كشفت الصحف التركية، اليوم السبت، عن أن أبرز ما أثار غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- خلال تواجده بفندق مرمريس بعد علمه بأن هناك انقلابا عسكريا- هو قول صاحب الفندق له "هل أصطحبكم إلى الجزر اليونانية؟"، حيث كانت هذه هي الجملة التي أشعلت غضب الرئيس التركي؛ رفضا لما قاله صاحب الفندق. ونقلت صحيفة "حرييت" عن مالك الفندق "سركان يازجي" وأحد الأصدقاء المقربين من الرئيس التركي، أن أردوغان سأله: "هل أستطيع أن أذهب عن طريق البحر؟"، فرد عليه قائلا: "إلى دمالان، لكن من الممكن أن تواجهنا دوريات للجيش والقوات البحرية"، فطلب أردوغان خيارا ثانيا، فعرض صاحب الفندق اصطحابه إلى الجزر اليونانية، وهو ما أشعل غضب الرئيس التركي، ورد بالقول: "ماذا أعمل هناك؟ أنا أريد طريقا إلى إسطنبول". وأكد يازجي أن أردوغان بدا غاضبا، لكن بعد ساعة من مقابلته عبر "سي إن إن تورك"، جاء اتصال من وزير الطاقة "بيرات البيراق"، الذي نقل لأردوغان صورة ما يحدث في إسطنبول، حيث خرجت الجماهير حاملة الأعلام، وأجبرت الانقلابيين على ترك بوابة المطار، ما أعاد الابتسامة لأردوغان. وقبل دقائق من وصول الانقلابيين إلى الفندق، بدأت عناصر الحماية تودع بعضها البعض، ومن ثم طلب رئيس الحماية الخاصة بأردوغان منه التعجل بالخروج. وفي سياق متصل، ذكر "يازجي" أن أردوغان قال لأحدهم على الهاتف "إن كانت لديهم دبابات، فنحن لدينا الإيمان والمقاومة، وإن احتاج الأمر سنضحي بأنفسنا"، وبعد إغلاقه الهاتف خاطب أردوغان صاحب الفندق بالقول "سركان، أنت الآن شاهدٌ على هذه اللحظة التاريخية". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع منظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.