حظي حادث ضرب طائرات الجيش المصري لقافلة من السياح المكسيكيين ورفقائهم المصريين في الصحراء الغربية ما أسفر عن مقتل 12 وإصابة آخرين على تغطية واسعة بالصحافة الأمريكية والبريطانية ( أكثر من 20 تغطية مع وجود أكثر من تغطية للصحيفة الواحدة) وأجمعت الصحف الغربية على أن هذا الحادث لم يقتل السياح فقط ولكنه أطلق رصاصة الرحمة على السياحة المصرية التي تعاني أصلا منذ ثورة يناير 2011 ويشكك في حالة الاستقرار التى تزعمها الحكومة. من جانبها، اعتبرت "اسوشيتد برس" الحادث ضربة جديدة لجهود الحكومة لإعطاء صورة للاستقرار ، مشيرة إلى تضارب رواية الداخلية مع رواية بعض الناجين واتحاد المرشدين السياحيين، وقالت "لوس أنجلوس تايمز" إن تفاصيل الحادث لا تزال غامضة، وخلصت "وول ستريت جورنال" إلى أن الحادث يقوض الجهود المصرية لتنشيط السياحة والنهوض بالاستثمار. أما "ك.س. مونيتور" فتوقعت أن يكون للحادث تأثير على صناعة السياحة الحيوية لمصر وهو ما ذهبت إليه "الجارديان" و"نيويورك تايمز"، وفي تقرير منفصل ل"واشنطون بوست" عنونت الصحيفة مقالها ب" في مصر، اعتاد الإرهابيون استهداف السياح الآن الجيش يقتل السياح الذين يعتقد أنهم إرهابيون"، ونقل تقرير "نيويورك تايمز" عن الباحث في مركز التقدم الأمريكي مختار عوض قوله "ما رأيناه لم يكن مجرد عدم وجود تدريب للقوات العسكرية ولكن أيضا يأسهم" كما أشار التقرير لإمكانية وقوع ضحايا مدنيين في حوادث مشابهة في سيناء في ظل غياب تقارير مستقلة بسبب القيود المفروضة على الصحفيين هناك. "الإيكونوميست" البريطانية اعتبرت الحادث ضربة جديدة للجنرال السابق "السيسي" وأنه برهن على أن الحملات العسكرية للحكومة أبعد ما تكون عن النجاح، مشيرة إلى نمو الخسارة في صفوف المدنيين وكذلك نمو الشعور بالاغتراب والنفور الشعبي تجاه عمليات الجيش وهو ما أظهره استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث والذي قال إن نسبة تأييد الجيش قد انخفضت من 73٪ في عام 2013 إلى 56٪ في عام 2014. المؤكد أن جميع التقارير سلبية وتعكس حالة من التخبط الأمني في مواجهة المسلحين.
تضارب التصريحات رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن تفاصيل الحادث لا زالت غامضة. وأشارت إلى تضارب التقارير حول ما إذا كانت المنطقة التي وقع بها الحادث مفتوحة للسياح أو مغلقة ومحظورة. ولكن وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية نقلت عن مسئولين مصريين الاثنين أن القوات المصرية فتحت النار بالخطأ على السياح المكسيكيين في رحلات السفاري أثناء مطاردتها للمتشددين في الصحراء الغربية، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا واعتبرته ضربة جديدة لجهود الحكومة لإعطاء صورة للاستقرار حيث تحارب تمردًا قويا على نحو متزايد. وقال مسؤولون مصريون إن المجموعة لم يكن لديها إذن بالتواجد في المنطقة، ولكن لم تقدم وصفا كاملا للحادث وهو ما نفته شقيقة أحد ضحايا الحادث. وتضيف أسوشيتدبرس أن الحادث يأتي، واحد من الحوادث الأكثر دموية بالنسبة للسياح في مصر، في الوقت الذي تحاول فيه مصر إحياء صناعة السياحة الحيوية بعد الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة 2011. ويشير التقرير إلى أن مصر تقاتل المتمردين بصورة رئيسية في شمال سيناء، ولكن في الأشهر الأخيرة، قامت المسلحون الموالون للدولة الإسلامية بسلسلة من الهجمات في العاصمة، بما في ذلك تفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة وخطف وقطع رؤوس مواطن كرواتي . وفي مؤتمر صحفي في مكسيكو سيتي، حاول السفير المصري ياسر شعبان تبرير الجريمة بقوله إن القوات المصرية خلطت بين الاثنين لأن المركبات التي يستخدمها السياح كانت "مشابهة لتلك التي يستخدمها الإرهابيون"، لكنه لم يكرر تأكيدات سابقة بأن السياح كانوا في منطقة محظورة. وقال حمادة هاشم أحد الأدلة في الدروب الصحراوية إن الحادث ربما يكون مرتبطا بخطف مسلحين لأحد المقيمين ويدعى صلاح قاسم سيد وطلب الشرطة من الجيش التدخل للمساعدة. وأشارت أسوشيتدبرس "يوم الأحد نشر الفرع المصري التابع للدولة الإسلامية صورا تظهر اشتباكات مع قوات الأمن وما قالت انه جثة مقطوعة الرأس لسيد، الذي اتهمته بأنه جاسوس للأجهزة الأمنية". ونفت غابرييلا بيخارانو شقيقة أحد المتوفين المكسيكيين مزاعم عدم حصول السياح على إذن بالتواجد في المنطقة.
ضربة للسياحة رأت "الجارديان" البريطانية أن الحادث سيكون له تأثيرات سلبية على الاقتصاد المصري الذي يعتمد على قطاع السياحة. وأكدت أن قطاع السياحة هو محرك تقليدي للاقتصاد المصري، لكن معدلات السياح شهدت تراجعا في وقت تحاول فيه البلاد للتعافي بعد سنوات من الفوضى السياسية والاقتصادية. من جانبها اعتبرت "وول ستريت جورنال" أن الحادث يقوض الجهود المصرية لتنشيط السياحة، والنهوض بالاقتصاد. وقالت في تقرير لها الأحد "تضم الصحراء الغربية عدد من الواحات الخلابة التي تجذب السياح، ورغم الانخفاض الكبير في عدد السياح منذ عام 2011 إلا أن الواحات كانت تجذب أعداد كبيرة من السياح. اتفقت معهما صيحفة "ك. س. مونيتور" التى قالت في تقرير لها الأحد «سيكون للحادث تأثير على صناعة السياحة الحيوية في مصر». وأضافت «بدأت أعداد السياح في الانتعاش في العام الماضي، لكن زيادة هجمات المسلحين على المواقع السياحية - بما في ذلك المحاولة الفاشلة لإطلاق النار على معبد الأقصر في يونيو - مثل انتكاسة كبيرة.
إدانة مكسيكية وتناولت صحيفة "يو اس ايه توداي" الحادث من زاوية مختلفة حيث سلطت الضوء على إدانة الحكومة المكسيكية للحادث ، وأشارت إلى البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية واعتبرته يتناقض مع بيان الاتحاد المصري للمرشدين السياحيين، والذي أكد على أن القافلة حصلت على ترخيص لدخول المنطقة. وبحسب أسوشتيد برس أدان الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو الهجوم، وطالب بإجراء تحقيق شامل، وقال وزير خارجيته إن الناجين أخبروا المسؤولين أن طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى أطلقت النار عليهم. وقال سفير المكسيك لدى مصر، خورخي الفاريز فوينتس، إنه تم تحديد اثنين من المواطنين المكسيكيين القتلى في الحادث. وفي تحديث لأسوشيتدبرس ذكرت أن سفارة المكسيكبالقاهرة ألغت احتفالها بيوم الاستقلال الذي كان مقررا عقده اليوم الثلاثاء في مقر البعثة في العاصمة المصرية. وأرسلت المكسيك مذكرة دبلوماسية تعرب فيها عن "انزعاجها العميق" وتطالب بالتحقيق.