أكد د. مصعب الشاعر، أحد مصابى ثورة يناير، أن الثورة المصرية لم تقم من أجل خلافات سياسية، ولكن من أجل حياة كريمة، وأن الجيل الحالى من الشباب أعطى الأمل لمصر، وأن اليوم الذى يجد فيه المريض العلاج، والفقير لقمة العيش، ويتم فيه محاكمة من تسبب في تعري إحدى الفتيات هو يوم نجاح الثورة. وأضاف الشاعر، فى حواره مع برنامج "آخر النهار" على فضائية "النهار"، أن التمسك بالأمل هو الذي جعله يعود مرة أخرى للحياة، وأنه فى كل مرة كان يدخل فيها غرفة العمليات كان يتخيل الضابط الذي ضربه، ويتذكر وجهه أمامه، وأنه أعطى أوصافه للنيابة، مضيفًا أن القضية عليها علامات استفهام، وأن الطريق ما زال ملوثًا؛ لأن من حقق معي ضابط أمن مركزي سابق، فتكون "جريمة قتل واضحة ولا تساعد فيها النيابة". واستنكر الشاعر عدم فتح تحقيق في قضايا قتل الشهداء، حيث قال: "بعد سنة ونصف لم يفتحوا تحقيقًا في قضايا القتل.. أمن الدولة رجع تاني بمسمى جديد احترموا عقلية المواطن المصري ..اعمل تحقيقًا في أمن الدولة وطلعلي الضباط اللي عذبوا المعتقلين". وتابع "أي أوراق محتاجها القضاء، وإحنا أجسامنا الأوراق، وعيون أحمد حرارة الأوراق، ومخ قتيل خرج من رأسه على الأرض هى الأوراق، كل معاوني هتلر تم محاكمتهم بتهمة قتل الشعب، ونحن أعطينا كل المتهمين البراءة". واسترجع الشاعر الأسباب التى دفعته للمشاركة فى الثورة قائلًا: "كنت أؤدي عملي بمستشفى برج الأطباء بالمهندسين، وكنت رجلًا عاديًّا، معنديش مشاكل اقتصادية، ولكن لما بدأت أنزل واشتغل شفت ناس بتموت مش لاقية سرير في مستشفى، ولو توفر السرير هيعيش، هل تتخيل إنسانًا يفقد أبوه أو أمه لمجرد مفيش سرير، والعلاج بسيط جدًا.. تخيل الطوارئ يقولك معنديش سرير، الاستهتار بحياة البشر موجود، معنديش إمكانية أعالج الناس الحل إيه؟ هل أزوغ وأمشي ولا أراعي ضميري". وذكر الشاعر قصة الشاب الذي التقى به ويبلغ من العمر 24 عامًا، وكان يبيع كليته هو وخطيبته مقابل 4000 جنيه لكل منهما؛ حتى يبنيا أسرة ويتزوجا، مؤكدًا أن الثورة ما زالت مستمرة، ودم من استشهد وأصيب لن يذهب هدرًا، ويجب أن يكون عند الشعب أمل. وقال الشاعر: "إنه يتذكر كل مرة كان يدخل غرفة العمليات شكل الضابط الذي ضربه، وكيف هو يعيش حياته الآن بشكل طبيعي، بل وحصل جميع الضباط على البراءة، مضيفًا "القضية فيها علامات استفهام؛ لأن من حقق معنا ضباط أمن مركزي سابقين، يعملون في النيابة، وقادرين على إخفاء الأدلة". وتابع "أنا قدرت أرجع لمكان الجريمة، لكن كل ضابط ساكت على صحبه اللي قتل هو كمان مجرم، ومش هيقدر يرجع لمكان جريمته لأنه مجرم، أنا شاهد عيان على المذبحة اللي حصلت على كوبري قصر النيل". وقال الشاعر: إنه كانت لديه فرصة بضع ثوان للهرب؛ ولكنه اختار الجنة بصدق، وشاءت إرادة الله أن تصيب طلقات الخرطوش يده، وكأن صوتًا بداخله أمره أن يضع يده على رأسه، فأصابت كل طلقات الخرطوش يده، ولم تأت ولا واحدة في مخه". وذكر الشاعر أن هناك عربة للأمن المركزي رجعت للوراء؛ لكي تدوس على رأسه، لكنها وقفت فجأة فوق دماغه كأن ملك من عند الله أوقفها"، لافتًا إلى أن فقد 60 بالمائة من وظيفة يده وربما لن يستطيع العودة إلى عمله، ولكن لو كان هذا ثمن حرية مصر فإنه بسيط. وتعجب الشاعر من حملة التخوين التى يطلقها البعض على الفضائيات قائلًا "بقت خناقة سهلة جدًّا على الفضائيات، الكل بيتكلم عن الثورة، بقت تأليس، ومجموعة تتكلم على مجموعة، متسائلًا: مين ما اتشوهش في مصر واتقال عليه خاين؟ أنا مذهول من اللي بيحصل في مصر، في حالة صدمة، مفيش عدل، والمصابون مش لاقيين ياكلوا ولا يتعالجوا." وكشف الشاعر أن هناك إعلاميًّا شهيرًا يمتلك سيارة "بي أم دبليو" سوداء، كانت الناس أثناء الثورة تستنجد به على كوبري قصر النيل لنقل المصابين لأقرب مستشفي، فكان يبصق على المتظاهرين، وتركهم وهرب، وهو الآن يمارس عمله ويتحدث عن الثورة وأنه من مؤيديها.