شن خبير زراعي،هجومًا حادًا على مسئولي الزراعة في حكومة الانقلاب، مؤكدًا إن الحكومة تتعمد قتل 23 محصولاً زراعيًا عقب السماح بدخول فطر" إفرجوث" إلى مصر. وقال الدكتور محمد فتحى سالم، استاذ أمراض النبات والتكنولوجيا الحيوية – جامعة المنوفية،فى تصريحات بحسب" الأهرام الزراعى" مؤخراً ،كيف تجرؤ الحكومة على تهديد 23 محصولاً مصرياً بالتدمير من "الإرجوت" سريع التكاثروالانتشار، فهو يظل حيًا ونشطًا فى التربة لمدة تتراوح ما بين 8 - 12 عاماً على صورة أجسام حجرية سوداء.
وأضاف، "أن فشلت فرنسا فى مكافحتها على مدى 100 عام، لأنه ينتج ملايين الجراثيم الكونيدية صعبة المقاومة والمكافحة، وأنه يمكنه تدمير زراعة القمح فى مصر خلال عام"، لافتا إلى أن فرنسا فقدت نحو 150 ألفًا من مواطنيها عام 1951 لتناولهم الخبز المصاب بالفطر..
وتابع: هل يعقل أن المسئول الأول عن تحقيق الأمن الغذائى للمصريين، يسعى جاهدًا لتدمير الزراعة المصرية، ويقضى على أهم محصول استيراتيجى؟!، مضيفا، الرأى العام المصرى والعلماء المتخصصون أُصيبوا بخيبة أمل كبيرة بالقرار الأخير للدكتور عصام فايد، وزير الزراعة الحالى رقم 1117 لعام 2016 بشأن السماح بدخول القمح المصاب بفطر الإرجوت Ergot، والذى يسببه الفطر Claviceps purpurea بنسبة إصابة تصل إلى 0.05 % المستورد من دول أوروبا وأمريكا.
وتابع: أن الحكومة تجاهلت قانون الزراعة المصرى رقم 53 لعام 1966 وتعديلاته، والذى يؤكد على تنظيم أعمال الحجر الزراعي ومنع دخول هذا الفطر الممرض الشديد الخطورة على الصحة النباتية والزراعة المصرية وصحة المصريين، وبفضل ذلك فإن مصر حتى الآن خالية تمامًا من هذا الفطر اللعين، والذى يهدد زراعة القمح فى الدول الأوروبية وأمريكا وكندا واستراليا.
وطالب بضرورة مساءلة وزير الزراعة أمام لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، بحضور العلماء المختصين لبحث تداعيات القرار 1117 لعام 2016، على الزراعة المصرية والعواقب الوخيمة من إصابة القمح والشعير والحشائش من العائلة النجيلية فى مصر، والذى يصل عددها الى حوالى 23 نوعا مختلفا كعوائل ثانوية لهذا الفطر القاتل، إضافة إلى توطين الفطر بالتربة المصرية، حيث أن هذا الفطر من الفطريات التابعة للمملكة الفطرية قسم الفطريات الأسكية Ascomycota فصل Sordariomycetes ويتبع رتبة Hypocreales ويتبع عائلة Clavicipitaceae.
وأشار، أن المواطن المصرى يستهلك سنوياً قرابة 186 كيلو جرام من القمح، فى حين أن المواطن الفرنسى يستهلك فقط قرابة 60 كيلو قمح سنويًا بمعنى أخر، نحن فى مصر نستهلك 3 أضعاف إستهلاك المواطن الأوروبي، وبالتالي زيادة التعرض للمشاكل الصحية جراء التغذية على هذا القمح والخبز الملوث بسموم هذا الفطر القاتل، وللعلم لا يوجد فى مصر حاليًا أى برنامج علاجي في وزارة الصحة للتغلب على بداية التسمم بهذا الفطر وسمومه، والتى تبلغ 42 نوعًا من السموم القاتلة، التي تؤدي إلى التشنجات والإضطرابات العصبية والإجهاض المتكرر للحوامل والنزيف المتكرر وبتر الأطراف.
ونوه، أن تطبيق هذا القرار اللعين 1117 لسنة 2016 بالسماح بدخول قمح مصاب بنسبة 0.05% بفطر الإرجوت، يعنى ببساطة السماح بدخول ما يقرب من 5 آلاف كيلو جرام من الأجسام الحجرية كل عام، لأن مصر تستورد سنويًا ما يقرب من 10 ملايين طن قمح، وهذه الكمية الكبيرة من الأجسام الحجرية قادرة على تدمير زراعة القمح فى مصر خلال عام واحد.
كارثة للمصريين
من جانبه، طالب الدكتور محمد نجيب، أستاذ متفرغ بمركز البحوث الزراعية بوقف قرار دخول القمح المصاب بمرض الارجوت إلى مصر، مشيراً إلى أن هذا الفطر القاتل ينتقل مع حبوب القمح على شكل أجسام حجرية قرنفلية مسودة اللون ويتسبب فى خسائر لمحصول القمح تصل إلى 10% بالولايات المتحدة، وتصل إلى 40% بالمكسيك، والمرض يهاجم ويصيب كل من الشعير والشوفان وأكثر من 400 نوع من نباتات العائلة النخلية، وينتشر المرض خلال الموسم بالرياح و7 أنواع من الحشرات جميعها توجد في مصر، كما أن والظروف الملائمة لحدوث المرض متوفرة بمصر ولفترة شهر كامل.
ويتوقع عند حدوث المرض بمصر، أن يعم الدلتا خلال 3-5 سنوات، مشيرًا إلى أنه لم يثبت وجود أصناف مقاومة بفعالية لهذا المرض، كما أن المكافحة الكيميائية غير مجدية بالاضافة إلى تكلفتها وتلوث البيئة، وقد تسبب 4 قلويدات في الأجسام الحجرية للفطر في الأضرار بالجهاز العصبي والدوي، مسببًا إجهاض للحوامل والحيوانات، كما يسبب غرغرينا في الأيدي والأقدام..