وسط صمت العالم الإسلامي، وتواطؤ المجتمع الدولي على تعذيب السوريين وقتلهم وعمليات التهجير التي تتم تجاههم لاحتلال سوريا حفاظًا على أمن الكيان الصهيوني، وتنفيذًا للمخطط الشيعي في المنطقة، فرًّ آلاف المدنيين السوريين إلى الحدود التركية في مشهد إنساني يثير الأسى، حاملين فوق رءوسهم وأكتافهم صررًا وأكياسًا بها متاع قليل هو ما تبقى لديهم. وأظهرت الصور التي امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بها، حالات التهجير والدمار التي وصل لها الشعب السوري، وكأن لسان حالهم يقول "أين ذلك العالم الصامت؟"، "أين اختفى المسلمون؟". وفي فيديو بثه ناشطون على الإنترنت يمكن مشاهدة مئات من الأشخاص بينهم الكثير من الأطفال يتجهون إلى مركز حدودي تركي. يحمل بعضهم على الظهر أكياس بلاستيك وآخرون بدا أنهم لا يملكون شيئا. وصرخ رجل غاضبا "أين أنتم؟ أين أنتم يا مسلمون؟" في إشارة إلى الدول التي تدعم المعارضة السورية. وعلِق 20 ألف سوري منذ أمس الجمعة بشمال سوريا قرب الحدود التركية بعد فرارهم من محافظة حلب، ما يرفع عدد الفارين إلى 40 ألف مدني سوري، حيث تشن قوات النظام هجوماً واسعاً، ما فاقم المأساة الإنسانية للنزاع الذي كان موضع مشاورات جديدة في مجلس الأمن الدولي. في غضون ذلك، قالت ليندا توم -المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية-: "إن نحو 20 ألف شخص تجمعوا في مستوى المعبر الحدودي باب السلامة وما بين 5 آلاف و10 آلاف تم نقلهم إلى مدينة أعزاز" غير بعيد من هذا المعبر المغلق. من جانبها، أعلنت تركيا تأهّبًا عسكريًّا وأمنيًّا على الحدود إلى جانب استنفار تام لرئاسة إدارة الكوارث والآفات التابعة لرئاسة الوزراء، التي أعلنت عن وضع خطة تنظيم لجوء النازحين من مناطق في حلب نحو الحدود السورية التركية جراء القصف الروسي. وقدرت مصادر رسمية تركية عدد النازحين السوريين من مناطق في حلب نحو الحدود السورية التركية جراء القصف بأكثر من 70 ألف شخص. يذكر أنه تحت غطاء الغارات الجوية الروسية التي قاربت الألف غارة منذ الاثنين، استعادت مليشيات بشار الأسد بلدتين جديدتين هما رتيان وماير القريبتين من بلدتي نبل والزهراء اللتين استعادهما الجيش الخميس. وهو ما يضيق الخناق أكثر حول مدينة حلب التي يسيطر النظام على غربها ومسلحي المعارضة على شرقها. لكن المعارضة استعادت نصف رتيان إثر معارك عنيفة أوقعت نحو 60 قتيلا في كل جانب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفر 40 ألف شخص على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ الاثنين من بلدات ريف حلب الشمالي، حيث تواصل قوات النظام هجوماً واسعاً بدأته الاثنين بغطاء جوي روسي".