضى، إلى 14 ألفا و710 حوادث، مقابل 14 ألفا و548 حادثا فى 2015. «خسائر حوادث السيارات بلغت 21 ألف مركبة تالفة، و18 ألفا و646 مصابا، و5343 قتيلا، العام الماضى، مقابل 19 ألفا و116 مركبة تالفة، و19 ألفا و325 مصابا، و6203 متوفين، فى 2015، هكذا خرجت نشرة الجهاز لشهر مايو. وأضافت النشرة أن عدد المركبات المرخصة خلال 2016 ارتفع إلى 9.351 ملايين مركبة مرخصة، مقابل 8.636 ملايين مركبة فى 2015، مشيرا إلى أن السيارات استحوذت على النسبة الأكبر من عدد المركبات المرخصة، العام الماضى، ب50.6%، حيث بلغ عدد السيارات المرخصة 4728 سيارة، وجاءت الأوتوبيسات فى المرتبة الأخيرة من حيث العدد، حيث تم ترخيص 142 أتوبيسا بنسبة 1.5% من إجمالى عدد المركبات المرخصة خلال 2016، فيما بلغ عدد عربات النقل والمقطورات المرخصة 1302 مركبة بنسبة 13.9%. مصر في الصدارة ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، جاءت مصر فى المركز الأول فى عدد ضحايا الحوادث، بمعدل 25 ألفا و500 قتيل ومصاب، وأكثر من 30 مليار جنيه خسائر سنويا. ومعظم ضحايا حوادث الطرق فى مصر فى المرحلة العمرية بين 25 عاما و44 عاما. وكشف تقرير حول تعزيز السلامة على الطرق، عن أن حوادث المرور تشكل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالميا، وأن عدد الوفيات تبلغ مليونا و250 ألف شخص سنويا، بواقع 3400 حالة يوميا، أى 141 حالة كل ساعة، وحوالى 50 مليون مصاب فى تلك الحوادث سنويا، وتوقع التقرير زيادة عدد الضحايا إلى 1.9 مليون بحلول عام 2020 لزيادة عدد السيارات، خاصة فى البلدان النامية التى تقع بها أعلى نسبة حوادث. هذا التباين الواضح بين الحملة الدعائية لنظام قائد الانقلاب حول شبكة الطرق وزيادة معدلات الحوادث، دفع صحيفة حكومية كبرى، هي الأهرام، إلى طرح الموضوع في سياق تقرير لها بعدد، اليوم السبت، «من المفترض أننا الآن بصدد شبكة طرق أكثر من جيدة على الطرق السريعة، أما فى العاصمة فهناك منظومة جديدة للإشارات الإلكترونية وكاميرات المراقبة فى الميادين الرئيسية لرصد الحالة المرورية، وتسجيل أى مخالفة مرورية بشكل فورى، وإبلاغ مرتكبها، لأن هذه الكاميرات متصلة بغرفة التحكم المركزية. فلماذا بعد كل ذلك تتوالى الحوادث يوميا قى شوارع القاهرة والجيزة والمحافظات المختلفة؟».