وصلت الحالة الاقتصادية وتأثيرها على نفوس المواطنين في ظل فشل الانقلاب، لانتحار طفل مصري، صباح اليوم الإثنين، شنقًا بربط عنقه بحبل وتعليق نفسه بسقف غرفته، في منزله شرق القاهرة، إثر خلاف مع والده بسبب 5 جنيهات. وتلقى قسم ثاني شبرا الخيمة، بلاغًا من مستشفى المطرية عن وصول أحمد. م.ف.ج (13 عاماً) جثة هامدة، وهو طالب بالصف الأول الإعدادي، ومقيم بعزبة ناصر، مشيرًا إلى حفظ الجثة في مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه مصر بسبب انهيار الحالة الاقتصادية وارتفاع معدل البطالة تحت حكم الانقلاب لانتحار 131 شخصًا منذ الانقلاب العسكري بسبب الفقر.
وأفادت التحقيقات الأمنية بوجود آثار احمرار حول الرقبة دون إصابات ظاهرية أخرى، وأوضح الوالد مطيع. ف.ج" (38 عاماً)، بأن نجله شنق نفسه مستخدمًا رباط الحذاء وتعليقه بسقف الحجرة، بعد معاقبته لأنه أخذ منه مبلغ 5 جنيهات بدون علمه.
وتعاني الأسر المصرية من موجات غلاء غير مسبوقة، فاقمت من الأزمات الأسرية. وتشهد مصر تصاعد أعداد المنتحرين لأسباب تتنوع بين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لا سيما مع ازدياد الفقر والبطالة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت تقريرًا بعنوان "منع الانتحار.. ضرورة عالمية"، أكدت فيه احتلال مصر المرتبة 96 عالميًا، و11 عربيًا، بنسبة 1.7 حالة في كل 100 ألف.
وسجل المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة وقوع 2355 حالة انتحار بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و23 عامًا، طبقًا للإحصاءات الرسمية. في حين رصد جهاز التعبئة والإحصاء 18 ألف محاولة انتحار، منها 3 آلاف لمن هم أقل من 40 عامًا. وبلغ المعدل السنوي خمس محاولات من أصل ألف شخص.
وجاءت الفئة العمرية الأكثر إقبالاً على الانتحار ما بين 15 و25 عامًا، وتبلغ نسبتهم 66.6 في المائة من إجمالي عدد المنتحرين في كل الفئات. وتأتي بعد ذلك نسبة المنتحرين من المرحلة العمرية ما بين 25 و40 عامًا وأغلبهم من الرجال ولظروف اقتصادية. وبلغت نسبة المنتحرين للفئة العمرية من 7 إلى 15 عامًا 5.21 في المائة من إجمالي المنتحرين في مصر، وكانت البنات المنتحرات في هذه المرحلة ثلاثة أمثال الفتيان، وذلك مع استمرار الانقلاب العسكري وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.