تعيش مصر أسوأ عصورها منذ استيلاء عبد الفتاح السيسي على الحكم وانقلابه على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي؛ حيث تحول الصهاينة إلى أصدقاء وأصبحت الخيانة والتفريط بلا حدود، فبينما يقتل الصهاينة المسلمين والفلسطينيين ويخيطون المؤامرات ضد كل ما هو عربي مسلم، يرتمي الانقلابيون في أحضان اليهود ويمدون لهم يد العون، ويستمر الانقلاب بمصر في حصار وإغراق أهل غزة. وتحت عنوان "عمق الشراكة بين مصر وإسرائيل" أشاد موقع "thehill" الأمريكي بتطور العلاقات بين نظام الانقلاب العسكري في مصر ونظام الاحتلال الصهيوني المسمى "إسرائيل".
وألقى الموقع الضوء على لقاء تم الأسبوع الماضي في السفارة المصرية في تل أبيب بمناسبة ذكرى انقلاب 1952 ل"الضباط الأحرار" الذين أطاحوا بالملك فاروق ودشنوا الحكم العسكري بمصر.
ووفقًا للموقع حضر اللقاء رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته، والسفير المصري لدى تل أبيب وزوجته.
وبعد النشيدين المصري والإسرائيلي، ألقى نتنياهو كلمة جدّد فيها إطراءه على رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وأعرب عن تقديره ل"الجهود التي يبذلها بهدف دفع السلام بيننا وبين الفلسطينيين وتعزيز الأمن في كل أنحاء الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن تل أبيب "ترحّب بإشراك دول أخرى في تلك الجهود المهمة" على حد زعمه.
وقال نتنياهو إن "مصر وإسرائيل بإمكانهما العمل معاً والتعاون في عدة مجالات، لا سيما الزراعة والمياه والطاقة، وأي مجال من أجل الرخاء والسلام في المنطقة"، وأنهى كلمته بالقول "يحيا السلام بين مصر وإسرائيل".
مرحلة الحب
وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني: إن العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد السيسي تجاوزت مرحلة التحالف إلى مرحلة الحب بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف العجلوني أن السيسي يريد من وراء تصريحاته الدافئة بشأن إسرائيل استمرار الدعم الأميركي والأوروبي لنظامه من خلال البوابة الإسرائيلية. وكان السيسي قد قال في تصريحات إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيجعل السلام القائم بين مصر وإسرائيل أكثر دفئا، وأبدى استعداد بلاده لتقديم ضمانات لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق الأمان والاستقرار، حسب قوله.
وقال العجلوني إن السياسيين الإسرائيليين يعتبرون السيسي هدية الله لإسرائيل ويعتبرون نظامه أهم حليف لإسرائيل في المنطقة. ولم يستبعد العجلوني قيام جنرالات مصر بخدمة إسرائيل عن طريق عمل عسكري مشترك معها ضد المقاومة الفلسطينية في غزة.
الأمن العربي
من جهته قال أستاذ العلوم السياسية الزائر بمركز وودرو ويلسون في واشنطن الدكتور عبد الفتاح ماضي إن ما يحدث في مصر الآن هو جزء مما يحدث في العالم العربي كله حيث إن هناك فقدانا لتحديد المصالح الإستراتيجية العربية والأمن القومي العربي.
وأشار إلى أن الأمن القومي العربي يقتضي الدفاع عن ثوابت القضية الفلسطينية والاصطفاف وراء الطرف الفلسطيني في النضال وانتزاع حقوقه مرة أخرى من الطرف الإسرائيلي.
وأعرب عن أسفه لأن الخطاب المصري الآن بشكل خاص والخطاب العربي بشكل عام لا يتحدث عن جوهر الصراع أو ثوابت التسوية السياسية السلمية.
وقال "نحن أمام طرف إسرائيلي كفت الحكومات العربية وعلى رأسها الحكومة المصرية عن النظر إليه على أساس أنه نظام عنصري يعتبر نظام الاحتلال الوحيد في العالم الآن".
واعتبر أن اصطفاف مصر الآن إلى جانب إسرائيل هو شيء في غاية الغرابة ولن يحقق مصلحة لمصر وإنما يحقق المصلحة لإسرائيل. ودعا الحكومة المصرية إلى أن تعيد تعريف القضية الفلسطينية على حقيقتها، وأن تكف عن الترويج هي والسلطة الفلسطينية لتسوية لصالح إسرائيل.
كما دعا الحكومات العربية إلى استخدام أسلحة المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والإعلامية لإسرائيل من أجل تحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية.
محطات الانقلاب والصهاينة
ولفتت بعض الأخبار إلى الدور الخفي الذي لعبه الكيان الصهيوني في الانقلاب على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي ففي ، 24 أغسطس 2013 كشفت صحيفة معاريف أن وفدا أمنيا إسرائيليا زار القاهرة عقب عزل الجيش للرئيس المنتخب مرسي، والتقى قيادة الجيش للتأكد من تواصل التعاون الأمني بين الجانبين.
واعتبرت الصحيفة أن التعاون الأمني بين إسرائيل والجيش المصري "أصبح من العمق والاتساع" بشكل لم يسبق له مثيل، لكنهما يحاولان خفض مستوى الاهتمام الإعلامي بهذا التعاون الأمني.
وفي 1 أغسطس 2014: السفير الإسرائيلي السابق لدى الأممالمتحدة دان جيلرمان يصف عبد الفتاح السيسي بأنه "الخباز الأفضل لأي اتفاقية تضع حركة حماس في مكانها المناسب" بعد انتهاء العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة، وهو أمر تحتاج إليه مصر التي تريد الآن العودة إلى موقع القيادة في المنطقة.
- 21 يونيو 2015: السيسي يعين حازم خيرت سفيرًا جديدًا للقاهرة لدى تل أبيب للمرة الأولى منذ نهاية 2012. ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يثمن الخطوة، وصحف إسرائيلية تؤكد أن "العلاقات المصرية الإسرائيلية في ظل حكم السيسي باتت أكثر متانة، خاصة في الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب في سيناء".
- 1 يوليو 2015: نتنياهو يقول إن إسرائيل شريكة لمصر ودول كثيرة بمنطقة الشرق الأوسط في مكافحة "الاٍرهاب الإسلامي المتطرف".