حالة من الغموض تسيطر على المشهد السياسي داخل أروقة الانقلاب العسكري فى ظل تصاعد الأصوات التى تمهد للإطاحة بعبدالفتاح السيسي من أجل إنقاذ المشهد المتردي وإيجاد مخرج عاجل من تلك الحالة المأساوية التى وصلت إليها الدولة بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على السلطة، بعدما بات بقاء الجنرال يمثل تهديدًا حقيقيًّا لمساعي الخروج من عنق الزجاجة. الإعلامي المثير للجدل عمرو أديب اعترف أن هناك مخططًا الآن من أجل الإطاحة بالسيسي من المشهد فى ظل تفاقم الأزمات الطاحنة التى تحاصر قائد الانقلاب بشكل مباشر وعلى رأسها سقوط الطائرة الروسية، وارتفاع الدولار لمعدلات تاريخية، ومقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، التى تهدف إلى تقويض الجنرال وتصدير حالة العجز التى سيطرت على أدائه لتكون المحصلة إقصاء من المشهد. وأوضح أديب عبر برنامج " القاهرة اليوم" على فضائية "اليوم"- مساء الأحد أن المشهد السياسي المسيطر على مصر الآن أشبه بلعبة "الشطرنج" والتى يدفع فيها كل طرف بكافة أوراقه من أجل حسم المعركة عبر تبادل الحركات على نحو يصيب المنافس بالشلل، معتبرًا أن مخطط ترحيل السيسي من السلطة لن يمر عبر بوابة الحراك الشعبي وإن من خلال ممارسات خانقة تنتهي إلى سقوط فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وزعم وجود مخطط للإطاحة بالسيسى عقب استيلاءه على حكم مصر بعد ثلاثة أو أربعة أشهر إلا أنه نجح فى الصمود لمدة عامين وهو ما دفع إلى تعديل الخطة ليتم الإطاحة به عقب الفترة الرئاسية الاولى، حتى يصل قائد الانقلاب إلى محطة الانتخابات فى عام 2018 محاصرًا بأزمات الدولار والإرهاب وعدم الاستقرار. وشدد الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية على أن من حق كل مصري أن يطالب بحكم البلاد طالما توافرت فيه الصفات، إلا أنه مع بدأ العد التنازلى فى التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة ستظهر فجأة شخصية مثل "البرادعى الجديد"، فى محاولة لخطف الأضواء عبر لعبة قانونية وشرعية لا علاقة لها بالمؤامرات، وهو ما يحاول أيضا حمدين صباحى استغلاله من خلال مبادرة "البديل". واختتم أديب أن هناك من قرر أن يستغل الوضع لكى يرحل عبدالفتاح السيسى عن طريق استخدام الديمقراطية، ومع صعوبة الاقتناع بطرح حمدين صباحى كبديل للسيسى، إلا أن المخطط الأقرب إلى الواقع أن تتحول مصر إلى الحكم المدني "العلماني"، ولا يوجد أفضل من المواقف الصعبة والحادة والحرجة لاستغلالها وهذه اللعبة المتاحة هى حق للجميع.