أعلن الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجامعة بصدد إنشاء آلية للإسهام فى استرداد الأموال العربية المنهوبة، داعيا فى الوقت ذاته إلى إنشاء مركز عربى للأبحاث النووية، على غرار مركز أبحاث سيرن فى سويسرا الذى تسهم به الدول الأوروبية كلها. واقترح العربى - فى الجلسة الافتتاحية للدورة ال90 للمجلس الاقتصادىوالاجتماعى - إنشاء مشروع عربى عملاق للطاقة المتجددة ولطاقة الرياح. وأشار إلى أنه شارك منذ يومين فى اجتماع عقد فى العاصمة القطرية الدوحة بشأن استرداد الأموال العربية المنهوبة. وأكد أن انعقاد هذه الدورة يأتى فى الوقت الذى شهدت فيه المنطقة كثيرا منالتطورات، تستوجب من الجميع التعامل مع التحديات خاصة الفقر والإقصاء والتهميش وضعف مشاركة الشباب والمرأة كشركاء أساسيين فى عملية. وشدد على حتمية تطوير الجامعة العربية، لافتا إلى أن هناك هوة كبيرة بين ماحققته الجامعة العربية ومنظومة العمل العربى بأكملها وبين طموحات الشعوب العربية،لأن ميثاق الجامعة العربية يعكس روح عهد عصبة الأمم، حيث وضع ميثاقها قبل ميثاقالأممالمتحدة. وأشار العربى إلى أن مجلس الجامعة العربية شكل لجنة برئاسة وزير الخارجيةالجزائرى الأسبق الأخضر الإبراهيمى لتقدير تقرير كامل فى القمة العربية القادمةفى الدوحة فى مارس القادم. ونوه بأن العمل متواصل لتطوير الهيكل الداخلى للأمانة العامة للجامعة العربيةلتتلاءم مع المهام المطلوبة منها. وأكد أن عدم تنفيذ القرارات أكبر التحديات التى تؤثر على صداقية العملالعربى، مشددا على ضرورة تنفيذ القرارات العربية السابقة، مشيرا إلى أن الجامعةقدمت للاجتماع تقريرا عن تنفيذ قرارات قمتى الكويت وشرم الشيخ، والتى لم تنفذ فى الأغلب بسبب التمويل. . وقال: "إن مشروعات النقل البحرى وتعزيز مشاريع الربط الكهربائى ضرورة لتحقيقتنمية واقتصادية عربية". من جانبه، دعا أحمد الكوشلى، وزير الاقتصاد الليبى رئيس الدورة ال90 للمجلسالاقتصادى والاجتماعى، إلى عقد دورة استثنائية لمراجعة القوانين المشجعة للاستثمار بينالدول العربية التى أبرمت عام 1980 لبحث إدخال تعديلات عليها تتلائم مع التغييراتالتى طرأت على واقع الاستثمار فى العالم العربى. وقال الكوشلى - فى الجلسة الافتتاحية للمجلس: "إن تحسين مناخ الاستثمار فىالمنطقة يتطلب القيام بهذه الإصلاحات فى الاتفاقية خاصة من الجوانب التشريعية". ودعا إلى تعديل النظام الأساسى لمحكمة الاستثمار العربية، مشيرا إلى أن هذهالدورة تعقد والعالم العربى يشهد العديد من التحولات الاقتصادية والسياسيةوالاجتماعية ومنها ليبيا، والتى نأمل أن تؤدى إلى مشاركة أوسع للمواطن العربى فىإطار من الحرية وظروف عمل أفضل، وانتهاء التهميش. وأضاف، "أن قلوبنا تتجه إلى ما يحدث في سوريا، ونبارك مجهودات المبعوث العربى الأمم المشترك الأخضر الإبراهيمى، متمنين له أن تكلل الجهود بالتوفيق والنجاح وأنيحفظ بلدنا سوريا". ونوه بأن التحضير جار للقمة الاقتصادية التنموية الاجتماعية الثالثة المقررعقدها فى السعودية فى يناير القادم، والتى يأتى انعقادها بعد تفجر ثورات الربيعالعربى. معربا عن التطلع إلى أن تنطلق منها مبادرات مهمة لإنشاء مشاريع اقتصاديةواجتماعية مهمة، وترتقى مع آمال شبابهم. وأوضح الكوشلى أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن العديد من الموضوعات أهمها منطقةالتجارة العربية الحرة تلك المنطقة التى ستوصلنا إلى إنشاء السوق العربية المشتركةمهما طال الزمن. وأكد ضرورة التصدى لكل العقبات أمام التعاون العربى المشترك، منوها بالموضوعاتالاجتماعية المعروضة على المجلس، منها دعم الجهود المبذولة لإنشاء المركز العربىلتدريب الشباب، وخلق فرص عمل للشباب والحد من ظاهرة البطالة. وشدد على أهمية التعاون العربى الدولى فى المجالات التنموية، والتنسيق فىالبرامج التدريبية للمنظمات والصناديق التابعة للمجالس الوزارية العربية المتخصصة. وقال: "إن المرحلة الراهنة تدعو إلى توجيه دفة العمل العربية لمواجهة التحدياتالتنموية، وانخفاض النمو الاقتصادى والبطالة والفقر وتزايد مظاهر الإقصاءوالتهميش، وقلة المساهمة فى عملية التنمية، بوصفهم شركاء أساسيين". ونوه بأن ليبيا كان لديها بالأمس تجربة رائدة فى مدرسة الديمقراطية وهى اختياررئيس حكومة جديد، معربا عن الأمل فى أن يكون لهذه الحكومة للجديدة دور فى تنميةليبيا ودعم مسيرة العمل العربى. وبدوره، دعا وزير الاقتصاد اللبنانى نقولا نحاس، رئيس الدورة السابقة للمجلسالاقتصادى والاجتماعى، إلى ضرورة مواكبة التطورات الاقتصادية فى العالم، والانتقالمن مجتمعات استهلاكية إلى مجتمعات متطورة منتجة تساهم فى التحديث وتعلى القيم الإنسانية لنخرج من الفقر المدقع إلى رفاهية حلمت بها شعوبنا. وطالب بالتنسيق بين الدول العربية فى مقاربة الاتفاقيات مع باقى الدولوالتكتلات، خاصة التجارية، بهدف تنسيق مواقعنا وتعزيز مواقفنا التفاوضية. وأشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة زاخر بمواضيع كثيرة ومتنوعة وعلى قدر كبيرمن الأهمية، وقال: "إن شعوبنا العربية تتطلع إلينا لنكون بمستوى المسئولية فى هذهالمرحلة الدقيقة التى تمر بها أمتنا العربية".