مع تزايد الهجمات الجوية البربرية من قبل روسيا على الشعب السوري لدعم نظام بشار، والتي يروح ضحيتها العشرات كل يوم منذ بدء الهجمات الروسية في سبتمبر الماضي، حتى وصل عدد الشهداء لأكثر من 300 ألف شهيد على مدار 4 أعوام من الثورة السورية وملايين المصابين والمهجرين، حتى أن كلا من فرنساوتركيا وصفتا الضربات الجوية الروسية في سوريا بأنها "جرائم حرب صريحة تنتهك القانون الدولي". وقال تقرير للأمم المتحدة أمس الاثنين: إنه قتل نحو 50 مدنيًّا، بينهم أطفال، إضافة إلى العديد من الجرحى في 5 مؤسسات طبية "على الأقل" ومدرستين في حلب وإدلب شمالي سوريا. واتفقت قوى دولية، الخميس الماضي، في ميونيخ على العمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ووقف "الأعمال العدائية" خلال أسبوع، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدات السورية المحاصرة، إلا أن بشار قال في أول تعليق له إن اتفاقًا كهذا لا يعني أن جميع الأطراف ستلقي السلاح، يؤكد بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا): أن هناك صعوبة في وقف إطلاق النار بزعم صعوبة معرفة أين تختئ قوات داعش وكيف سيتم محاربتها. وأدانت الخارجية التركية، الضربات الجوية الروسية في سوريا، واصفة إياها بأنها "جرائم حرب صريحة تنتهك القانون الدولي"، مشيرة إلى أن مجموعة دعم سوريا قررت في اجتماعها بتاريخ 11 فبراير، وقف الاشتباكات في سوريا. وقالت: "للأسف روسيا بعد هذا القرار زادت من ضرباتها الجوية في سوريا، مستهدفة المدنيين والمدارس، وكل هذا على مرأى من الجميع". وقالت: إن قصف الطائرات الروسية بالقنابل والصواريخ خلال ال24 ساعة الماضية تسبب في تدمير مدرستين ومستشفى في إعزاز بريف محافظة حلب (شمالي سوريا)، ومستشفى تابع لأطباء بلاحدود في معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب (شمال)، وقتل أكثر من 30 مدنياً أكثرهم من النساء والأطفال، وجرح أكثر من 100 شخص. وفي معرة النعمان بمحافظة إدلب أصيب مستشفى تديره منظمة "أطباء بلا حدود" وتحول إلى ركام. وقالت المنظمة: إن 7 أشخاص قتلوا وفقد 8 آخرين، فيما وصفته بأنه "هجوم متعمد". وقال رئيس المنظمة في فرنسا ميغو ترزيان "إما الحكومة السورية أو روسيا مسؤولة عن القصف". في هذه الأثناء أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الكردية تمكنت، أمس الاثنين، من السيطرة على مدينة تل رفعت في محافظة حلب شمالي سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا. وأوضح المرصد أن "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي تحالف من مقاتلين كرد وعرب، سيطرت مساء الإثنين على مدينة تل رفعت التي كانت حتى الآن بأيدي الفصائل المقاتلة والإسلامية. وتمكنت القوات الكردية من السيطرة على المدينة الاستراتيجية بأكملها، على الرغم من القصف التركي الذي كانت تحاول من خلاله أنقرة وقف زحف المهاجمين. ومنذ أيام عديدة والمقاتلون الأكراد يضيقون الخناق على تل رفعت التي تعتبر أحد آخر معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب. ويمثل هذا الانتصار العسكري نكسة جديدة للفصائل المعارضة التي مُنيت بهزائم متتالية منذ شنت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي هجومًا واسع النطاق على المناطق الواقعة تحت سيطرتها.