بعد إعلانها إغلاق نحو ثلاثة آلاف وثلاثمائة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على مدار السنوات الثلاث الماضية، كشفت "داخلية" الانقلاب، عن ممارساتها القمعية العلنية لحرية الرأي والتعبير، في الترصد لمواقع وصفحات مناهضي الإنقلاب العسكري ومعارضوه، بمن فيهم صفحات "الاولتراس" التي طالب مرتضى منصور باغلاقها مطلع العام الجاري، بعد فضحها شراكته للإنقلاب في قتل 22 من مشجعي الزمالك. هذا في الوقت الذي تداولت مواقع إلكترونية وصحف محلية نقل بعضها عن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في أبريل الماضي، وثيقتين موقعتان بختم مجلس وزراء الانقلاب ، تضمنت أسماء مجموعة من القنوات والمواقع الإلكترونية والصحف اتهمت بالتحريض على الإرهاب.
غير أن نشطاء "السوشيال"، بوسائل التخفي ومتابعة الجديد منها، يخرجون ألسنتهم للانقلاب ومؤسساته الأمنية "الالكترونية"، رافعين شعار"اقفل للنشطاء صفحة يطلعلهم ثلاثة".
مواقع مُهددة بالغلق
وتضمنت وثيقتي أبريل أسماء المواقع التالية: "مصر العربية، المصريون، الشعب، الجزيرة نت، الجزيرة مباشر، العرب القطرية، العربي الجديد، عربي21، حريتي، إخوان تيوب، الخليج الجديد، بوابة القاهرة، أسرار عربية".
إضافة إلى قنوات: "مكملين، والشرق، والثورة، ووطن"، وكذلك : "مركز الإمارات للدراسات، وكلمتي، وشبكة رصد، وإخوان أون لاين، ونافذة مصر، ومفكرة الإسلام، والمختصر".
رصد وحجب
وتبدأ "الداخلية" في ترصد مواقع وصفحات وحسابات بالحجب، وتتبع منشأها داخل مصر ام خارجها، والهاتف المستخدم، وخط الانترنت ارضي أم على الهواتف الذكية، فيما يقوم المستخدمون بحماية حساباتهم ومواقعهم من الحظر والتتبع.
وقالت داخلية الانقلاب إنها أغلقت 3343 صفحة على "فيسبوك"، على مدار السنوات الثلاث الماضية، تحت ذريعة تحريضها على العنف والشغب، وأنها "صفحات إخوانية وإرهابية"، إضافةً إلى اعتقالها 254 مواطناً بتهمة "التحريض على العنف وإثارة القلق" بعد تتبع حساباتهم الشخصية.
الداخلية تعظ
مصادر بالداخلية في تصريحات صحفية قالت إن "ملاحقة الجرائم الإلكترونية لا تعني التجسس على الحسابات الشخصية للمواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي أو انتهاك حريتهم، هناك شائعات مغرضة تروجها عناصر إخوانية "العناصر الإرهابية وكتائب جماعة الإخوان"، عبر المواقع الإلكترونية تدعى قيام الأجهزة الأمنية بانتهاك خصوصيات المواطنين ومراقبة حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى باستخدام قواعد البيانات المتوافرة لديها".
وزعمت أن جهود الداخلية لا تتوقف ضد ما أسمّته الإرهاب الالكتروني ولكنها تلاحق أيضًا مسؤولي الصفحات التي تضر بالأمن الاجتماعي، أو تدعو للرزيلة وازدراء الأديان!!.
قمع بالقانون
وقبل أيام قليلة، وافقت اللجنة العليا للإصلاح التشريعي من حيث المبدأ على مشروع قانون لمكافحة ما أسمته "جرائم الإنترنت" ، فيما يُجرى عرضه على رئاسة مجلس الوزراء لإقراره عقوبات للجرائم المتعلقة بالمحتوى المعلوماتي غير المشروع، من بينها المادة (34) التي تنص على عقوبة الحبس وبغرامة لا تقل عن 1000 جنيه ولا تتجاوز 20 ألفًا أو بإحدى العقوبتين كل من استخدم بريدًا إلكترونيًا أو حسابًا شخصيًا لا يخصه في أمر يسيء إلى صاحبه.
بينما تنص المواد من 35 إلى 38 على عقوبات بالسجن من 6 أشهر إلى 5 سنوات وغرامة مالية تبدأ من 50 إلى 200 ألف جنيه مصري في عقوبات تتعلق بانتهاك حرمة الحياة الخاصة أو نشر معلومات تنتك خصوصية شخص أو تضره، وكذلك في جرائم تتعلق بتهديد وابتزاز أشخاص عبر شبكة الإنترنت، وكذلك يتضمن القانون عقوبات على نشر أو إعداد وتخزين معلومات تمسّ بالآداب العامة.
تأمين الحسابات
ونشرت عدة مواقع وسائل يستخدمها النشطاء في تأمين حساباتهم، ومنها ما نشره موقع "هافنغتون بوست":
- استخدام tor project، إذ يقدم أداة أكثر أمانًا لحماية الخصوصيات، حيث يعمل على تشفير الاتصال في اللحظة التي يرتبط صاحب الحساب فيها به وحتى اللحظة التي يغلق المتصفح فيها، بالإضافة إلى استخدامهم proxies.
- استخدام شبكة وهمية خاصة أو ما يسمى VPN، ويغلب استخدام خدمة open VPN وليست المجانية، حيث إن أغلب المواقع التي تقدم هذه الخدمة مجانًا تحتفظ بسجل الاتصالات لديها، فيما يتجنبون استخدام خدمة الPPTP.
- مدى قوة كلمة السر: من خلال هذا الموقع يقوم مستخدمي الشبكات الاجتماعية بقياس قوة كلمة السر الخاصة بهم، بإدخالها في هذا الموقع الذي يظهر في الأسفل المدى الذي قد يتم استغراقه في كسر هذه الكلمة واختراقها.
- وفي حالات حذف الحساب على كافة المواقع الإلكترونية يتم استخدام هذا الموقع، إذ يتم اختيار الموقع الذي يرغب المستخدم في حذف حسابه منه، ويتم تحويله لرابط مباشر لمسحه مباشرةً.
مثال أدق لذلك، عند الرغبة في حذف موقع 4shared عند الضغط عليه سيتم إرسال المستخدم مباشرة إلى هذا الرابط، وهناك توجد خاصية Delete account ومنها يحذف الحساب مباشرة.
وفي هذا الموقع، هناك 3 ألوان بجانب اسم كل موقع وكل لون له معنى، إذ يعني اللون الأخضر سهولة المسح، حيث يحذف كل البيانات في لحظتها، أما الأحمر فيعني صعوبة المسح بالطرق التقليدية، أو أن بعض البيانات ستبقى في سيرفرات الويب بدون مسح، أما الأسود فيعني أنه حساب لن يمسح نهائيًا من السيرفر، أو أنه بحاجة إلى خطوات أكثر للمسح مثل التواصل مع خدمة العملاء.
كما أن بعض المستخدمين يقومون عبر هذا الرابط الموجود بنفس الموقع من عمل حساب وهمي Fake Identity Generator في التو بكل بيانات الحساب الأصلي للجنسين.