أشارت النتائج الأولية للانتخابات الهولندية إلى الإطاحة بحزب الحرية الذي يقوده اليميني المتطرف فيلدرز، لصالح الحزب الشعبي الليبرالي، بقيادة مارك روتي، الذي حقق حزبه نجاحا في البرلمان، ليحصد 32 مقعدا مقابل 19 لحزب الحرية. وأعلن مارك روتي عن أن الهولنديين أوقفوا بتصويتهم هذا المد الشعبوي، الذي بدأ مع البريكست في بريطانيا، وتلاه انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وقال روتى، أمام حشد من مناصريه في لاهاي: "بعد بريطانيا وأمريكا، قالت هولندا كفى للشعبوية السيئة". يذكر أن النائب المتطرف فريدرز اعتمد في حملته الدعائية على مهاجمة الجالية الإسلامية من أبناء هولندا، واللاجئين السياسيين، حيث شن هجوما على من وصفهم "بالرعاع المغاربة"- حسب تعبيره- قائلا: "يجب تخليص البلاد منهم لإعادتها إلى الشعب الهولندى". وقال: "الرعاع المغاربة فى هولندا، طبعًا ليسوا كلهم حثالة، لكن الكثير منهم كذلك، ويجب أن يتغير ذلك". ووعد فريدرز- خلال برنامجه الانتخابي- بالقضاء على المد الإسلامي داخل البلاد، معلنا عن قيامه بغلق "كافة مساجد ومدارس المسلمين وحظر القرآن". وسجلت نتائج الانتخابات نسبة مشاركة قياسية للمرة الأولى منذ 30 عاما، محققة 81% من إجمالي 12.9 مليون ناخب، مقابل 75% عام 2012، بحسب أرقام معهد استطلاعات الرأي "إيبسوس". تركيا تنتقم وكان رئيس الوزراء التركي "بن على يلدريم" انتقد، أمس، دعم هولندا للسيسي في خطابه بحشد جماهيري شمال تركيا، قائلا: "القيم الأوروبية التي يتم التفاخر بها، جرى ضربها بعرض الحائط في هولندا، لقد وقف هؤلاء إلى جانب الانقلابيين عندما أسقطوا الرئيس المنتخب في مصر محمد مرسي". كما اعتبر يلدريم أن "مصيبة أوروبا اليوم هي تصاعد التطرف والعنصرية، ومعاداة الأتراك والمسلمين عموما". وأضاف يلدريم أن "أنصار منظمتي حزب العمال الكردستاني وفتح الله غولن الإرهابيتين، يصولون ويجولون بحرية في البلدين للترويج ضد التعديلات الدستورية، بينما يجري وضع العراقيل أمام المواطنين الأتراك الذين يحبون وطنهم".