اختر أصغر عرفة ببيتك وقم بإغلاق منافذ التهوية كلها، ثم اختر ركنًا مظلمًا واجلس فيه وحيدًا بوضع القرفصاء لعدة ساعات، لك أن تشغل عقلك بلا شىء وعضلاتك بارتخاء قسرياً إن استطعت العيش بهذا الوضع لشهور فقد تحقق فيك اللفظ والمعنى الحقيقي لكلمة "متضامن". في درجة حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية وعنابر ضيقة تتكدس بعشرات المعتقلين لا تحتوي على مياه أو كهرباء أو منافذ تهوية جاء قرار إدارة سجن برج العرب أول أمس بمنع دخول الأدوية والمراوح لعنابر السسياسين، في الوقت الذي سمحت فيه لأهالي الجنائيين بإدخال عدد من المراوح لذويهم بالداخل. شقيقة المعتقل أحمد دبور تصف لنا معاناة المعتقلين بسجن برج العرب قائلة: أخي تعرض للإغماء مرتين أول أمس "الاثنين" بسبب درجة الحرارة المرتفعة، وتم نقله للمستشفى بسبب عدم القدرة على التنفس ومنع أدوية الربو عنه، كما أنه حرم من أداء امتحانه في أول مادة بسبب احتجازه في المستشفى. وتضيف: إحنا بره بنموت من الحر فكيف يعيش أخي ومن معه؟! قاعدين في مكان متر × متر ونص، المكان خرساني بيحتفظ بالحرارة، يعيشون بزنزانة قذرة في عنبر الإعدام بسجن المنصوره بقضية مفبركة.. في زنزانة لا تسع إلا 20 شخصا فيها أكثر من 40 شخصا، لا تحتوى علي مقومات إنسانية. وأضافت "المعتقلين بيموتوا فعلياً من الحر والأزمات الصدرية، وأهالي كتير منهم عادوا لمنازلهم بالمراوح، بعدما رفض أمين شرطة دخول الأهالي بها، وأخذ من أهالي سجناء الحبس الجنائي المراوح، قائلاً لهم نصا: السياسي ممنوع دخول مراوح ! وتابعت أن المعتقلين بالداخل بيقسموا بعض ورديات عشان يهووا على بعض، ويقدروا يتنفسوا وبردو حالات الإغماء طول النهار والليل". وأشارت إلى ما حدث لأحد المعتقلين بسجن برج العرب وهو محمود عبدالعزيز من حوش عيسى، الذي تجاوز الخمسين؛ حيث تعمدت إدارة السجن وقوفهم في الشمس لأكثر من 4 ساعات، وبعد الزيارة بسويعات فوجئ المعتقلون بسقوط "عمو محمود" متوفيا. لا إنسانية الأزمة لا تقتصر على نزلاء هذا السجن وحده؛ بل تمتد لتشمل كافة سجون وأقسام الشرطة في مصر، التي لا تمت للإنسانية بأدنى علاقة. ويوضح أحد المعتقلين المفرج عنهم يدعى "ع . خ" معاناة السجناء في الحر قائلا: "في الصيف الماضي مصلحة السجون كانت صادرت المراوح من مارس، ومنعت إدارة سجن برج العرب دخولها وكنا بنموت من الحر، الواحد كان عايش أغسطس ده كأنه في أتوبيس مليان بني ادمين من غير شباك مفتوح طول النهار والليل. ويروي أحد الشباب "طالب ثانوي" معاناة المعتقلين مع الزحام داخل أقسام الشرطة، وكان محتجزا في قسم المنتزه بالإسكندرية، قائلا: "احنا كنا بنقف في دورة المياه وننام فيها ونأكل لدرجة أن أحدهم كان يريد استعمال الحمام فيطلب منا أن نستدير بوجوهنا حتى ينتهي.. المعاملة قذرة.. والإهانة لا تتوقف، أما عن أمناء الشرطة و الضباط فهم لا يكفون عن سب الأديان والتهكم بأحكام الشرع". ومن جانبهم دشن عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة لوقاية المعتقلين تشمل نصائح وتعليمات لتخفيف وطأه الحر عن المعتقلين، وحمايتهم من الأمراض المرتبطة بالحر والزحام، وننشر بعضها باللغة نفسها التي كتبت بها: • اقتناء مرهم "بنزنيل"، أو "يوراكس"، وأدوية أخرى للهرش، فيه أنواع مختلفة: أقراص وغسول ومراهم. • صابونة الكبريت وسيلة ممتازة للوقاية من امراض الجلد بصفة عامة ، متوفرة في الصيدليات بانواع ونسب تركيز مختلفة. ومن المهم غسل الجسم كله بيها (ماعدا الوجه والراس) مع دعكه بالليف الفلاحي، مش الليف الناعم الراقي. • من أخطر أسباب انتشار الجرب أن السجين يغتسل بالصابونة من غير ليفة أو يستخدم ليفة ناعمة. جرثومة الجرب عندها قابلية الكمون في عمق مسام الجلد فلازم تتدعك كويس بليفة خشنة عشان رغوة صابونة الكبريت تتخلل المسام وتوصلها. • مهم تغيير الليفة نفسها على الأقل مرة أو مرتين شهريا، وطبعا مهم الاستحمام يبقى يوميا في الحر. • كتير من السجناء الغلابة بيستحموا يوميا بس مش بيغيروا هدومهم إلا كل 3 أيام مثلا عشان الغسيل صعب، ده غلط جدا، مهم تغيير الهدوم خاصة الداخلية، وكمان تغيير ملاية الفرش. • استخدام ديتول سائل وبخاخات بلاستيك ورش الفرش بيه، تهوية الفرش وإخراجه في الشمس في أثناء التريض وتعريض الجسم للشمس برده.