أعلن المعتقلون في مقبرة العقرب إضرابهم عن الطعام احتجاجًا على سوء المعاملة وتردي أوضاعهم داخل السجن، فى خطوة تأتي اعتراضًا على التعذيب ورفض دخول المتعلقات الشخصية، فضلاً عن الاعتداء على ذوي المعتقلين وعدم سماح إدارة السجن إلا بالقليل من الزيارات رغم العدد الكبير من المسجونين داخل لمعتقل سيئ السمعة. قناة "مكلمين" رصدت في تقرير لها الوضع المأساوي داخل السجن شديد الحراسة، مشيرة إلى أن هذا الإضراب ليس هو الأول من نوعه؛ حيث أضرب العشرات خلال العام الماضي عن الطعام اعتراضًا على الأوضاع الإنسانية السيئة داخل العقرب، وبات واضحًا للعيان أن الأوضاع داخل العقرب متردية للغاية؛ بتعذيب ممنهج للمعتقلين وانتهاكات جسدية وحشية، والحبس الانفرادي لفترات طويلة دون أسباب، والحرمان من الدواء والعلاج، حتى وصل عدد من ارتقى شهيدًا داخل سجون العسكر منذ الانقلاب قرابة 300 سجين.
ولفت التقرير إلى أن زيارة وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى سجن العقرب فى وقت سابق من العام المنصرم، بعد سيل من شكاوي أهل المعتقلين ووسط رفض من نزلاء "جوانتانامو مصر" مقابلة ممثلو المجلس، أكملت المسرحية الهزلية ومنحت الانقلاب صك البراءة مروجة لمزاعم أن المقبرة سيئة السمعة أقرب إلى منتجع شديد الرفاهية.
وأوضح أن الأوضاع ازدادت سوءًا في أعقاب تقديم المجلس الحقوقي المعين من قبل العسكر تقريرًا مكذوبًا بأن الأوضاع داخل العقرب جيدة على عكس الواقع المأساوي تمامًا، متجاهلةً الأجساد الهزيلة والوجوه الشاحبة التي أحالت نزلاء السجن شديد الحراسة إلى أشباح، وخروج قائمة طويلة من الأحرار من عنابر الموت إلى مثواهم الأخير، على رأسهم فريد إسماعيل وعصام دربالة وغيرهما كثير.
وتابع: "تتجسد شكاوى أسر المعتقلين من لائحة طويلة من الانتهاكات الفاشية والتضييق داخل العقرب، في منع دخول الأدوية والحرمان من العلاج وغلق الزيارات ومنع دخول الأطعمة وإلغاء الزيارات الأسبوعية والاستثنائية الخاصة بالعطلات الرسمية والأعياد، وتقصير مدة الزيارة لما يقرب من 3 دقائق فقط، وجعل الزيارة من خلف حائل زجاجي ومنع ذوي السجناء من التواصل المباشر أو المصافحة، بل ومنعها نهائيًّا على فترات متباعدة".
واختتم التقرير بالتأكيد على أن العقرب يجسد نموذجًا مصغرًا من المشهد العام لسجون ما بعد الانقلاب، ويبقى السؤال بعد إطلاق المعتقلين صرخة الإضراب عن الطعام فى 11 فبراير الجاري، هل يمكن أن تؤدي الخطوة إلى نتيجة ملموسة أو تحرك المياه الراكدة مع ميليشيات اعتادت التعذيب والتصفية الجسدية واحترفت القتل البطيء، وأمنت الإفلات من العقاب؟