"ماذا لو كان أحمد مدحت إيطالي الجنسية؟" سؤال بات يطرح نفسه بقوة خلال اليومين الماضيين، عقب ارتكاب داخلية السيسي جريمة تصفية الطالب بالسنة الخامسة بطب عين شمس أحمد مدحت، بعد ساعات من اعتقاله، في ضوء تجاهل الأذرع الإعلامية والقانونية والحقوقية للانقلاب تلك الجريمة، في حين أقامت إيطاليا والاتحاد الأوروبي الدنيا لمقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني بنفس الطريقة في سلخانات السيسي، مطلع العام الجاري، وأجبرت وسائل الإعلام الانقلابية وبرلمان العسكر على الاهتمام بتلك القضية. ويروي والد "أحمد مدحت" قائلا: "في مساء الإثنين 29 أغسطس الماضي، انقطع الاتصال بيني وبين أحمد مدحت، فبدأ شقيقه في البحث عنه في كافة المستشفيات حتى الخامسة فجرا، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالا بالمحامي بعد فشلهم في العثور عليه، فذهب إلى قسم شرطة أول مدينة نصر ليخبروه بوجود حادثة كبيرة الآن، والمعاودة للبحث عنه مرة أخرى في المستشفيات لكنهم لم يجدوه، فعادوا للقسم في الثامنة صباحا للسؤال عنه، فتساءل أحد الضباط: "أحمد مدحت اللي عليه حكم سنتين؟"، وعند تأكيدهم له أنه هو من يبحثون عنه أخبرهم بأنه قبض عليه في تنفيذ أحكام وقفز من سيارة الشرطة وتوفي". ويضيف والده أنهم "دخلوا للسؤال في "الاستيفا" بالقسم لمعرفة مكان أحمد، فأخبروهم هناك برواية أخرى بالقبض عليه في "شقة أداب" وقفز من شباك الطابق الرابع وتوفي ونقل للمشرحة"، لافتا إلى أنه وُجد بملابسه كاملة في المشرحة، حيث توجد إصابة في رأسه وعلامات كيٍّ في يده. وكشف والده عن أنه حينما طالب وكيل النيابة بتشريح جثة نجله لمعرفة سبب مقتله، جاءت إجابة وكيل النيابة كالتالي: "أنا قاعد بظبط القضية لحد الساعة 5 الفجر، وإنت جاي تبوظهالي دلوقتي؟ روح داري فضيحة ابنك واستر عليه وادفنه". واختتم الوالد حديثه، قائلا: "أنا ابني جوليو ريجيني مصر، اتهموه في البداية بأنه كان في شقة تدير أعمالا جنسية، ثم قتلوا أشخاصا واتهموهم بخطفه. من جانبه، أكد المستشار فؤاد راشد، رئيس محكمة استئناف القاهرة، أن كافة القنوات الفضائية رفضت ظهور أسرة الطالب أحمد مدحت، وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع "فيس بوك": "عصر من الشفافية وحرية تداول المعلومات، رفضت كل الفضائيات ظهور أحد من عائلة المرحوم أحمد طالب، الطب المتوفي (أو القتيل)، ليقولوا ما لديهم، علمت هذا نقلا عن الأسرة". في حين تساءل الكاتب محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، عن أسباب تركيز الرأي العام على قضايا وجرائم بعينها، في إشارة إلى مقتل الطالب أحمد مدحت بعد اعتقاله من قبل قوات الأمن، وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع "فيس بوك": "في كثير من الأحيان، لا أستطيع استيعاب توجهات الرأي العام وتركيزه على أحداث أو شخصيات أو جرائم دون غيرها، فما الفرق بين خفايا مقتل أحمد مدحت وبين مقتل ريجينى أو خالد سعيد؟". من جانبه، ندد اتحاد طلاب كلية الطب بجامعة عين شمس ببيان وزارة الداخلية، وقال الاتحاد في بيان له، "إن ما حدث للشهيد الطالب أحمد مدحت كمال (بالفرقة الخامسة بكلية الطب) هو قتل عمد، مشيرا إلى أن كل ما أشيع غير ذلك هو محاولة للتعتيم وتكميم الأفواه وطمس الحقيقة، فقد قامت قوات الأمن يوم الإثنين 19 أغسطس، بإلقاء القبض على الطالب أحمد مدحت في قسم أول مدينة نصر، وفي تمام الساعة 11 ونصف مساء، أعلنت عن وجود جثمانه بمشرحة زينهم، والجدير بالذكر أن سبب الوفاة هو كسر في الجانب الأيسر من الجمجمة، نتج عن نزيف أودى بحياته". وطالب الاتحاد سلطات الانقلاب بفتح تحقيق عاجل وعادل حول مقتل أحمد مدحت، كما طالب عميد كلية طب عين شمس بسرعة التدخل وفتح تحقيق عاجل حول الواقعة، وحماية الطلاب.