"جمعهم الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب وفرقهم الصراع علي السلطة" هكذا حال رفاق مشهد 30 يونيو وانقلاب 3 يوليو 2013؛ حيث نجح قادة العسكر في استخدامهم كوبري للوصول إلى هدفه في واد أول تجربة مدنية ديمقراطية في تاريخ مصر، ثم سرعان ما تخلص منهم واحدا تلو الآخر حتى لا يشاركوا في مشهد "الكراسي" والغنائم. صراع تحالف "تهاني" و"السيسي" فلم يكن يتوقع أحد من المصريين أن تنشب معركة حامية الوطيس بين أحد أبرز أقطاب الانقلاب العسكري، سامح سيف اليزل، منسق قائمة"في حب مصر"المخابراتية والمدعومة من جانب قائد الانقلاب السيسي، وبين تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية المقالة والقيادية في التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية. ف"سيف اليزل" و"تهاني" كانا من الوجوه المقيتة التي طالما حلا ضيوفا علي قنوات الفلول ورجال الأعمال في عهد الرئيس مرسي، يحرضان ضد حكمه ويتآمران للانقلاب عليه بكافة الطرق باستثناء الصندوق ؛ وهو ما ظهر في تآمر "تهاني"علي حل مجلس الشعب المنتخب ومحاولة حل الجمعية التأسيسية للدستور، وإعلان "سيف اليزل" نجاحه، قبيل الانقلاب، في إقناع عدد من الوزراء في حكومة هشام قنديل، بالاستقالة من مناصبهم، لإظهار ضعف الدولة، من بينهم وزير السياحة هشام زعزوع ووزير الشئون النيابية حاتم بجاتو. إلا أن العلاقة الحميمة بين العجوزين لم تستمر طويلا، حيث شهدت توترا غير مسبوق، جراء اتهامات "الجبالي" لقائمة "في حب مصر"المخابراتية بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين والحصول علي تمويل منها، الأمر رد عليه بشدة سيف اليزل، متهما "الجبالي" بالحلم برئاسة البرلمان، في حين ردر عليها القيادي بالقائمة أسامة هيكل، قائلا: "للمرة المليون بقولك إعقلي يا تهانى، مصر أكبر من رغبتك المجنونة فى الحصول على كرسى البرلمان". فيديو.. الجبالي ل"أسامة هيكل":سخافاتك تحت أقدامي حزب "النور" لم يشفع لحزب "النور" بزعامة برهامي، حضوره مشهد انقلاب 3 يوليو، ليشارك في مشهد تقاسم الكراسي، حيث تم طرده من قائمة "في حب مصر" السيساوية، وشن هجوم إعلامي شديد عليه، الأمر الذي ظهر جليا في نتائجه في انتخابات "برلمان العسكري"، حيث خسرت كافة قوائمه ولم ينجح له بالفردي سوى بضعة أفراد. فمنذ اللحظات الأولى لتشكيل القوائم، رفض قيادات قائمة السيسي، انضمام حزب "النور" إليها، وقال أسامة هيكل القيادي بالقائمة ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، إن الحزب لم يكن جزءا من 30 يونيه، مؤكدًا أنه كان من الرافضين لانضمامه وهدد بالمغادرة، في حين صرح مصطفى بكرى، بأن غالبية الأحزاب رفضت انضمام النور للقائمة. الهجوم على أبو الفتوح علي الرغم من مشاركة حزب د عبد المنعم أبو الفتوح في سهرة 30 يونيو والتي كانت مقدمة لانقلاب 3 يوليو، ألا أنه أصبح خلال الأيام الماضية في مرمي نيران إعلام وقضاء العسكر، علي خلفية مطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقالت لميس الحديدي، إن نيابة أمن الدولة تحقق في بلاغ قدمه المحامي المؤيد للانقلاب سمير صبري، يتهم فيه عبد المنعم أبو الفتوح بالخيانة العظمى والعمل على إسقاط الحكم في مصر خلال تصريحاته الأخيرة عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. صباحي والأحزاب الكرتونية امتلأ الفضاء السياسي خلال حكم الرئيس مرسي بأسماء أحزاب وكيانات لا حصر لها، ظهر فيما بعد وقوف جهاز المخابرات ورائها بتمويل إمارات، وكان ابرز قادة هذه الكيانات "محلل الانقلاب" حمدي صباحي، والذي يعرف بهوايته لخوض الانتخابات، إلا أنه وبعض استغلال العسكر له في قيادة "جبهة الإنقاذ" وخوض مسرحية "رئاسة الدم" العام الماضي، تم الاستغناء عن خدماته ولم يتم إدراج اسمه كمرشح ضمن قائمة "السيسي"، الأمر الذي دفعه للإعلان منذ عدة أسابيع عن رغبته في تشكيل معارضة خارج "برلمان العسكر" البرادعي ظل البرادعي طوال فترة حكم الرئيس مرسي، يتناوب مع صباحي وعمرو موسي، دور المحرض علي حكم أول رئيس مدني منتخب، وتم مكافأته بعد الانقلاب بمنصب صوري كنائب ل"الطرطور"عدلي منصور، ثم سرعان ما قفز من سفينة العسكر عقب مجزرة رابعة والنهضة، وفر هاربا خارج البلاد، ليبدأ مرحلة جديدة من "المعارضة عبر التويتر". شباب بعض الحركات الثورية شهدت مرحلة ما قبل الانقلاب العسكري، فتح قنوات الفلول ورجال الأعمال أبوابها لشباب بعض الحركات الشبابية الثورية، من اجل الهجوم علي الرئيس مرسي، إلا أنه سرعان ما تم الانقلاب على هؤلاء الشباب بعد أشهر من انقلاب 3 يوليو، والزج بهم في غياهب المعتقلات، عقابا لهم علي رفع صوتهم بالاحتجاج ضد سياسات العسكر، وكان أبرز هؤلاء: احمد ماهر، ومحمد عادل، وأحمد دومة، وعلاء عبد الفتاح، وماهينور المصري. رجال الأعمال لم يدم شهر العسل طويلا بين السيسي ورجال الأعمال المؤيدين له، وذلك بعد طلبه المتواصل لهم بالدفع لصندوقه الخاص "تحيا مصر"، الأمر الذي تسبب في حدوث خلافات بينهم، دفعت بالسيسي إلى إصدار قرارات بالتحفظ على أموال عدد منهم، أبرزهم محمد فريد خميس، وصلاح دياب، وغيرهما.