الدكتور أحمد غانم، مصرى يعيش فى أمريكا، لا ينتمى لأى تيار سياسى، وحضر ضمن الوفد الاقتصادى الأمريكى الذى يزور مصر حاليا، ويضم ممثلى 85 شركة، وحضر لقاءاته مع الرئيس مرسى ومع عدد من القيادات السياسية والحزبية منهم حمدين صباحى. وقد هال الرجل ما سمعه من تصريحات غريبة، ذكر أن حمدين صباحى وممثلى حزب الدستور قالوها خلال لقائهم مع وفد الشركات الأمريكية -التى تتحكم فى 7.5 تريليون دولار من حجم الاقتصاد العالمى-، فكتب على صفحته على فيس بوك يطالبهم "بالاعتذار الرسمى عن الفضيحة التى تسببوا فيها خلال لقاء الوفد الأمريكى الاقتصادى بقادة المعارضة". د. غانم شرح ما حدث قائلا: "بدلا من طمأنة أكبر مستثمرين فى العالم أن مصر دولة مستقرة تفتح أبوابها للمستثمرين، فإذا بحمدين وممثل حزب الدستور يخوفان المستثمرين من ثورة قريبة فى مصر؛ لأن حزب "الحرية والعدالة" اغتصب السلطة بالشاى والسكر" (حسب مزاعمهم)!. ولأنه مصرى وطنى حضر مع الوفد الأمريكى لخدمة بلده كتب يصف ما جرى بأنه "فضيحة وموقف مقزز ومحاولة قذرة لتطفيش المستثمرين لإفشال جهود حكومة مرسى فى جلب المستثمرين، حتى ولو كان على حساب فشل مصر وهروب المستثمرين منها"!!. وتدخل د. مصطفى النجار -عضو البرلمان- لينتقد موقف السياسيين الذين التقوا وفد المستثمرين الأمريكيين، وحذروهم من الاستثمار فى مصر، واصفا تلك التحذيرات ب"السقطة والخطيئة السياسية فى حق كل المصريين". ماذا حدث بعد ذلك؟ دخل أعضاء ربما من المؤيدين لصباحى، على حساب د. أحمد غانم على فيس بوك، وهات يا شتائم وسباب(!)، ووصل الشطط بالبعض إلى حد وصف الرجل بأنه "صحفى إخوانى"؛ لأن الأمر اختلط عليهم بين الدكتور غانم وبين زميلنا فى جريدة "الحرية والعدالة" أحمد غانم نائب رئيس التحرير، ورد عليهم شباب من "الحرية والعدالة" يؤيدون ما قاله الرجل ويشجعونه على قول الحق. وعندما شعر الرجل -الذى يقول إنه جاء إلى مصر فى زيارة عمل لمدة 5 أيام كعضو فى الوفد الاقتصادى الأمريكى للإسهام فى إعادة الثقة بالاقتصاد المصرى، وقد تفتح آلاف الوظائف للشباب، وأنه لا ينتمى لأى فصيل سياسى- بالقرف مما يجرى، وأن المعركة تحولت من نصرة الاقتصاد المصرى إلى صراع سياسى سبب له أذى، ألغى ما كتبه على صفحته ليهدئ الأزمة، وكتب يقول: "إلى شباب الإخوان وإلى شباب حملة حمدين: حاربوا بعضكم سياسيا بعيدا عن صفحتى.. أقف بقوة وراء كل حرف أكتبه على صفحتى، ولا أمثل إلا نفسى، ولكنى أرفض أن أضيع وقتى فى حروب سياسية لست طرفا فيها.. اقتصاد مصر على مفترق طرق، وكل دقيقة تضيع فى جدال سياسى فى هذا الوقت الحرج ترجع مصر سنوات للوراء!". بالطبع حملة حمدين صباحى نفت ما قاله د. أحمد غانم، كما نفى حزب الدستور ما نسب له أيضا، وأيا كانت الحقيقة فالرجل ليس له مصلحة فى الكذب، ولا يعرف صباحى أو الدستور، ومع هذا فقد فشل المحرضون على اقتصاد مصر، ويكفى أن عضوا واحدا بالوفد هو نائب رئيس شركة (أوراكل) العملاقة، الذى يزور مصر لأول مرة قال: "أبهرتنى صراحة الرئيس، وسأوصى بزيادة استثمارات الشركة فى مصر".