تأكيدا على بدء كوارث مصر جراء شح المياه؛ بسبب بدء تخزين المياه أمام سد النهضة الإثيوبي، أعدت حكومة الانقلاب ما أسمتها خطة عاجلة لمواجهة الأزمة خلال موسم الفيضان المقبل. وبحسب صحيفة "المصري اليوم"، كشفت مصادر بوزارة الري "لم تسمها" أن الخطة الحكومية تعتمد على الحد من زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، خاصة زراعات الأرز، مع حظر تصديره نهائيا، فضلا عن الحد من زراعات قصب السكر، وتشجيع التوسع في زراعة البنجر، والحد من زراعات الموز وقصره على الأصناف قليلة الاستهلاك للمياه، والاتجاه للتوسع في زراعة الصوب لترشيد استهلاك مياه الري، وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية. وتستهدف المرحلة الأولى من سد النهضة، تخزين 14 مليار متر مكعب من مياه النيل في بحيرة وراء السد. وتشمل الخطة تخفيض المساحات المقرر زراعتها بالأرز لتصل إلى 700 ألف فدان، بدلا من مليون و100 ألف فدان، بنسبة تخفيض تصل إلى 28%، على أن يتم مضاعفة غرامات الأرز، والتنبيه على الأجهزة التنفيذية بالمحافظات بعدم عرض أي مقترحات تتعلق بتخفيض الغرامات أو مناقشتها خلال جلسات البرلمان؛ باعتبارها ضمن المخالفات التي تهدد الأمن المائي، وتستنزف الموارد المائية لمصر. الاعتماد على مياه الصرف كما تتضمن الخطة تنفيذ برامج عاجلة لإعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصحي والصناعي، لتغطية العجز في الاحتياجات المصرية من المنتجات الزراعية، فضلا عن التوسع في مشروع تطوير الري الحقلي بعد إعادة هيكلته بمعرفة وزارة الزراعة، وضرورة مراجعة منظومة الري المصرية من خلال التوسع في الأنظمة الحديثة للرى لترشيد الاستهلاك، والسيطرة على مشاكل الصرف، وتحسين خواص التربة، ورفع كفاءة استخدام المياه، وتقدير القيمة الاقتصادية للموارد المائية لتحقيق الأمن المائي المصري. تهديد مزارعي الأزر يأتي ذلك فيما كشف التقرير النهائي لموسم زراعات الأرز لهذا العام، عن إن إجمالي المساحات المزروعة بالأرز هذا العام- بالمخالفة للقرارات الوزارية بحكومة الانقلاب التي تفرض التقشف على المواطنين- تقترب من مليون فدان، مشيرا إلى أن مخالفات الأرز تلتهم 5 مليارات متر مكعب من المياه، وتقلل من قدرة الحكومة على توصيل المياه إلى نهايات الترع، وتساهم في ارتفاع معدلات العطش بمختلف المناطق بالمحافظات شمال الدلتا. وهدد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري بحكومة الانقلاب، في تصريحات صحفية، الإثنين، مزارعي الأرز، مشددا على أنه لا تراجع عن تحصيل غرامات مخالفات الأرز هذا العام، مجددا التأكيد بأنه لن تصدر قرارات سياسية عليا بإلغاء هذه الغرامات، ولن تستجيب الوزارة للطلبات الخاصة بالتنازل عن الغرامات، ولن يتم التنازل عن تحصيل الغرامات نتيجة إهدار كميات كبيرة من المياه في زراعته. وأشار «عبد العاطي» إلى أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى يؤيد قرارات تغليظ العقوبات على مخالفات الأرز؛ بذريعة حماية الموارد المائية، وترشيد الاستهلاك، والاعتماد على تراكيب محصولية تكون قليلة الاستهلاك للمياه وذات إنتاجية عالية، مشيرا إلى أن مخالفات الأرز تقلل من قدرة الدولة على ترشيد استهلاك مياه الري، وتوفيرها لخطط التوسع الأفقي بالأراضي الجديدة، كما أن استمرار مخالفات الزراعة أو الري بالمخالفة يهدد تنفيذ خطة الدولة في التوسع الأفقي، كما أنه يزيد من عدم وصول مياه الري إلى نهايات الترع ويفاقم من مشاكل نقص المياه. وطالب «عبد العاطي» المواطنين بتغيير ثقافتهم، والانتقال إلى ثقافة ندرة المياه، وليس وفرتها، وهو السبيل الأهم لمواجهة زيادة الطلب على المياه، وتقليل العجز في تلبية الاحتياجات. وتأتي هذه السياسات التقشفية على خلفية تعرض مصر لشح مائي كبير؛ جراء قرب تخزين المياه أمام سد النهضة الإثيوبي الذي تم تشييد أكثر من 70% منه. في الوقت الذي يقف فيه قائد الانقلاب عاجزا عن مواجهة تعنت إثيوبيا وإصرارها على بناء السيد مهما كانت أضراره على مصر.