أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل أن كل التوقعات كانت تشير إلى احتمالات ارتفاع مؤشر القمع في مصر، عقب الزيارة الخائبة التي مني بها الجنرال المنفوخ بالأوهام، إلى بريطانيا، غير أن أحدًا لم يكن يتصور أن يصل بهم الجنون إلى هذا المستوى من العصف بالحريات الشخصية وحقوق الإنسان في التملك والتنقل والتعبير. وأشار قنديل في مقال له بالعربي الجديد بعنوان "العيب في الذات السيسية" أن نظام الانقلاب قام في ضربة واحدة، باختطاف مؤسس "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، الحقوقي والصحفي حسام بهجت، ووقف المذيعة في التلفزيون المصري، عزة الحناوي، والقبض على مؤسس ورئيس مجلس إدارة صحيفة المصري اليوم، إحدى الأذرع الإعلامية المهمة للانقلاب العسكري، ورجل الأعمال المعروف ب"حلواني النظام"، صلاح دياب، ثم مصادرة مقالات، وقرارات بالمنع والإيقاف عن الكتابة، علناً، وليس بناء على تعليمات سرية صامتة، كما كان يجري في أزمنة أخرى للقمع. وتابع قائلاً: "وأخيرًا تأتي الذروة الدرامية في "تأليف" اتهام ضخم للصغيرة، إسراء الطويل، بالتورط في مخطط لاغتيال شخصية سياسية كبرى، انتقاماً لشهداء مجزرة رابعة العدوية، حيث وزعت سلطات الدولة القمعية الفاشلة بياناً على وسائل الإعلام يشرح ويفصل في وقائع المخطط الذي اعترفت به المصورة الصحفية التي اعتقلتها السلطات قبل نحو ستة أشهر، ولم تستطع أن تخترع لها تهمة، حتى عاد الصنم جريحاً مكسوراً من بريطانيا". وأشار قنديل أن في مصر الآن باتت جريمة خيانة عظمى، اسمها "العيب في الذات السيسية"، ينظر لها ويسمم بها وعي الجماهير فريق من الصحافيين والإعلاميين والمثقفين والسياسيين، يحتويهم مشروع عكاشي واحد، ويعتبرون غياب السيسي عن المشهد إجهازاً على امتيازاتهم وإنهاء لأدوارهم، وإظهاراً لدمامتهم المهنية وقبحهم الإنساني. وأوضح أن هؤلاء يبيعون للناس وهْم أن انتقاد الجنرال خيانة للوطن، وأن المطالبة بتخليص البلاد من فشله ورعونته ودمويته عمالة للغرب الإمبريالي، وأن تناول الكوارث التي تقع على يديه شماتة في مصر والمصريين. ليس الوطن هو الجالس على كرسي حكمه، والقابض على سلطته. الوطن هو الإنسان والتاريخ والجغرافيا والقيم، فما بالك لو كان الممسك بالسلطة فيه قرصاناً وقاتلاً وسافكاً للدماء ومبدداً للتاريخ والجغرافيا ومهدراً للقيم.. وفوق ذلك كله فاشل، وصديق للأعداء ومعاد للأشقاء، فعن أي شماتة يتحدث الباعة السرّيحة في أزقة الوطنية المزيفة وحواريها؟