"ما لا يتم الرز إلا به فهو واجب".. ذلك ما تمخضت عنه سياسة الانقلاب التي أرساها العسكر، وحولها يدور ويدندن وزراء حكومة الانقلاب، وبات السؤال ملحًا بعدما قام وزير خارجية السيسي بإلقاء ميكرفون الجزيرة أرضًا، في حركة دون كيشوتية وصفها إعلام العسكر ب"الدكر"، هل يا ترى بعد دخول مِصْر الحلف الإسلامي السعودي بجانب تركياوقطر.. سيطأطئ سامح ويقبل ميكروفون قطر؟! لف وارجع تاني! في أول تصريحات من نوعها منذ قطع العلاقات بين الانقلاب وتركيا، أعلن سامح شكري وزير خارجية الانقلاب، عن أمله في عودة العلاقات مع تركيا إلى سابق عهدها، نافيًا وجود وساطة سعودية بين الانقلاب وأنقرة لإعادة العلاقات التي شهدت توترًا منذ انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي في منتصف 2013. فيما تأتي تصريحات شكري بعد أيام من إعلان السعودية عن التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب، الذي يجمع كلا من القاهرةوأنقرة، على ما بينهما من علاقات متوترة وتصريحات هجومية تبادلها الطرفان على مدار 3 سنوات مضت، وهو ما أثار التساؤلات حول مدى نجاح التحالف على ما بين المشاركين فيه من خلافات. جاء ذلك في حوار تلفزيوني، أجراه شكري، على إحدى القنوات المِصْرية الخاصة، في وقت متأخر مساء أمس الأربعاء 16 ديسمبر 2015، حول عدد من القضايا بالمنطقة، ومن بينها مستقبل العلاقات المِصْرية التركية. شكري قال خلال حديثه: "إننا نأمل في عودة العلاقات المِصْرية التركية إلى عهدها السابق، الذي كانت فيه تلك العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وعلى عدم التدخل في الشئون الداخلية وسيادة الدولة والإرادة الشعبية في تحديد المسار، ومِصْر لا تقبل أي نوع من المحاولة في الانقضاض على مصلحتها وإرادة شعبها". وأضاف قائلاً: "أتصور أن تركيا تسعى دائما لأن يكون لها علاقات إيجابية ومن باب أولى أن تراعي في علاقتها مع مِصْر العمل الإيجابي والعودة إلى إطار إيجابي"، معربًا عن تقديره للشعب التركي والتاريخ الطويل الذي يربطه بالشعب المِصْري. وزير خارجية الانقلاب تابع بقوله: "نحن دائمًا منفتحون على أن تكون علاقاتنا إيجابية؛ علاقات فيها بناء ومصلحة الشعبين"، نافيًا توسط السعودية بين مِصْر وتركيا لإعادة العلاقات بينهما. العلاقات بين القاهرةوأنقرة تشهد توترًا منذ انقلاب قادة الجيش على الرئيس محمد مرسي، بلغ قمته في 24 نوفمبر 2013، عندما اتخذ العسكر قرارًا باعتبار السفير التركي "شخصًا غير مرغوب فيه"، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بالمثل. وعادة ما تعلن تركيا أنها لا تتدخل في الشأن المِصْري، وتؤكد انحيازها للديمقراطية، ودعمها لحريات الشعوب، ورفضها الانقلاب على أي مسار ديمقراطي، وهو ما رأته قد وقع في مِصْر. التحالف والتقارب وأعلنت السعودية عن تدشين أول تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب يضم 34 دولة عربية وإسلامية من بينها مصر وتركياوقطر. فيما رحب الانقلاب بانضمامه للتحالف الذي سيجمعه مع قطروتركيا لأول مرة منذ 3 سنوات، بينما اعتبر مراقبون أن دخول الانقلاب وتركيا في التحالف يهدد فرص نجاحه. كما اعتبر بعض المحللين أن السبب الذي دفع الانقلاب إلى قبول الدخول في التحالف، رغم الخلاف مع تركياوقطر، هو الأوضاع الاقتصادية السيئة، ومحاولة سلطات الانقلاب استعادة "الرز" الخليجي، الذي قدمته السعودية والإمارات والكويت عقب انقلاب 3 يوليو 2013. وهو ما بدا واضحًا في زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية للقاهرة، وتعهد الملك سلمان بن عبد العزيز بزيادة استثمارات السعودية في مِصْر إلى 8 مليارات دولار، وتوفير المواد البترولية للانقلاب على مدار 5 سنوات قادمة. خيبكم الله بينما رد عدد من الإعلاميين العاملين بقناة الجزيرة القطرية، على وزير خارجية الانقلاب سامح شكري، بعد إلقائه ميكرفون القناة من على منصة الحديق في أثناء إلقائه البيان الختامي لجلسات المباحثات بشأن سد النهضة الإثيوبي، التى جرت مؤخرًا في العاصمة السودانية الخرطوم. فانتقدت المذيعة خديجة بن قنة -التى تعمل في قناة الجزيرة القطرية- بقولها على موقع التدوين المصغر " تويتر": "وزير الخارجية المصري يزيح ميكروفون الجزيرة ويخفيه تحت الطاولة، قمّة الدبلوماسية".
وبدوره سخر زين العابدين توفيق الإعلامى بقناة الجزيرة القطرية، من "شكري"، وقال في تغريدة له على صفحتة بموقع التدوين المصغر "تويتر": "سامح شكري رمى ميكروفون الجزيرة في الأرض.. جدع يا باشا.. كنت فاكرك هاتجيب سد النهضة الأرض.. خيبكم الله".