تواصلت جرائم العسكر بحق الأحرار داخل المعتقلات فى ظل الممارسات الفاشية التى تنتهجها مليشيات الداخلية في محاولة بائسة لكسر صمود مناهضي الانقلاب خلف زنازين "مقبرة طره"، عبر الحرمان من العلاج ومنع الأدوية ورفض دخول الملابس الثقيلة أو الأغطية، فضلا عن ظروف الاعتقال غير الأدمية، ضمن مخطط قتل رموز الثورة عبر الاهمال الطبي والموت البطيء. وفى تلك الأجواء الفاشية، كان مرض السرطان أكثر رحمة بالمعتقل أشرف حسن شلتوت، بعد أن وضع حدا لمعاناته داخل معتقل طره، ليرتقي شهيدا بعد معركة طويلة مع المرض كابد خلالها آلام الاعتقال والحرمان من العلاج وجريمة الاهمال الطبي ل"شبيحة" العسكر. وتوفي صباح اليوم الخميس، حسن شلتوت داخل مستشفى سجن طره بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بمرض السرطان، فى ظل رفض إدارة السجن نقله لاستكمال العلاج اللازم فى معهد الآورام، وإلقائه لمواجهة الموت البطيء داخل مستشفى السجن غير المجهزة لاستقبال تلك الحالات الحرجة. وكانت مليشيات الانقلاب قد اعتقلت شلتوت قبل نحو عام على خلفية اتهامات مفلقة، دون مراعاة لظروفه الصحية، وتم إيداعه سجن بورسعيد العمومي ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، وأجبر إدارة معتقل المدينة الساحلية على نقلته إلى مستشفى السجن بورسعيد، ومن ثم تم تحويله إلى مستشفى الأميري لإجراء التحاليل والفحوصات. وأشارت التقارير الطبية الصادرة من مستشفى الأميري إلى ضرورة نقله الفوري إلى معهد الأورام لتلقي العلاج فى ظل تأخر حالته الصحية، إلا أن سلطات العسكر قررت إيداعه مستشفى "سجن طره" والاكتفاء بمراقبته يكابد الموت البطيء. ولم تلتفت إدارة السجن ومجلس السيسي لحقوق الإنسان إلى دعوات أسرة شلتوت والمؤسسات الحقوقية للإفراج الصحي عنه حتى يخضع للعلاج اللازم لإنقاذ حياته، وأصدرت عليه حكمًا بالموت البطيء عبر جريمة القتل الطبي المتعمد.