"في الكنافة".. هكذا تسدد الشرعية ضربة إعلامية ضد الانقلاب العسكري، هذه المرة كانت الحلبة صناعة الفيديو على موقع اليوتيوب، وكانت النتيجة دعما ل"اليوتيوبر"، الذى يعني مقدم المحتوى عبر "يوتيوب"، من أجل مواصلة تسديد ضربات للانقلاب وفضحه، ثم تحول الأمر إلى مهنة واحتراف، وحسب موقع Social Blade، الذي يرصد الأعلى مشاهدة والأقل عالميا جاء في مقدمة أشهر ال"يوتيوبرز" في مصر، الشاب أشرف، صاحب حلقات "في الكنافة" الجديدة. وعلى مر التاريخ– وحتى أيامنا – تعامل الكثير من الديكتاتوريين مع السخرية والنقد الكوميدي بشكلٍ قاسٍ، وقابلوه بالرفض والإنكار، حتى لو كانت السخرية لا تخصُّ السياسة التي يتبعها الديكتاتور، فلماذا لا يتعامل الديكتاتوريون مع الكوميديا بقدر حجمها؟ ولماذا يرفضونها وكأنها تهديدٌ لهم؟ وهل هناك أسباب نفسية قد تجعل الديكتاتور ينظر إلى الكوميديا والسخرية على أنها تهديد يجب أن يخشاه؟.؟ الجواب أن حكومة السفيه عبدالفتاح السيسي تعلم أن يوتيوب هو ثاني محرك بحث بعد جوجل، وتعلم أنه في كل ثانية يتم تحميل فيديو ونصف، وتعلم أنه يتم تحميل 60 ساعة من الفيديو كل دقيقة، أي أنه يتم تحميل ساعة واحدة من الفيديو على YouTube كل ثانية، وتتم مشاهدة 4 مليارات من مقاطع الفيديو كل يوم، وتعلم أن عدد المستخدمين الذين يزورون اليوتيوب كل شهر يتجاوز 800 ألف مستخدم، وتعلم أن عدد ساعات الفيديو التي تتم مشاهدتها كل شهر على اليوتيوب تتجاوز 3 مليارات ساعة، وتعلم أن مسخرة السيسي وفضح الانقلاب تحظى بأعلى مشاهدة في الوطن العربي، فقررت حجب برنامج "في الكنافة". قصف جبهة الانقلاب وبرزت، بعد انقلاب 30 يونيو 2013، مجموعة من القنوات على يوتيوب برؤى شبابية تسخر من الانقلاب من غباء جنرالاته وحكوماته، واعتمدت هذه القنوات أساليب مختلفة، لعل أنجحها هو الأسلوب الكوميدي الساخر للفنان عبدالله الشريف الشهير بالشاب "أشرف". فقد اعتذر الفنان والشاعر عبد الله الشريف عن الحلقة الخامسة من حلقات الشاب أشرف التي يقدمها منذ بداية شهر رمضان، وذلك بعد حظر سلطات الانقلاب لها من خلال يوتيوب مصر. وكتب الشريف، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "أعتذر عن حلقة الشاب أشرف فقد تم حظرها على يوتيوب مصر". وكانت سلطات الانقلاب قد قامت، خلال الأيام الماضية، بحجب عشرات المواقع الإلكترونية المعارضة للانقلاب؛ بدعوى تهديدها للأمن القومي للبلاد. في الكنافة بدأ الشاب الشاعر عبدالله الشريف إذاعة أولى حلقات برنامجه الجديد طوال شهر رمضان، بعنوان "في الكنافة"، والذي يستعرض الوهم الذي يصدره قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي للشعب المصري، رغم الخراب والانهيار الاقتصادي. وقال الشريف، خلال الحلقة الأولى، من البرنامج الذي يقدمه بشخصية الشاب أشرف: إن الرئيس السوداني عمر البشير صرح بأن مصر دعمت المعارضة والمتمردين السودانيين بمدرعات ودبابات وأسلحة للتحريض على السودان. كما استعرض البرنامج تصريحات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، التي زعم أنه لا يقوم بهذه الإجراءات الخسيسة ولا يعرف التآمر"، في الوقت الذي أثبتت الفضيحة دعم السيسي للمتمردين السودانيين. القفا الثالث! بث الفنان عبدالله الشريف الحلقة الثالثة– أو القفا الثالث للسيسي- من برنامجه "فى الكنافة" عبر قناته على موقع اليوتيوب، وتناولت عددا من القضايا بشكل ساخر كعادته، منها مشروع تفريعة قناة السويس والمليون ونصف مليون فدان، بما أهدار أموالا طائلة على الدولة والمواطنين، وتسبب فى كوارث اقتصادية ما زال يدفع المواطن فاتورتها بما زاد من ضنك وبؤس الحياة. كما سخر من مشروع العاصمة الإدارية، والذى توقف منذ فترة، فضلا عن قرار تعويم الجنيه، بما عكس عدم وجود أى دراسات مسبقة قبل اتخاذ مثل هذه القرارات التى أثرت بالسلب على المواطنين.