كشفت مصادر سياسية عن أن لقاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى، أمس، وفدا يمنيا جاء لمغازلة نظام الملك سلمان، عاهل السعودية، فى محاولة لإعادة تدفق "الرز الخليجى" الذى توقف؛ بسبب استشعار الدول الخليجية الداعمة للانقلاب- بزعامة السعودية- سفه السيسى وإهداره للمساعدات التى حصل عليها من هذه الدول على مشروعات فاشلة، فضلا عن وضع أجزاء منها فى أرصدة قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، التى دعمته فى انقلابه على الرئيس محمد مرسى فى 3 يوليو 2013. وقدمت دول الخليج مليارات الدولارات دعما للانقلاب، على رأسها السعودية ب8 مليارات دولار، تليها الإمارات ب6 مليارات، ثم الكويت فى المركز الثالث بإجمالى 5 مليارات، بحسب البنك المركزي المصري. وتؤكد المصادر أن السيسى يحاول من خلال هذا اللقاء أن يرسل رسالة للملك سلمان أنه رهن إشارته، وسوف يدعمه فى حربه باليمن إذا استمر رز الخليج فى التدفق، خاصة أن السعودية لها التأثير الأكبر على دول مجلس التعاون الأخرى التى يطمع السيسى فى الحصول على مساعدات منها، وخاصة الكويت التي توقفت عن دعم السيسى منذ عامين تقريبا. وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عربيا ضد مسلحي "الحوثي" وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وتقول الرياض إنه "جاء تلبية لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية في بلاده". وكان السيسي قد استقبل، أمس الإثنين، وفدا يمنيا برئاسة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، في قصر الاتحادية، زاعما دعمه للشرعية ورفضه للانقلاب فى اليمن فى موقف يثير الكثير من التناقض والسخرية من قائد انقلاب مصر، الذى يرفض الانقلاب فى بلد عربى، بل ويدعو إلى دعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب في اليمن. وخلال الأيام القليلة الماضية، خرجت تصريحات خليجية تظهر غضبها من فشل نظام عبد الفتاح السيسي، ناصحة إياه بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو الكلام نفسه الذي أكدته صحيفة الإيكونوميست بوجود ضجر خليجي من نظام السيسي. ضجر خليجي من السيسي أثار مقال الكاتب الصحفي المقرب من قائد الانقلاب عبد الله السناوي، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ألمح فيه إلى تخلي الدول العربية والغربية عن النظام المصري. وأشار السناوي- في مقاله المنشور ب"الشروق" منذ أيام تحت عنوان "رسائل الإيكونوميست"- إلى وجود ضجر لدى الدول الخليجية، واتجاه لإعادة النظر في المساعدات الخليجية، مشيرًا إلى أن رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تجاهلت- لمدة 3 أسابيع- طلبا من عبد الفتاح السيسي للاتصال بها وتهنئتها. وعن تقرير "الإيكونوميست" عن مصر، كتب السناوي "إن الصورة العامة- بحسب المجلة- للفريق الاقتصادى المصرى، أنه يفتقد أية كفاءة، وأنه فاشل تماما فى إدارة ملفاته حتى وصل إلى "تخريب مصر". واضاف "الكلام فى توقيته مقلق، وللمجلة صلتها بدوائر القرار الاقتصادى فى دول الخليج الحليفة.. ما الحقيقة بالضبط؟ ما أسباب الفجوات التى حدثت مع الأشقاء فى الخليج؟ لماذا كان الإحباط؟ تلك أسئلة ضرورية لا مفر من مواجهة استحقاقاتها". وتابع السناوي "أسهل إجابة نفى الإشارات المقلقة واتهام المجلة البريطانية بترويج الأكاذيب "دولة الإنكار"، فلا أحد رسميا يعترف بعمق الأزمة الاقتصادية، ويستعد لمراجعة أسبابها العميقة التى أفضت إلى الفشل، أو بناء سياسات متماسكة قبل المضى فى المشروعات التى جرت بعضها بلا دراسات جدوى، أو إعادة النظر فى المجموعة الاقتصادية وخياراتها.. إنكار الأزمة من أسباب تفاقمها وتراجع الثقة فى القدرة على تجاوزها. ووصفت المجلة نظام "السيسي" ب"المفلس"، وقالت إنه "عايش فقط على المنح النقدية السخية من دول الخليج، وبدرجة أقل على المعونات العسكرية من أمريكا". مستشار ولي عهد أبو ظبي ينصح السيسي بعدم الترشح ومن جانبه، كشف الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، عن أن عواصم خليجية نصحت قائد الانقلاب في مصر بعدم الترشح لفترة رئاسية ثانية. وقال عبد الله، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: "الإيكونوميست تدعو "الرئيس السيسي" عدم الترشح للرئاسة 2018.. وربما حان وقت أن يسمع هذه النصيحة الحريصة من عواصم خليجية معنية بمستقبل الاستقرار بمصر". وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن هذه النصائح، الصادرة من عواصم خليجية، كانت أكبر الداعمين ل"السيسي"، عقب انقلابه على د. محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب لمصر، في يوليو 2013. غضب خليجي وعلق الكاتب السعودي تركي الشلهوب على تصاعد أزمة الدولار وانهيار الوضع الاقتصادي في مصر. وقال الشلهوب، عبر حسابه على "تويتر": "إعلام السيسي يلطم بعد أن أوصل سيدهم اقتصاد مصر لحافة الانهيار، أين أطنان الرز التي منحها الخليج؟.. أعانكِ الله يا مصر". وقال الناشط السياسي الكويتي البارز ناصر الدويلة: "إن الاقتصاد المصري تجاوز كافة الخطوط الحمراء"، في إشارة إلى الارتفاع المستمر في سعر الدولار. وتوقع "الدويلة"- في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"- "وصول الدولار في نهاية أغسطس إلى 15.70 جنيها للدولار، ما سيعني إفلاس الدولة خلال شهرين أو ثلاثة". وتابع في تغريدة أخرى "لا يمكن إنقاذ الاقتصاد المصري ولو دفع الخليج 40 مليارا نقدًا، الأمر تجاوز الخطوط الحمراء إلى فوهة البركان الاقتصادي".