لم ينسَّ نجل رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني "يائير نتنياهو" أن بلال بن رباح الصحابي الجليل و مؤذن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) كان حاضرًا وقت استلام الفاروق عمر بن الخطاب القدس، فلما أذن بلال بصوته العميق الخاشع النافذ إلى مجامع القلوب، حتى تبينه آلاف المسلمين المجتمعين للصلاة، فتذكروا نبيهم وأيامهم معه، فهطلت الدموع من عيونهم لجلال الذكرى. هذا ما أكدته القناة العاشرة الصهيونية في نشرة بثتها مساء أمس الأربعاء، بأن نجل رئيس حكومة الاحتلال "يائير نتنياهو" هو من يقف وراء قانون منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد، وأن تأييد القانون من قِبل "نتنياهو" جاء تلبية لضغوط من قبل الابن "يائير" عليه. وأوردت القناة العاشرة أن وزراء في حكومة الاحتلال ذكروا أن "نتنياهو" تحدث أكثر من مرة في جلسات حكومية أنه ينزعج من صوت الأذان الصادر من مساجد قرية جسر الزرقاء الساحلية، عندما يكون في بيته الخاص في "قيساريا" القريبة من جسر الزرقاء، بل إن إبنه "يائير" تحدث بنفس الشي، وزاد عليه أنه جمع شكاوى بهذا الخصوص. فيما ذكر "نتنياهو" في الآونة الأخيرة أن صوت الأذان أزعج وأثر سلبا على اجتماع مع دبلوماسي أوروبي، عقد في بيته في "قيساريا". مدينة الأنبياء هكذا ببساطة يريد «الاحتلال» إسكات الأذان في المدينة المقدسة في تحد لمشاعر ملايين العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم، وفي انتهاك خطر لحرية العبادة واعتداء على شعيرة أساسية من شعائر المسلمين. إذا أقر الكنيست مشروع القانون فسوف تصمت مساجد مدينة الصلاة والأنبياء والرسل ومن بينها المسجد الأقصى، ولن تعلو كلمة «الله أكبر» في سماء المدينة، وإذا قيلت فبالهمس أو بصوت خافت. هو تحد، قابله النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي بتحد فريد من نوعه، إذ رفع الأذان في الكنيست رغم اعتراض النواب الصهاينة وغضبهم ليؤكد أن لا أحد يستطيع أن يمنع أو يحجب الأذان وكلمة «الله أكبر». الصهاينة يتذرعون بأن مكبرات الصوت تزعجهم، وجاء في نص المشروع إن «مئات آلاف» «الصهاينة» يعانون بشكل يومي وروتيني من الضجيج الناجم عن الصوت المنطلق من المساجد» والقانون المقترح يقوم على فكرة «أن حرية العبادة لا تشكل عذراً للمس بنمط ونوعية الحياة». إنه عذر أقبح من ذنب، لأن الأذان يرتفع في مدينة القدس منذ آلاف السنين، كما في كل بقاع الأرض،وإذا كان الأذان يسبب إزعاجًا فلماذا لا يتم إسكات الصفارات التي تصم الأذان التي تنطلق معلنة بدء السبت اليهودي؟ للقدس أهلها «الاحتلال» يقصد شيئًا آخر، وحججه وذرائعه واهية وبائسة لا تنطلي على أحد، هو يريد استكمال تهويد المدينة في إطار مخطط أوسع وأشمل لتفريغها من أهلها، ونزع قدسيتها كمدينة عربية إسلامية- مسيحية تتلهف إليها ملايين القلوب وترنو إليها ملايين العيون، فهي مدينة الإسراء حيث صعد الرسول العربي إلى السماء، وهي مدينة عيسى مسيح الإنسانية مشى في زقاقها تحت سياط اليهود. للقدس أهلها الذين يفتدونها كل يوم ويدافعون عن حياضها ويقفون كالبنيان المرصوص في مواجهة عدو يريد ابتلاعها وتهويدها، وللقدس رب يحميها إذا تخلى عنها من يفترض بأنهم حماتها، ويسرجون خيولهم إليها للدفاع عنها واستردادها من براثن شذاذ الآفاق الذين ينتهكون حرمتها ويذلون أهلها ويستهينون بمقدساتهم. القدس قدسنا شاء من شاء وأبى من أبى.. ومن لا يعجبه صوت الأذان فليرحل عنها وستظل مدينة عربية إسلامية رغم كل محاولات طمس عروبتها وتهويدها، أو الهاربين من تحمل مسؤولية إنقاذها الذين يلوذون بصمت مريب وغريب!