في مشهد يعكس حالة الانبطاح من جانب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لتهديدات تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، استقبل السيسي صباح اليوم الخميس وفدا كنسيا برئاسة تواضروس ولفيف من قادة وأساقفة الكنيسة الأرثوذكسية لبحث الأحداث الطائفية الأخيرة التي وقعت بمحافظتي المنيا وبني سويف. ومن أبرز الحضور، الأنبا هيدرا مطران أسوان، والأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها، والأنبا لوكاس أسقف ابنوب والفتح، والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، والأنبا رافاييل الأسقف العام وسكرتير المجمع المقدس، والدكتورة عايدة نصيف، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة والكلية الاكريليكية، وكمال شوقى عضو المجلس الملي بالإسكندرية، والأنبا بيمن أسقف قوص. تهديدات تواضروس وكان تواضروس الثانى، قد هدد يوم الاثنين الماضي سلطات الانقلاب بأن الكنيسة تسيطر حتى الآن على غضب المسيحيين فى الداخل والخارج، لكنها لن تصمد كثيرًا أمام "الغضب"، واعترف خلال استقباله وفدا برلمانيا برئاسة الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس نواب العسكر واللواء سعد الجمال رئيس ائتلاف دعم مصر. وخلال اللقاء أعرب تواضروس عن خشيته من إقرار البرلمان قانونا جديدا ينظم بناء الكنائس تضطر الكنيسة لرفضه، مطالبًا بالشفافية فى إعلان ما يدور داخل مجلس النواب، وسرعة إيجاد حل للفتن الطائفية، لأن الكنيسة لن تقبل سيطرة جهة معينة على بناء الكنائس فى مصر، خاصة أن القانون المعمول به حاليًا يعود لعصر الدولة العثمانية. وتأكيدا على تهديداته يزعم تواضروس: «أنا عن نفسى صبور ومتحمل، لكن أمامى تقرير عن الاعتداءات الطائفية منذ 2013، يفيد بوقوع 37 حادثة فى المنيا فقط بمعدل اعتداء كل شهر، والحوادث التى سمعنا عنها مؤلمة للغاية، ففى المنيا تخرج مجموعات مؤججة بعد صلاة الجمعة وتتجه لحرق بيت، بدعوى أنه كنيسة، وهى ليست جريمة اجتماعية بل اعتداء مقصودا وحين نسمى الأسماء بمسمياتها نبدأ العلاج، وأرجو أن يلفت ذلك نظركم: لماذا غضب الأقباط من الاعتداءات الصغيرة؟». وحسب مراقبين فإن الكنيسة تمارس ابتزازا ملحوظا على نظام السيسي وتعايره بوقوفها معه في انقلاب 30 يونيو حتى إن مقطع فيديو لأحد الكهنة المقيمين في أمريكا يدعى مرقص عزيز مخائيل، عاير السيسي قائلا «نحن من أجلسناك على عرش مصر ولكنك خنتنا.. فأنت أسوأ رئيس في تاريخ مصر». قانون بناء دور العبادة فى المقابل، تعهد سعد الجمال، بإعداد مشروع قانون يغلظ العقوبات المتعلقة بالوحدة الوطنية، لأنها من جرائم أمن الدولة والاعتداء على الوطن، مشيرًا إلى أنه سيقدمه للبرلمان باسم ائتلاف دعم مصر، وأن المجلس يدرس مشروع قانون بناء الكنائس، إضافة إلى إعداد مشروع قانون يجرم التمييز تطبيقًا لأحكام الدستور والقانون. يشار إلى أن الدستور الذي أقرته سلطات الانقلاب يناير 2014 يلزم مجلس النواب بتطبيق المادة 235 منه في أول دور انعقاد له، ومطالبته بإصدار قانون لتنظيم بناء الكنائس وترميمها. هذا وقد تبقى 40 يوما على انتهاء دور الانعقاد الأول لمجلس النواب، والذي من المقرر أن ينتتهي في الثلث الأول من سبتمبر المقبل، وهو ما يستوجب على البرلمان سن قانون بناء دور العبادة، وفق نص دستور الانقلاب وإلى الآن لم يناقش المجلس قانون دور العبادة الموحد حسب خبراء.