أبدت أذرع السيسي الإعلامية انزعاجها من الخطاب الفخ الذى أطل به قائد الانقلاب بوجهه القبيح على الشعب المِصْري على خلفية فنكوش تدشين مبادرة التنمية المستدامة لمصر 2030، والذى تضمن عددًا من المفخخات التى لا يدرك الجنرال الفاشل تبعاتها على الصعيدين المحلي والدولي، فضلا عن ما تضمنه من عبارات كوميدية أثارت سخرية العالم. الإعلامي المثير للجدل يوسف الحسيني حاول الخروج عن نص الشئون المعنوية اعتراضا على فجاجة الخطاب وفحواه الفاشية التى تكرس لديكتاتورية مكتمل الأركان، معتبرًا أن توجيه قائد الانقلاب لمجلس نواب الدم بالموافقة على تشكيل الحكومة الحالية وعدم اعتراض عليها يجسد توغل السلطة السياسية على التشريعية.. وهو أمر لا يليق تحت أى مسمى. وأضاف الحسيني –عبر برنامجه "السادة المحترمون" على فضائية "أون تي في"- مساء الأربعاء: "مش من حق السيسي يوجه هذه الرسالة للبرلمان تحت أي ظرف من الظروف، أنا آسف ما يصحش كده، سياسيا لا يليق، ودستوريا لا يليق"، مضيفا: "البرلمان يقبل أو يرفض هو حر، فهو سلطة تشريعية منتخبة، والرئيس ابتعد عن هذه الأمور في خطابه أمام المجلس على الإطلاق، فهو رأس سلطة سياسية في البلاد، والحكومة سلطة تنفيذية، والبرلمان سلطة تشريعية وكفى". واعتبر الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية: "في الحالة اللي إحنا فيها، نصف البرلمان هياخد كلمة السيسي كأنها تعليمات، وتصبح كأنها حالة وصاية من الرئيس على البرلمان، وهذا يأخذ البلد على هوة تجرها إلى الجحيم، الرئيس ظهر منحازا للحكومة لأنه هو اللي جايبها ومن ثم هو احنا عملنا البرلمان ليه طيب". وانتقد تصريحات قائد الانقلاب "أن أعرف الحكومة أكثر منكم، أنا بقعد معاهم كل يوم، وعارف خطتهم إيه للمستقبل"، موضحا: "الحكومة تقول ما يرضيك فقط، وتقدم لك فروض الولاء والطاعة، وربما تكون بتضرب لك تقارير، لكن التطبيق على أرض الواقع مختلف تماما". وأردف: "المواطن يعرف الحكومة أكثر من أي رئيس جمهورية؛ لأن المواطن هو النبض الحقيقي، وهو من يعرف أنه لا يوجد زيت وأرز وسكر، وهو فقط من يشعر بالألم"، منتقدا مزاعم السيسي بأن عدم إقرار حكومة شريف إسماعيل يضع البلاد فى دوامات. وأعرب الحسيني عن استيائه من وصاية السيسي على الشعب على وقع مطالبه للمصريين "ما تسمعوش غير كلامي أنا بس"، مضيفا: "أنا أتحفظ على كلامك، يعني إيه ما تسمعوش كلام حد غيري، لا دا إحنا نسمع كلام حضرتك، وكلام الخبراء، وكل كلام بتقوله الناس، فإن وجدنا لديهم ما هو أكثر صوابا مما تقول، والله لأبرزناه، ونقول لسيادتك إنك على خطأ". وأشار إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب الخليفة الثاني والفاروق لم يجرأ على أن يقول للأمة مثل تلك العبارة، بل وقف ليخطب يوما عن المهور ووقفت امرأة من أجل تصويب ما وقع فيه من خطأ ليقر بهذا الخطأ ويعتذر عنه على رءوس الأشهاد، ولم يقف غاضبا ليصرخ "اسمعوني أنا وبس" وإحنا هنسمع اللى بيفهم".